يُعدّ مؤتمر "بيوند تومورو" أول مؤتمر افتراضي إقليمي نظمته "ساس" وذلك تحت شعار "كن محبًا للاطلاع، وسارع في الابتكار، واكتسب القدرة على الصمود" وشارك فيه حضور من أكثر من 85 دولة في ثلاث قارات ، استجابة لاحتياجات المنشآت بشأن الاستراتيجيات والأساليب الجديدة الواجب وضعها واتباعها للتغلّب على آثار الجائحة، والتكيّف مع الظروف الجديدة. وقالت "ساس" في بيان ، إن عام 2020 شكّل منعطفًا فاصلًا في عالم الأعمال والاتصالات وأنماط الحياة. وقد أدّت الجائحة إلى تسريع التحول الرقمي في جميع القطاعات؛ فشهدنا كيف انتقل مقدمو الرعاية الصحية بسرعة إلى تقديم الخدمات الصحية عن بُعد، وكيف تحولت شركات التأمين إلى التقييم الذاتي لمطالبات التعويض، وانتقلت المتاجر إلى التسوّق الرقمي والتوصيل من دون تلامس. كذلك تحوّلت آلاف المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم بسرعة من القنوات المادية إلى تقديم الخدمات عبر الإنترنت، حتى أضحت الخدمات الرقمية اليوم تحتلّ المقام الأول في كل المجالات. المتحدثون في المؤتمر عرضوا حالات تطبيقية واقعية أظهرت قدرة تحليلات البيانات على تحويل عدد لا يحصى من البيانات إلى رؤى وأفكار مفيدة، كما عرضوا ممارساتهم في السعي للمضي قدمًا وسط الجائحة بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة وإنترنت الأشياء والسحابة وغيرها، إذ يتحتّم على المنشآت أن تتكيف مع التغيّرات الحاصلة في سلوك المستهلكين وتلبي توقعاتهم المتغيرة، حيث تلعب مبادرات البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في تلبية هذه الحاجة. وقالت "ساس" :عندما أصبح الأمر يتعلق بقدرة عملائنا على التنبؤ بالأنماط لمساعدتهم على التدقيق في الأحجام الهائلة للبيانات التي بحوزتهم، ساعدناهم باللجوء إلى الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليلات لتطوير قدرات التنبؤ والتخطيط لمقادير الطلب والتصنيع. هذا الأمر يرتبط نوعًا ما باستشعار الطلب، وهو ممارسة راسخة تستخدم بيانات المنشأة ومعلومات من مصادر أخرى للتنبؤ بما سيشتريه العملاء ومتى، ولذلك فهو يتطلب القدرة على الاطلاع في الوقت المناسب على بيانات تمتاز بالجودة والقيمة. وعلى سبيل المثال، ساعدنا في "ساس" أحد متاجر البقالة الكبيرة العاملة عبر الإنترنت باستخدام حلّ قائم على الذكاء الاصطناعي للعثور على منتجات بديلة بسرعة في حال عدم توفر المنتجات المطلوبة، ما ساهم في تحسين تجربة الزبائن وعزز ولاءهم لهذا المتجر خلال فترة الإغلاق. مبادرات المملكة وأضافت: إن فترة الإغلاق الطويلة شكّلت تهديدًا وجوديًا للعديد من المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي كافحت لتظلّ صامدة وقادرة على المنافسة. وبوجود أكثر من 950,000 من المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة جدوى للاستثمار، ظهرت حاجة ماسّة إلى اتخاذ إجراءات فورية ضرورية لإنشاء منظومة داعمة لها. لهذا أعلنت المملكة في مارس 2020 عن حزمة تحفيز بقيمة 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما أجّلت البنوك وشركات التمويل سداد قروض هذه المنشآت لمدة ستة أشهر، وخصّصت 13.2 مليار ريال في شكل قروض مصرفية لتمكين المنشآت من مواصلة عملياتها ودعم نموها. ونظرًا لكون خدمات التحليلات والذكاء الاصطناعي مرنة بطبيعتها وقادرة على إحداث التمييز بين المنتجات وضمان تفوقها، فإنها تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة على ابتكار منتجات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين القدرة على تلبية متطلبات عملائها الحريصين على الإقبال على الرقمنة ، ونتيجة لذلك قرّر جيل كامل من القادة في القطاعين العام والخاص الاستعداد بقوة واستكشاف المسارات التي يمكن المضي فيها بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتحليلات بالشكل المناسب ، وهذا يمهّد الطريق لنهضة شاملة على مستوى المملكة في مجال تحليلات البيانات، لكن هذه المرة، مع زيادة التقدير والثقة في القيمة التي تُضفيها هذه التقنيات. لقد رأينا التقدم الرقمي الحاصل في قطاعات مثل الخدمات المالية والتجزئة، وكيف أنها بدأت في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتحليلات لتحسين أدائها خلال الأزمات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتقديم الحلول والخدمات الرقمية للعملاء، بالتوازي مع الحاجة إلى تحقيق التوازن في التعامل مع كل من المخاطر وتجربة العملاء ، أما في المملكة العربية السعودية، فلطالما سعت الحكومة استباقيًا نحو التحول الرقمي في جميع القطاعات، حتى قبل الجائحة، ما جعلها تظفر بالتميز على البلدان الأخرى من ناحية الاستعداد والجاهزية.