القيادة تعزي ملك مملكة البحرين    أمير الرياض يتفقد المجمعة ويدشّن مشروعات تنموية    السعودية تعزز شراكتها الإستراتيجية مع المملكة المتحدة في مجال الحكومة الرقمية    رسمياً .. الهلال بطلاً لدوري روشن    ضبط 19710 مخالفين للإقامة والعمل وأمن الحدود    وصول المنتخب السعودي للعلوم إلى الولايات المتحدة للمشاركة في آيسف 2024    لولوة الفيصل ترعى حفل جائزة الشيخ محمد بن صالح بأربعين فائزاً وفائزةً في دورتها ال18    طلاب وطالبات تعليم الطائف يؤدون غدًا اختبارات "نافس"    المدينة أول صديقة للتوحد بالشرق الأوسط    إسرائيل تجبر عشرات الآلاف على النزوح في رفح    الأفكار المولدة للسلوك أصلها ديني    علاج جيني يعيد لطفلة صماء السمع    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على الحزم وتحقيق لقب دوري روشن    الهاجري يتوج «الرياض» بكأس كرة الطائرة من الجلوس    رابطة العالم الإسلامي تدشّن «مجلس علماء آسْيان»    الجوف: القبض على شخص لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    «سدايا».. تقدم خدمات تقنية وممكنات رقمية ضمن مبادرة طريق مكة لعام 1445ه    محامي: في هذه الحالة يمكن لمطعم همبرقيني مقاضاة الشركة المصنعة للمايونيز المتسمم    بتوجيهات ولي العهد.. الدبلوماسية السعودية تنتصر لفلسطين    دعم وتطوير العلاقات بين المملكة وغانا    إختتام مهرجان المنتجات الزراعية الثآلث في ضباء بعد 4 أيام    ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في جنوب البرازيل إلى 136    الأمن العام يدعو لتجنب الإعلانات المضللة بمواقع التواصل    كريسبو مدرب العين واثق من الفوز بدوري أبطال آسيا رغم الخسارة باليابان    جفارديول يقود سيتي للصدارة بفوز كبير برباعية على فولهام    الصومال والسعودية.. توافق الرؤى ومتانة العلاقات    "الوطنية للإسكان" و"طلعت مصطفى" تضعان حجر أساس "مدينة بنان"    الأمير سعود بن نهار يدشن أكبر مجمع "قرآني تعليمي نسائي "على مستوى المملكة    محافظ جدة يشرف أفراح الغامدي    أروقة الشعر بين علم الاجتماع والنفس    المياه الوطنية تُكمل الاختبارات التشغيلية لمخطط درب الحرمين بجدة    الأرض تشهد أقوى عاصفة مغناطسية منذ 21 سنة    جازان تسجّل أعلى كمية أمطار ب 55.1 ملم في سد بيش    "رئاسة الشوون الدينية" تستقبل طلائع الحجاج بالهدايا    تعليم عسير يُعرّف ب«نافس» تعليمياً ومحلياً.. و8 ميداليات ومركزان في الأولمبياد الوطني للتاريخ    99% من مسكنات الألم بها مواد مخدرة    التدريب التقني والمهني" ينظم معرض "مبتكرون 2024" بالشرقية غداً    وزارة الحج تدعو لاستكمال التطعيمات المخصصة لحجاج الداخل    تدشين خدمة الرعاية الطبية المنزلية بمدينة الجبيل الصناعية    الجامعة العربية: القمة العربية تنعقد في ظرف استثنائي    جدة تشهد الملتقى التدريبي لفورمولا1 للمدارس    الفياض: نستثمر في التكنولوجيا لمعالجة التحديات الصحية العالمية    أبل تطور النسخ الصوتي بالذكاء الاصطناعي    حظر الأظافر والرموش الصناعية بالمطاعم ومتاجر الأغذية    "الصحة" توضح الوقت المسموح للجلوس أمام الشاشات    مدير ناسا يزور السعودية لبحث التعاون الفضائي    العطاوي: سنكمل نجاحات غرفة الرياض التجارية ونواكب المرحلة وتطلعات القيادة    جمعية الرواد الشبابية تنظم دورة "فن التصوير" في جازان    الهلال ينهي تحضيراته للحزم    وزير الشؤون الإسلامية يدشن المنصة الدعوية الرقمية في جازان    رومارينهو: الخسارة بهذه النتيجة شيء ⁠محزن .. و⁠⁠سعيد بالفترة التي قضيتها في الاتحاد    «سلمان للإغاثة» ينتزع 719 لغماً عبر مشروع "مسام" في اليمن خلال أسبوع    سورية: مقتل «داعشي» حاول تفجير نفسه في السويداء    مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج الدفعة السادسة لطلاب جامعة الأمير مقرن    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    القيادة تعزي رئيس البرازيل إثر الفيضانات وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسترجعاً ذكريات الماضي في محاضرة قيمة .. أحمد باديب: عادات جميلة لأهالي جدة في رمضان
