أرفع خالص العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وللأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - رحمه الله - داعياً المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء على ما قدم للوطن. وإن أبناء الوطن جميعا ينعون ببالغ الحزن والأسي فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية، سائلين الله أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يثيبه ثواباً حسناً جزيلاً نظير ما قدمه لوطنه ومليكه وللإنسانية في داخل المملكة وخارجها. فقد كان الفقيد نعم القائد الحكيم في التنمية والعطاء، ومثال للعين الساهرة على أمن الوطن، والمفكر الرائد في الأمن الوطني وخدمة مواطنيه وأمته العربية والإسلامية في كل المجالات الاجتماعية والثقافية والإنسانية من مسابقات تحفيظ للقرآن الكريم والسنة النبوية ورعاية ودعم البحوث العلمية إلى الحملات الاغاثية الانسانية لكل بقاع العالم العربي والإسلامي. ولقد فقد الوطن بل والأمة، سياسياً محنكاً وإدارياً حصيفاً استطاع رحمه الله من خلال حياة عملية حافلة بالانجازات وفرت اهم عنصر من عناصر النمو والازدهار الاقتصادي للدول ألا وهو عنصر الأمن والاستقرار الذي ينعم به ويلمسه جميع من يقيم ويتواجد على ارض المملكة ولله الحمد وأن اخلاص سموه واعماله وإنجازاته ستظل نبراساً نهتدي به في العطاء وبذل الخيرات ونموذجاً للتعاون بين ابناء أمته العربية والإسلامية في شدتها ورخائها، في أمنها وتنميتها، وقد كان - رحمه الله - حرياً على رعاية ضيوف الرحمن في مواسم الحج وسط خدمات متطورة حتى يغادروا لبلادهم سالمين غانمين. وقد كان له اسهامته المتعددة في عدة مجالات من خلال تبنيه للمشاريع الإنسانية والبرامج الخيرية اضافة الى الجوانب الثقافية والفكرية وهو أمر قلما نجده لدى من يتولى حقيبة الأمن في دول العالم المختلفة. وعزاؤنا في فقيدنا أنه أدى الأمانة وترك فينا خير خلف لخير سلف من رجال نشأوا على عقيدة التوحيد وتعلموا في مدرسة «نايف بن عبدالعزيز» الوطنية فكانوا صقوراً رباهم على طاعة الله وأولي الأمر والعمل الدؤوب على حماية بلادنا الغالية وبذل الغالي والنفيس في سبيله فصدقوا ماعاهدوا الله عليه، فكان لهم النصر والغلبة على كل المفسدين الضالين بحمد الله.