تأثرت الأسواق العالمية بالحرب الروسية الأوكرانية، وارتفعت أسعار البترول والغاز في أوروبا ارتفاعًا قباسياً لم يحدث من سنوات. النفط وقفزت أسعار النفط – صباح اليوم – فوق 111 دولارًا، وتجاوز سعر خام برنت عتبة ال111 دولارات للبرميل، بينما قفز سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 6%، وهو ارتفاع سبّبته المخاوف المتعاظمة على إمدادات النفط بسبب استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والعقوبات الأوروبية على موسكو، وخروج العشرات من الشركات العالمية من روسيا، وتعليق شركات أخرى أعمالها هناك. كما ارتفع سعر العقود الآجلة بخام برنت بنسبة 6.5% ليصل إلى 111.5 دولار، بينما زاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.7% ليصل إلى 110.2 دولار للبرميل ليصل وقتها إلى أعلى مستوى منذ عام 2013. وهناك مخاوف كبيرة من توقف الصادرات الروسية من النفط والغاز؛ إذ تشكّل الإمدادات الروسية حوالي 40% من حاجة الغاز الأوروبية، فيما يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غربًا كل يوم عبر شبكة من خطوط الأنابيب. وأعلنت وكالة الطاقة الدولية – الثلاثاء – أنّ الدول الأعضاء فيها ستسحب من احتياطاتها النفطية الاستراتيجية 60 مليون برميل لتهدئة مخاوف الأسواق. ومن جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس أنّ الولاياتالمتحدة ستسحب من احتياطها الاستراتيجي 30 مليون برميل من النفط لإرساء الاستقرار في السوق. الغاز وشهدت أسعار الغاز ارتفاعًا حادًا خلال الأسبوع الماضي، وارتفعت تكلفة العقود الآجلة للغاز في أوروبا، اليوم الأربعاء، بأكثر من 20%، ووصلت في مركز TTF في هولندا إلى 2100 دولار لكل ألف متر مكعب، وذلك للمرة الأولى منذ 21 ديسمبر الماضي. وعزت وكالة "تاس" الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وخاصة بعد أن فرضت الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى عقوبات على كيانات وشخصيات في روسيا. ومن جهتها أكدت شركة "غازبروم" الروسية استمرار ضخ الوقود الأزرق إلى أوروبا عبر أوكرانيا، في رسالة لطمأنة الأسواق التي تتخوف من تأثر إمدادات الغاز بالوضع المحيط بأوكرانيا. وقال المتحدث الرسمي باسم شركة "غازبروم" إن الشركة تواصل ضخ الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية بشكل طبيعي. وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بعد أن وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراسيم في 21 فبراير الماضي، تعترف بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وفي 24 فبراير شنت روسيا عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا. وسجلت أسعار العقود الآجلة في أوائل ومنتصف فبراير الماضي في حدود 800-1030 دولارًا لكل ألف متر مكعب، إلا أنها ارتفعت في نهاية الشهر بشكل حاد إلى 1650 دولارًا، إلى أن وصلت إلى 2100 دولار لكل ألف متر مكعب صباح اليوم.