نشر في البلاد يوم 09 - 07 - 2014

استعرض الأستاذ أحمد محمد باديب في محاضرة قيمة بعنوان (جدة الإنسان في رمضان) صور الحياة في جدة القديمة داخل السور وما تميزت به في ذلك الوقت من علاقات مع مدن البحر الأحمر والعالم الإسلامي .. كما تناول عادات وتقاليد أهلها وذلك ضمن الأسبوع الثقافي لفعاليات (جدة كدا) في بيت الجمجوم في السابع من شهر رمضان الحالي:
جدة : الإنسان في رمضان:
الحمد لله الذي اعاد علينا رمضان والصلاة والسلام على رسول الله الذي علمنا ان الصيام هو امتناع عن الشراب او الطعام اما الصوم فهو الامتناع عن قول الزور والتحدث بما لا يرضي رب الانام فاللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وبارك الصالحات اعمالنا واغفر بفضلك زلاتنا وأرحم آباءنا وأمهاتنا ومن لم يعد عليه رمضان اسكنهم فسيح جناتك وتداركهم بعظيم رحماتك يا أرحم الراحمين أما بعد:
فالحديث عن جدة واهلها ذو شجون فدعوني اولا أهنئكم ونفسي بما تحقق لجدة التاريخية من اعادة اعتبار سواء باعتراف اليونسكو بها كمعلم وموقع تاريخي له مميزاته وحرماته واهم مميزاته هو ايقاف هدم منشآته القديمة واهم مميزاته احترامه من اهل البلد ومن العالم اجمع.
وهذه الحرمات والمميزات ستؤدي ولاشك الى عودة الحياة الحقيقية اليه ليس فقط حياة المباني ولكن حياة الناس.
أشكر اصحاب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان والامير مشعل بن ماجد والامير مشعل بن عبدالله جهدهم الذي تكلل بالنجاح واترحم على الامراء ماجد وعبدالمجيد الذين كان لهم قصب السبق في العناية بجدة التاريخية واشكر اميرنا السابق خالد الفيصل على ما بذله مما مهد الطريق لنصل لهذا التكريم لهذا الجزء العزيز على قلوبنا من بلادنا الحبيبة.
ايها الأخوة والأخوات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأقول لكم القول الذي كنا نردده ونحن صغار في اسواق مدينتنا التاريخية:
الله وليك يا صايم
فدعوني أكلمكم عن جدة في داخل السور بما عشت انا نتائجه وشاهدت آثاره فعلى رغم صغر هذه المدينة وقلة عدد سكانها فقد كانت الاكثر عدداً من المتعلمين والاكثر عدداً من المثقفين والاقل عددا من الشحاتين والاكثر عدداً من المتعففين والأكثر دخلاً من نشاطها التجاري من اي مدينة كانت و... الخ.
وبالمختصر فقد كانت المدينة الأولى في كل شيء لم يسبقها في الدين الا مكة والمدينة على ساكنها افضل الصلاة والتسليم وكما قال خادم الحرمين الشريفين فان موقع هذه المدينة كبوابة لمكة والمدينة جعل لها مميزات المدينتين العظيمتين واضاف اليها مميزات أخرى إنفردت بها عن باقي المدن.
إن أول مدرسة نظامية بعد الصولتية كانت مدارس الفلاح في جدة وقد تأسست عام 1323ه وقد كانت اكثر افقاً علمياً من الصولتية لاتساع دائرة العلوم التي كانت تدرس فيها. وكان يأتي اليها من كل العالم الاسلامي الرجال المتعلمون ليكونوا قريبين من مكة والمدينة وقريبين من العالم بما تمثله جدة من اتصال مع العالم لا يوجد في المدينتين المقدستين ولسهولة السفر منها لكل اجزاء العالم العربي والاسلامي وكانت على صلة بمدن كثيرة على سواحل البحر الاحمر مدناً في السودان الذي كان تحت حكم الانجليز وكان يرسل اهل جدة ابناءهم للمدارس في السودان للتعليم خاصة تعلم اللغة الانجليزية التي كان لغة التجارة مع الشرق الممثل في الهند ومع جنوب شرق اسيا الممثل في اندونيسيا وغيرها من بلاد اسيا كما كانت على صلة بعدن وزيلع والسويس قبل شق قناة السويس.
