تبدّلت أحزان الحاج الفلسطيني عبدالله محمد شراكة، ومرارة فقده فلذة كبده (أحمد - 14 عاماً )، إلى فرحٍ وسرورٍ بعدما وضع هو وزوجته أقدامهما على صعيد مكةالمكرمة الطاهر، ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحج والعمرة لأسر شهداء فلسطين . الحاج شراكة، فتح قلبه لوكالة الأنباء السعودية، مستذكرًا قصة استشهاد ابنه ( أحمد ) على يد العدوان الإسرائيلي، الذي استشهد إثر رصاصة غادرة أطلقها جنود العدوان الصهيوني، حينما كان ( أحمد ) مشاركًا، فيما أسماه " انتفاضة السكاكين ". ولفت والد "أحمد" النظر إلى رقائق البطاطس التي وجدها الأطباء والمسعفون في جيبه الصغير - هنا يصمت الحاج "عبدالله" لوهلة - ثم يواصل الحديث: "هذا الاحتلال اغتال براءة الأطفال، وصادر حقهم في عيش طفولتهم"، متابعاً "لقد ناور أحمد آليات مصفحة، وهز بمقلاعه الصغير قلوب أشباه الرجال". وعدّ إنكار الحزن جبن وخجلاً من إنسانيتنا، لذا فإن فخرنا بشهدائنا لا يمنعه أو يقلل منه حزن أو انكسار، بل يؤكد مدى صبرنا واستمرارنا بكل حزم وعزم لمواصلة مواجهة هذا الاحتلال الغاشم، الذي لا يجيد التعامل مع الآخر إلا بلغة العنف والسلاح. وعن شعوره وزوجه باختياره ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالقدوم إلى مكةالمكرمة، قال" فرحتي لا توصف، فلا أكاد أصدق نفسي وأنا أتنقل بين أحياء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، أحمل في عاتقى أمانة الدعاء للقائم الأول على هذا البرنامج المبارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يحفظه الله جل وعلا، وأن يديم الأمن والأمان على المملكة وأهلها الذين أظهروا لنا احتفاءً تجاوز الكرم.