إلى أُمي

كثير أشياء
وزوايا
يأكلها الفراغ
وذاكرة من ألف عام
لا يعشعش فيها بيت عنكبوت
ما بالها
سنون القلم تشيخ
ليال عدة وأنت رواية لم أنفك أرويها كل ليلة لقلبي
أستأنس بها قبل أن أغفو على صدر طيفك
وحنيني إليك يزداد كلما عاودتني ذكرياتك
كلماتك
أحاسيسك
ضحكاتك
مشاعر كنت أحسها بوجودك معي
غاليتي
بحثت عنك طويلا
وانتظرتك أكثر
أتعلمين كيف يمر يومي بعيدا عنك ؟
كيف تنقضي لحظاتي دون صوتك؟
تعلمين ماذا يحدث عندما أحتاجك فلا أجدك ؟
أتذوقت طعم دمعاتي في بعدك ؟
هل جربت جريمة الانتظار ؟
ذلك الاتهام الذي يلاحقك
يقضي عليك دون حراك ؟
هل تعرفين معنى أن يستعبد الانتظار كل حواسك ؟
هل جربت عطش القلب وجوع الجوارح ؟
ضنى الأضلع للدفء ؟؟ ما تعرفين عنه ؟
ماذا تعني لك الحياة ، وما هو العيش في نظرك ؟
إن كان يعني أن أتنفس الهواء وأرتوي بالماء وأشبع جوع نفس خاوية ؛ فأنا ما زلت على قيد الحياة
وإن كانت الحياة هي « حسا أملا حبا روحا تبعث السعادة في نفسك
أن تعطي الحياة من ضحكاتك وترتوي من مشاركة من تحب لك تقاسيم الحياة
وتشبع جوع الجوارح للحب للأمان للدفء وتتنفس خطواتك براحة بال في دروب تضيئها
نسمات الروح إن كانت كذلك ؛ فأنا قد مت منذ زمن بعيد»
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا فالطير ترقص مذبوحة من الألم
أمنيتي حلمي
كلما اقتربت لحظة لقائي بك ، كلما ازددت حزنا ، لا أدري لماذا ؟
ربما لأني كنت أتمنى أن أجدك قبل أن التقيك وربما لأني لن أستطيع أن أبوح لك بما في داخلي
لذا كتبت هذه الأسطر لتحدثك بما عجز لساني عن وصفه
اقرئيها بكل حواسك
عيشي كل حرف فيها
تحسسي كل وجع فيها
كل نبضة ألم
واسكتي كل آه تتنهدها
قاسية جد قاسية هي الحياة بدونك
خذيني بين ذراعيك
واسمعيني
ضميني بقلبك
احميني من لوعة بعدك واحتياجي لك
أنا أحبك والله أحبك بكل قطرة دم في جسدي
أحبك أنت بكل تفاصيلك
أعشق رؤيتك
إحساسك بي
أنت نبض حياتي وفرحة فؤادي
معك تكون الحياة
وبقربك أشعر بالأمان
ألست أمي!؟
افهميني خوفي من فقدانك يقتلني ألف مرة
تسلطينه على لحظاتي والانتظار سيف
التفكير يخنقني
والألم والتفكير والانتظار والاحتياج أصبح قربك يعني الخوف
وبعدك يعني نهايتي ونهاية كل إحساس بالحياة بداخلي
طال بعدك ظلمني غيابك كثيرا
أنت معي جسدا فقط؟
فقدت إحساسي بمشاعرك تجاهي
خوفك علي
اهتمامك بي
نسيت كيف أحس بحبك لي ؟؟
كيف يكون ؟؟
افهميني أمي
طفلتك تاهت في بعدك
تجمدت خوفا من قسوتك عليها
أن أعود إلى قلبك أريد
أريد حبك
أريدك
«» أحتاجك
افهميها
حسيها
ترجميها
كوني صديقة ترافقني في كل أوقاتي
لست بحاجة لغير ذلك ؟؟
جنووووون أن أحاكي الصمت والمعاناة التي مللتها
وهذه مشاعري من حقك أن تعرفي ما يختلج بنفسي ويساورني
ولم أعتد أن أخفي عمن أحب شيئا
فأنت أمي
ولا أريد منك شيئا لا ترغبين فيه لا أريد شيئا دون إحساس صادق منك
وتأكدي أنني دائما وأبدا أحبك
أطلت وما انتهيت ، وهذا بعض مما بداخلي
« عودي « أمي التي أعطيتها قلبي وعلمتني كيف أحب الحياة من حبي لها
فأنا أنتظرك لآخر نفس ألفظه
أحبك
ابنتك
بقلم / فاطمة سرحان الزبيدي