لقد كانت بلداً يعيد تصدير السلع وهمزة وصل بين الشرق والغرب ولقد كانت مدينة الاولياء لان كثيرا من الصوفية يؤمنون ان القطب الصوفي وهو أعلى درجات التصوف يجب ان يكون في مكة فكانوا يأتون الى جدة في انتظار ان يصلوا للقطبية وقد مات عدد كبير منهم في جدة وكان لهم التأثير الروحي الكبير على أهل هذه المدينة مما اوجد ذلك التنوع الصالحين والمتدينين كواحد منهم ، وتجده في السمرة يسمع الغناء ويلعب الورق وغير ذلك من مظاهر الدنيا.
صلتهم بمصر والشام أثرت فيهم سياسياً وأدبياً فكان الكثير منهم ينظم الشعر العربي الفصيح لمحمد حسن عواد وغيره وبعضهم ينظم الشعر الحلمنتيشي كعم احمد قنديل وعم عمر عبد ربه وغيرهم كثير.
ولقد خرجت بواكير النهضة العلمية من هذا البلد شاء من شاء واعترض من اعترض فهذه حقيقة لا يختلف عليها المقسطون ابداً.
ونحن اليوم في هذا البيت الجداوي بيت الفنون والتراث لآل جمجوم العائلة الجداوية العريقة وبقربنا بيت الأفندي نصيف وهو بيت علم وسياسة وادب كان بين جنباته اكبر مكتبة شخصية في الحجاز ولم يكن في آل نصيف جاهل واحد بل ان بعضهم لم يتخرج من مدارس الفلاح فقط بل تخرجوا من جامعات مصر كالازهر الشريف فهذا عم حسين نصيف الابن الاكبر للشيخ محمد نصيف رجل علم ومالا تعرفونه رجل رياضة وهو الذي اسس الفريق الرياضي وهو فريق انسلخ من فريق الاتحاد فقد كان يضم الطبقة المتعلمة من ابناء عائلات جدة الذين لم يجدوا انفسهم وسط لاعبي الاتحاد المختلطين من ابناء الاجانب وابناء الحوائر (اولاد الحارة) فكونوا فريقاً منهم برئاسة عم حسين نصيف مؤلف كتاب ماضي الحجاز وحاضره ومن اعضاء هذا الفريق الشاعر الكبير حمزة شحاته والشيخ احمد زاهد والشيخ عباس خميس (المعروف بالكابتن) والشيخ محمد جار (الحارس) وكان عم حمزة شحاته (باك) وغيرهم وكان ملعبهم في جنوب جدة جهة باب شريف جنب المستشفى اما فريق الاتحاد فقد كان قرب القشلة.
اما عم عمر نصيف وهم ممن تخرجوا من الأزهر فقد إتحادياً وهو كان مديرا للمدرسة السعودية الابتدائية في بداية الحكم السعودي هذا بيت من بيوت جدة ولكن أحدثكم عن أبناء هؤلاء فأنتم تعرفونهم بعضهم لازال بيننا امثال الدكتور عبدالله نصيف وغيره من ابناء العائلة الكريمة وبما اننا نتحدث عن الرياضة فأحب أن أعلمكم بأنه في ذات الفترة التي تأسس فيها الاتحاد ثم الفريق الرياضي أسس العم صالح سنبل الفريق المختلط وهو خليط من ابناء عدن وأريتريا والسودان والحجاز.
اما فريق الاهلي فأول ما تأسس في مكة ثم أسس العم حسن شمس الفريق الاهلي في جدة وقد سمي تسميات مختلفة كان من اهم لاعبيه آل باديب وآل البترجي وآل شمس وغيرهم وكان فريق الاهلي في مكة اغلبه من الاخوة الجدادة هارون فيرا وغيرهم.
وفي أول منافسة رياضية أقامها العم احمد ناظر وهو أحد وجهاء مدينة جدة ووالد الحبيب السفير فؤاد ناظر وقد صمم لها ميدالية فضية غالية الثمن سميت ميدالية فؤاد تنافس عليها الفرق الثلاثة وربحها فريق الاتحاد.
