في العام حين بدأت أزمة أبناء عطيف مع نادي الشباب لتجديد عقودهم ، ودخلت بعض الأندية كطرف ثالث لضم اللاعبين كما يحدث عادة في كل الأندية بالعالم ، إذ تنتهي عقود أفضل لاعبيها فتدخل الأندية في منافسة لضم اللاعب. بدا رئيس نادي الشباب السعودي الأستاذ خالد البلطان في ذاك الوقت غاضبا من دخول الأندية كطرف ثالث في المفاوضات ، وكان غضبه مبررا ، لأن هذا الدخول سيرفع عقد اللاعب مما يكلف النادي مزيدا من الأموال . في ذاك الوقت تداخل رئيس نادي الشباب البلطان هاتفيا مع برنامج "كل الرياضة" ، وقال بصريح العبارة : "أنا ما جيت لنادي النصر ولا غير نادي النصر ، تطالبونا في حلالنا" . هذه المداخلة أثارت الرأي العام ضد الرئيس ، لأنه تعامل مع أبناء عطيف على أنهم أملاك خاصة ، وكنت لا أذهب مع هذه التفسيرات ، وأرى أن ما حدث "للبلطان" لا يتجاوز ضغوطات في أزمة التعاقد مع أبناء عطيف ، وأنه كان غاضبا وخائفا من الجماهير الشبابية ، لو خسر الصفقة . وهذه الضغوطات هي من أخرجته عن طوره وقال جملته المشهورة "تطالبونا في حلالنا" ، وأنه لا يعني هذه الجملة نصيا ، ولولا غضبه لما قالها ، كما يحدث لنا في لحظات الغضب . اليوم وبعد أن قرأت لائحة الجزاءات والعقوبات الداخلية لنادي الشباب ، والموقعة من قبل رئيس النادي ، بدا لي الأمر مختلفا ، وأن رئيس الشباب خالد البلطان يعني تلك الجملة تماما . فالمواد في تلك اللائحة لا يمكن قبولها أبدا ، لأن لا دخل لها في تنظيم العمل بين مؤسسة وموظف/محترف ، ولو أن النادي قطاع خاص ، ومرر البلطان لائحته إلى وزارة العمل لأخذ موافقتها ، سترفضها الوزارة ولن تسمح بتطبيقها ، لأنها تخالف نظام العمل تماما . فالعقود بين الطرفين مرتبطة أن يعمل الطرف الثاني الموظف/اللاعب ما يعادل 8 ساعات في اليوم ، وبعد هذه الساعات لا يحق للطرف الأول المؤسسة/النادي أن يتدخل في شؤون الموظف/المحترف ، فكيف بلائحة تحدد له أين يذهب ولمن يذهب ، وأن عليه أن يستأذن النادي قبل الذهاب للمناسبات الاجتماعية ، وألا يخرج اللاعب خارج المدينة دون أذن مسبق من رئيس النادي "وإن لم يكن هناك عمل/تدريب" ، ولست أدري هل سيصل الأمر بالنادي والرئيس أن يتدخلوا بعلاقة اللاعب المحترف مع زوجته ، أم أن اللائحة ستسمح له بهذه الخصوصية ؟ يصف البلطان لائحته أنها أشبه بنظام ساهر ، وأن اللاعبين سيمتعضون منها على الرغم من أنها تحقق المصلحة العامة والخاصة ، دون أن يحدد كيف سيحدث هذا ؟ ويقول : "إن هناك بندا أساسيا في اللائحة يشير إلى أن على أي لاعب عندما يرتكب مخالفة ، له الحق خلال أسبوع في أن يأتي بتظلم لرئيس النادي" . بمعنى أن البلطان هو المرجع النهائي للائحة ، وباستطاعته أن يطبق العقوبة على اللاعب أو يسامحه ولا يوقع العقوبة عليه إن رضي عنه . وهنا تحديدا يمكن لنا فهم جملة "تطالبونا في حلالنا" ، وأن البلطان يعتقد أن اللاعبين أصبحوا ملكا للنادي ، وليسوا موظفين/محترفين ، وقعوا عقدا مع النادي لمدة زمنية ، كما يحدث مع كل موظفي ولاعبي العالم . خلاصة القول : هل يمكن للجنة الاحتراف التدخل ومنع مثل هذه اللائحة التي تتصادم مع لائحتها ومع لائحة نظام العمل ؟ وهل ستقبل جماهير الشباب أن يتعامل الرئيس مع اللاعبين بهذه الطريقة ، على أن تضع الجماهير نفسها مكان اللاعب ، وتقرأ اللائحة ثم تسأل الجماهير نفسها : هل سأقبل بمثل هذه اللائحة التي تتعامل معي بفلسفة "تطالبونا في حلالنا" ؟ ربما .. صالح الطريقي نقلا عن سوبر