أوضح إمام وخطيب مسجد قباء، الشيخ صالح عواد المغامسي، أن ولاية الأب على ابنته من أعظم الولايات وأشدها رسوخًا وثباتًا في الدين، ولا يمكن أن تُنزع منه إلا بأمور تثبت حقيقة يقينًا أمام القاضي، والقاضي وحده من يملك نزع ولاية الأب عن ابنته؛ وجاء ذلك خلال برنامجه الأسبوعي بقناة mbc "الأبواب المتفرقة" . وأشار المغامسي إلى أنه يوجد تعنيف وعضل وأخطاء من بعض الآباء تجاه بناتهم، مؤكدا أنه "ليس كل أب أهلًا لأن يرعى ابنته"، لكنه أوضح وجود طريق شرعي لمعالجة تلك الأمور، "فلا نعالج الباطل بباطل". وأفاد أنه يوجد أبواب شكوى متاحة للمرأة عن طريق وسائل التواصل أو هاتف تصل بها إلى القاضي وإمارة المنطقة إلى شيخ القبيلة إلى أحد أقربائها لتبلغهم ما يصيبها من تعنيف أو أذى ولها أن تطالب بحقها، والشرع يكفل لها حقها. مشيرا إلى أن المملكة بلد تحكم بشرع الله والجهات المختصة سوف تصل إلى المقصود الشرعي في أن تستعيد هذه المرأة حقها . وتابع : "لكن لا نقول للنساء: افعلْن ما تشئْن أسوة بالغرب أو بالشرق! لا يمكن للمؤمن أن يحيد عن كتاب الله وسنة رسوله، ولا يجوز لأحد -كائنًا من كان- رغبة أو رهبة، أن يحيد بالناس عن شرع الله". كما قال : "كلنا ولله الحمد في هذه البلاد رجال أحرار نغار على نسائنا وبناتنا ومحارمنا، وهذا مما تفتخر به العرب قديمًا وحديثًا، وتفتخر به سائر الأمم، فلا يمكن أن نقبل بعد ذلك أن نقول للفتاة إذا بلغت سنًا معينة: اسكني في أي مكان شئت! "غادري المنزل واستقلّي!" متسائلاً: "ثم إذا فتحت باب الشر هذا من سيقبل بها بعد ذلك زوجة؟!". وأضاف : "لا تقس هذا على الحالات التي تذهب فيها المرأة بإذن أبيها، هذا فرق كبير؛ مثال أن تُعيّن فتاة في محافظة بعيدة عن بيتها، فيأتي أبوها في بناية يعلم سكّانها ومن فيها ثم هُو يختار المقام والمكان والمنزل لابنته، ثم يأتي بامرأة من قراباتها أو تخدمها أو تعينها على منظر ومرأى واختيار منه ورغبة حتى تحقق الفتاة مقصودها". وقال أيضا : "ثم هو بمتابعاته الهاتفية يتفقدها، ثم يثق في جار من قراباتها أو من أصدقائه، أن من خواص أصحابه فيؤتمنهم على ابنته أن يتفقدوها إذا احتاجت، ويخبرها أنه إذا ألم بك مكروه عليك بجارك أو أخيك، أو عليك بصديقي هذا فرق بينه وبين أن تقول للفتاة لك أن تخرجي ولَك أن تسكني!". وأضاف: "عندما يعلم الناس أن أباها هو الذي أسكنها هنا من أجل غرض عارض، فهذا فرق كبير بين أن تأتي الفتاة لوحدها تطرق باب البناية، ثم تقول لصاحبها أريد شقة ثم يأتي زيد أو عمرو هذا يغدو وهذا يروح! لا يقول بهذا رجل عنده مسكة من عقل!!".