أما أول مشجع رياضي مات بسبب تشجيع الكورة فهو ايضا الجداوي المرحوم علي قشلان الذي حضر مباريات الاتحاد مع الفريق المختلط في النهائي وتحمس وفي لحظة كاد المختلط ان يسجل هدفاً في لااتحاد فأصيب بجلطة في القلب نقل على اثرها للمستشفى ومات بعد عدة ايام بسبب ذلك. وطالما نحن في هذا الشهر الفضيل فأعلموا ان جدة كان فيها عوائد جميلة في رمضان منها ما يقوم به المؤذنون مثل الترحيم والتذكير فقبل ان يفرض على المساجد ان يكون للصبح أذان أول وأذان أخير كان هناك أذان واحد ولكن كان قبل هذا الأذان لساعة من الزمن يصعد المؤذنون على المنابر يرددون بصوت جميل "يا أرحم الراحمين أرحمنا" ليقوم الناس ليستعدوا لصلاة الفجر اما في اواخر شعبان فكان المؤذنون يصعدون للمنابر يذكرون الناس بايام الله فيذكروا اسماءه وسفاته عز وجل وينشدون الاناشيد الدينية خاصة في ليال الجمع وفي الأعياد والمناسبات الدينية كالمولد وغيرها وكان من اجمل اصوات المؤذنين العم احمد قمري في مسجد الحنفي والشيخ عمر دينة في الشافعي.
اما المقينات في جدة فهي غريبة وفاطمة عتيبية وفتحية يحيي.
اما المعاصر : معصرة الكداف ومعصرة بن عفيف.
علاقة التجار:
كان للبيوت التجارية الكبيرة بيوت يأتي اليها التجار الآخرون لزيارتهم فيها اما التجار الاصغر كانوا يفرشون مكاناً في حوش البضاعة بالسجاد ويتقابلون فيه في الصباح الباكر فيشربون القهوة والشاي وكان من اهم الاحواش حوش الشريف منها وحوش ابراهيم الصنيع وحوش عبدالرحمن باناجة وحوش بيت زينل.
الصغير يذهب للكبير ثم الكبير يرد زيارة الصغير وكان للتجار الكبار جلسة مسائية في باب جديد على ريع عالي ليتجمعوا فيه كل يوم عصراً حتى يصلوا فيه المغرب ثم يعودوا لبيوتهم قبل قفل الباب وكان اذا عزم التاجر على السفر قام عدد من التجار بتوديعه وعندما يعود يستقبلونه ثم يقوم هذا التاجر بالذهاب لكل فرد ممن ودعه واستقبله على حدة وكان الوقت المناسب هو قبل صلاة الجمعة اي صباح الجمعة وكانت بيوت التجار الكبار هي المدارس التجارية فيذهب يعمل فيها الشخص دون مقابل ليتعلم.
النزه: جزيرة ابو سعد والواسطة ام علي والشاطئ وابحر وقبة عشرة وكيلة عشرة القصص الشعبفية والقراءة القصصية اما لبس اهل جدة فهو يعتمد على المهنة والحالة المادية:
أهم ما يميز لبس أهل الحجاز من كبقة العلماء والتجار والطبقىة الوسطى المتعلمة هو العمامة الألفي والجبة والعمامة الألفية كانت جزءاً من شعار دولة الحجاز وكانت مجسدة بالجبس على باب جدة صوب مكة وهو ما نسميه باب مكة.
العلماء:
ثياب بيضاء من الكتان او التفتة عراقية وسروال وعليهما الشايه التي تربط بحزام رفيع لفصلها من الوسط العراقيىة من الشاش.
على الشايه الجبة وعلى الرأس العمام الألفي.
تتميز ملابس العلماء بالوسع وبساطة القماش ووسع الاكمام وليس عليها شغل زينة وفي الشتلاء تكون الجبة من الصوف ذو لون فاتح تليق بوقار العلماء.
وعمامة العالم كبيرة غير متقنة اللف وبعض العلماء يلبسون في الشتاء شالاً يلف العنق ويتدلى على الأكتاف والجيوب متوسطة الحجم تكفي للمسبحة والمديل وليس النقود.
