أدى هجوم روسي بطائرة مسيرة استهدف مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا، إلى مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين بينهم أطفال، وفق ما أعلنت السلطات المحلية. وقال حاكم أوديسا أوليغ كيبر على تلغرام: "انتشل عناصر الإنقاذ من بين الأنقاض جثتي شخصين لقيا حتفهما إثر غارة جوية معادية بطائرة مسيرة على مبنى سكني". وأضاف أن الهجوم الليلي أدى إلى إصابة 14 شخصاً، "بينهم ثلاثة أطفال". كثفت موسكو هجماتها على الرغم من جهود وساطة أميركية لوقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ووصلت المحادثات بهذا الشأن إلى طريق مسدود. وفي منطقة خيرسون المجاورة، أعلنت السلطات مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في ضربات روسية الجمعة. وقال حاكم المنطقة أوليكساندر بروكودين على تلغرام صباح السبت: "استهدفت القوات الروسية المنشآت الحيوية والاجتماعية وكذلك المناطق السكنية في المنطقة". تتعرض المدن الأوكرانية للاستهداف يومياً بينما تحقق القوات الروسية مكاسب ميدانية. وفي هذا السياق، أكدت موسكو سيطرتها على قرية في منطقة دونيتسك التي أعلن الكرملين ضمها إلى روسيا في نهاية 2022. كما تنفذ أوكرانيا بدورها ضربات بطائرات مسيرة ضد أهداف في روسيا حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 31 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل. أدى الهجوم الروسي في أوكرانيا إلى مقتل عشرات الآلاف وأجبر الملايين على النزوح وألحق أضراراً جسيمة بمناطق واسعة من شرق أوكرانيا. ولتحقيق وقف إطلاق النار، تطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي من خمس مناطق يحتلها جزئياً أو كلياً، في حين تشترط روسيا أن تتراجع كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتقر لها بالسيطرة على تلك الأراضي. أوكرانيا تقول: إنها قصفت أربع طائرات حربية بمنطقة فولجوجراد الروسية، وقال الجيش الأوكراني: إنه قصف أربع طائرات حربية في قاعدة جوية بمنطقة فولجوجراد وسط روسيا في إطار حملة لاستهداف الأصول الحربية الروسية. وأوضح الجيش في منشور على تطبيق تلغرام أنه قصف أربع طائرات من طراز )سو-34) في قاعدة مارينوفكا خارج مدينة فولجوجراد الواقعة على بعد حوالي 900 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. وجاء في المنشور أن العملية شارك في تنفيذها فرع العمليات الخاصة في الجيش بالتعاون مع جهاز الأمن الأوكراني وأجهزة عسكرية أخرى. وذكر البيان: "وفقاً للمعلومات الأولية، استُهدفت أربع طائرات وتحديداً سو-34 بالإضافة إلى مرافق فنية تشغيلية تتم فيها صيانة وإصلاح الطائرات الحربية المختلفة". ولم يصدر أي تعليق من الجيش الروسي بعد. ونفذت أوكرانيا عدداً من العمليات بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية روسية في الأشهر القليلة الماضية، وكان من بينها مواقع صناعية ومنشآت للطاقة وغيرها. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نفذ الجيش الأوكراني هجوماً واسعاً أطلق عليه اسم "عملية شبكة العنكبوت" استهدف عدداً كبيراً من القاذفات الروسية بعيدة المدى في عدة قواعد جوية روسية بعيدة عن الأراضي الأوكرانية. وذكر أحدث بيان أنه يجري تقييم الأضرار الناجمة عن الهجوم على قاعدة مارينوفكا. ووصف البيان الطائرة سو-34 بأنها المقاتلة الروسية الرئيسية المستخدمة في شن غارات على الأراضي الأوكرانية وتستخدم بصفة خاصة لإطلاق القنابل الموجهة ويتزايد استخدامها في الهجمات على المدن الأوكرانية. جهوده لإنهاء الحرب من جانبه، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب لجهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحسين العلاقات بين واشنطنوموسكو. وفي تصريح لوكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس" على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في مينسك، قال بوتين: إنه لا يزال منفتحاً على إجراء محادثات مستقبلية. وتابع بوتين: "أنا مستعد دائماً للانخراط في حوار وعقد لقاء". لكنه شدد على أن أي لقاء من هذا النوع يحتاج إلى تحضير دقيق لتحقيق تقدم ملموس، مشيراً إلى أنه من المستبعد إجراء محادثات في المستقبل القريب. وأشاد بوتين بترمب لإحيائه قنوات الاتصال الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى إحراز تقدم رغم استمرار الصعوبات. وقال بوتين: إنه رغم استمرار وجود بعض القضايا العالقة، فإن وزارتي الخارجية والأجهزة الأمنية في البلدين عادتا للتواصل مجدداً، وهو أمر بالغ الأهمية في مكافحة الإرهاب. وفيما يخص أوكرانيا، جدد بوتين استعداده للانخراط في حوار، رغم وجود خلافات كبيرة بين المطالب التي طرحتها موسكو وكييف في المفاوضات الأخيرة الرامية إلى إنهاء النزاع. وتعهد بوتين بمواصلة المحادثات بعد الانتهاء من عمليات تبادل الأسرى المعلقة.