يعد مشروع إفطار الصائمين في شهر رمضان المبارك من أبرز ميادين السباق للحصول على الأجر، امتثالاً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- "من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ، وتكثر في هذا الشهر المبارك مشروعات إفطار الصائمين في عدد من المساجد والجوامع داخل مدن ومحافظات منطقة الجوف وعلى بعض الطرق الخارجية. حيث يتسابق أهل الخير والميسورون، إلى جانب الجمعيات الخيرية والمكاتب الدعوية في التكفل بإعداد مخيمات تفطير تشهد إقبالاً كبيراً من المقيمين من جنسيات مختلفة، في أجواء روحانية وأخوية متحابة في الله، وألفة كبيرة على الرغم من أن غالبيتهم لم يتعارف بعضهم على بعض إلاّ في مخيمات الإفطار، كما يشهدها بعض المواطنين، خصوصاً من كان على طريق سفر، وتشكل المساجد الكبرى ملتقى لهذه المشروعات الخيرية. ويحرص القائمون على مخيمات إفطار الصائمين على تجهيز المقر بشكل مناسب ولائق لاستقبال الصائمين من خلال تجهيزه بوسائل التكييف والفرش المناسب، إلى جانب الاهتمام بالنظافة، لاستيعاب أكبر عدد من الصائمين، فضلا عن إعداد سفرة الطعام بما لذ وطاب من أصناف الأكل والشرب، إذ لا تخلو موائد الإفطار من تمور وعصائر ومياه شرب، وألبان ومعجنات، إلى جانب حلويات وفواكة وشوربة، إضافة إلى الأرز والدجاج واللحم والقهوة والشاي، وغيرها من الأصناف. ويهتم القائمون على المخيمات بالتنظيم والترتيب لاستقبال الصائمين، وكذلك نوعية الوجبات المقدمة وتعددها، في وقت انتهجت العديد من المخيمات تقديم وجبة "الرز واللحم"، كوجبة أساسية. وأشار محمد العلي متطوع في تنظيم مخيمات الإفطار إلى أن دوره وزملاءه المتطوعين يكمن في تهيئة المكان وإعداد سفر الإفطار واستقبال الصائمين، وتنظيم أماكن جلوسهم من دون تزاحم، إلى جانب إزالة الأطعمة بعد الإفطار وتوزيع الفائض على الراغبين. وقال " إن أبرز الصعوبات التي يواجهونها، هي مشكلة تنظيم الأعداد الكبيرة التي تحضر يومياً إلى المخيم، ما قد ينتج عنه نقص بعض الوجبات عندما يحضر عدد أكثر من المتوقع، وفي أحيان أخرى يحدث العكس، فتفيض الوجبات على الحاجة، إلاّ أن الحالة الأولى تحدث أكثر. وعبّر المقيم عبدالصمد أحد المستفيدين من مخيم الإفطار عن سعادته وسروره من ترحيب القائمين على المخيم بمرتاديه من دون تفرقة بين عربي وأعجمي، مشيداً بحسن التنظيم، وجودة الوجبات الغذائية المقدمة للصائمين. وأكد محمد محمود أحد المستفيدين من مخيم الإفطار أن مخيمات الإفطار المنتشرة في معظم المساجد، تجسد كرم أهالي المنطقة، وحبهم الخير، واصفاً المخيمات بالموقع المثالي للاجتماع مع الأصدقاء طوال شهر رمضان وتبادل أطراف الحديث. وبيّن خالد العنزي أحد القائمين على هذه المخيمات أن مخيمات الإفطار في شهر "رمضان" تُعد من الظواهر الإيجابية؛ لاعتبارات شرعية واجتماعية ودعوية، مبينا أن الاعتبارات الاجتماعية تتجلى في كون الإفطار الجماعي ملتقى لأشخاص من جنسيات مختلفة، ولغات متعددة، ما يعزز الوحدة، ويبرز معاني الرحمة والتكافل الاجتماعي في الإسلام، مؤكدا أن إطعام الآخرين يجسد سمو الخلق، ويخلص البعض من الشح.