لبس التجار:
هو نفس لبس العلماء ولكن هناك حزام من الجلد يربط فوق الشاية والقماش المستعمل لدى التجار من النوع الفاخر ولها تطريز يزينها فالسروال قصير للعلماء فوق الكعب اما للتجار فهو طويل مشتغل والاكمام الوسيعة لدى العلماء ضيقة لدى التجار أطرافها مشتغلة بالابرة وذلك حلق الشايه يزين ويستعمل لها الحرير الابيض كذلك تحلى الدكة وينشي السروال حتى لتسمع له صوت عند المشي ومن اغلى انواع الحرير الرشوان الذي يستورد من الشام وقد يستعمل التاجر حزام من قماش برسيمي احمر جميل يلفع على وسطه لا هو بالكبير ولا هو بالصغير وله لمعان لان في مادته حرير وهو رفيع جداً يسمى حزام تجاري وهو غير الحزام الشعبي اما العمامة فهي محكمة اللف ناصعة البياض والعزبة للعامة صغير عكس عزبة رجل الدين وفي الشتاء تكون الشايه والجبة من الصوف الأنقوري وهو أغلى الأنواع وتفصل الجبة والشايه بمنتهى الإتقان والتزيين.
والأكمانم أقل وسعاً من أكمام العلماء اما الحذاء فكان يصنع محليا ويفصله العالم حسب رغبته من جلد مدبوغ ملمع بعض الشيء وافضلها ابو خرزين.
اما الشباب فيحل الكوت مكان الشاية وملابس ابناء التجار من الحرير الغالي مثل الآس الذي يرد من جاوة ثم اصبح يرد من اوروبا وهو مختلط مع القطن بعض الشيء فيسموه اللاس الصناعي وقماش اخر مثل التفته اسمه الترك ثم جاء البوبلين وهو قماش قطني ناعم والخياطون يخيطون الكوت والجبة اما السراويل العراقية والشامية فتخاط في البيت يخيطها الامهات والاخوات وقد ترك الشباب الجبة والعمامة فقد تغيرت وتيرة الحياة واصبحت تلك الثياب غير عملية وظهر الثوب بدل الشاية والعبانة بدل الجبة والكوفية والغترة بدل العمامة الألفي والجمة (المندرة) بدل المداس والخف وكانت هذه الجزم تستورد من الهند ولكن كان هناك في المدينة المنورة مصنع للجزم وهو اكثر جودة وأغلى ثمناً ويوصي عليه قبل زمن ثم بدأنا نعرف الحذاء الذي يغطي الاصابع والكعب وهي الاحذية التي تترك ظاهر القدم مكشوفا وهي اسهل من تلك التي تغطي القدم كله ولها رباط واستمر يأتينا من الهند الشباشب والمسماة التليك الهندي وهو سهل مصنوع من جلد لماع وهو يستعمل في الخروج الخفيف ولتلاميذ المدارس وهي رخيصة الثمن وكان الناس قسمين اولاد خرقة واولاد الحارة ، اولاد الخرقة هم اولاد العلماء والتجار والاغنياء اما اولاد الحارة فهم الطبقة المستورة والشقاوية والحمال والعمال وكان لهؤلاء (اولاد الحارة) لبس مخصوص حسب المهنة وفي الغالب فان ملابسهم اكثر خشونة فالسروال قصير من قماش الصليطي والشايه من التوت ولكنها مقفلة تشبه الثوب اليوم وبعضهم يكون ثوبه من الشاش خاصة في الصيف ولكن شاش مصبوغ والرأس عليه كوفية جاوية تغطي فقط وسط الرأس غير منشاة عكس الطبقة المتوسطة التي تلبس الكوفية الجاوية التي تغطي كل الرأس وتلف عليها عمامة ويضع ولد الحارة شال بسيط قد يلف على الكوفية او يضع على الكتف والشال من قماش قطني احمر اللون بسيط رخيص الثمن اما الاغنياء كان شالهم يسمى غباته وهي حمراء لامعة غالية الثمن من قماش قطني ممتاز وكان في جدة مسابغ تصبغ الثياب الدوت بالالوان خاصة اللون الاخضر الشائع لدى اولاد الحارة.
لم نكن نعرف كلمة أجنبي ولكن نعرف كلمة غريب وجميع المهن كان يشغلها اهل البلد ولم نكن نفرق بين من يحمل جنسية البلد او لا يحملها كلهم اسمهم اولاد البلد طالما عاش فترة طويلىة في وسطنا واولاد الحارة لا يغسلون ملابسهم الا يوم الجمعة يفسخ الوسخ لينظفه ويلبس النظيف ليروح صلاة الجمعة.
شيوخ الحارة والنقيب وشيوخ المهن اكثر هنداماً من ابناء المهنة واولاد الحارة فيلبسون اقمشة افضل شوية بدل الدوت العادي يلبس دوت حمودي أغلى ثمناً وهذا.
اما النساء:
اما النساء فيلبسن الصدرية والسروال وعليها الكرتة وعلى الرأس المحرمة وتشد المحرمة على الرأس بالمدورة المشتغلة من قماش اليشمك، وكما قلنا في لبس الرجال يلبسون عراقية وهي قميص مفتوح الصدر له ازرار مصنوع من قماش شاش خفيف في الصيف وشاش ثقيل في الشتاء، فان النساء يلبسون صدرية لها 7 ازرار من شاش مشغول وعليه رسومات من نفس القماش وهو ابيض او بيج اما السروال فهو يغطي كامل النصف الاسفل حتى الكعبين وهو من قماش يأتي من الشام يسمى الحلبي وله رسومات ملونة وهو من قماش حريري الملمس وله دكة لربطه على الخصر ولكن هذه الدكة النسائية غير الدكة الرجالي فهي مزركشة ومن خيوط ارق من قماش الشاش، وبعض الناس يفضلون القماش المصري وهو قماش حريري مخطط بألوان زاهية وهو يشبه قماش الثياب المصرية اليوم اما صدرية المرأة فهي قميص له اكمام لنصف اليد وازراره ذهبية للاغنياء وفضة للمستورين وللازرار قاعدة من عملة ذهبية نصف جنيه انجليزي او عثماني وكانت هذه الازرار غالية قد توصي المرأة ان تكون ازرارها هي عقدة كفنها حتى لا يتصدق عليها بالكفن. في البيوت لا تلبس النساء الكرته ويكتفون بالصدرية والسروال طالما ما في اجانب في البيت (اجانب اي غير محارم) والكرته قماشها والوانها تختلف حسب سن السيدات والشباب يحبون اللميع والترتر والقصب وقد يلصق ببعض الاقمشة زجاج على شكل مراية واغلب هذه الاقمشة ترد من الهند.
اما المحرمة فهي تشبه المسفع وهي من قماش قطني خفيف مشغول من اطرافه شغل الابرة وهي توضع على الرأس ويلم فيها الشعر ما عدا غرة على الجبين وجديلتين في الجنبين للشياكة اما السيدات الكبار فيلم كامل الشعر ما عدا خصلتين خلف الاذن وكان بعضهم يضع توك "طوكة" ذهبية على شعرها ايضا للزينة اما المدورة والتي قلما انها من القماش اليشمك فهي مهمتها زي العقال اليوم لتثبت المحرمة مثلما يثبت العقال الغترة، المدورة اغطي دائرة الرأس والأذنين وتزين أطرافها المدورة بورود من اصل قماشها وتسمى الاوية وبالطبع القصب او ما كنا نسميه التل مهم في ملابس الشابات يزين بها اطراف المحارم وصدور الكرت واكمامها كما قد يزين بها المناديل التي يحملنها في المناسبات كما كان الكنتيل يستعمل مثل التل.
الغطاء: فقد كان هناك اشكال فالعباية التي تسمى ملاية ومعها البرقع ثم جاءت الملايا التركي ثم عرفنا القلعة ايضا التركية ثم عرفنا العباية التي تسعملوها اليوم وكان بها النساء يلبسون الجامه الهندية ، اجودها العباية الجاوي قماش اسود واطرافه مغطاة بقماش ابيض على الداير تغطي كامل الجسم من الرأس للقدم ثم يأتي البرقع وهذه العباية تغطي حتى اليدين التي تبقيها المرأة تحت العباءة اما العباءة التركية مفصلة بحيث لها أكمام والبرقع في العباية الجاوي ابيض من قماش متين مثل الكتان ولا يظهر العينين في العباية التركية واليدين داخل الاكمام وهي قطعتي قماش وليست قطعة واحدة وهو اسود ايضا جزء علوي وجزء سفلي كنا نسميتها (قنغه) وهي تغطي الجسم بالكامل حتى القدمين والرأس التي توضع عليه البيشة التي تسدل على الوجه قتغطيه حتى العينين واضاف اهل جدة يحبون اهل المدينة.وفي المحاضرة القادمة نستكمل بقية الحديث عن اللبس الحجازي خاصة الحلي للنساء. وأخيراً اسأل الله لكم صياماً وقياماً مقبولا واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكل عام وانتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.