سكان مكة يطالبون ب«سهر الأسواق»

لاقى قرار الجهات المختصة في مكة المكرمة إغلاق المحال التجارية والمطاعم عند منتصف الليل ما عدا المنطقة المركزية تطبيقا للنظام المقر حول ساعات العمل للأعمال التجارية في منطقة مكة المكرمة، لاقى تباينا في ردود أفعال سكان المدينة حيث يرى بعضهم أن القرار يضر بالحركة التجارية ويكبد أصحاب المحال التجارية خسائر فادحة، خاصة مع تزايد أعداد الزوار والمعتمرين وتزامنه مع قرب الإجازة الصيفية، فيما يعتقد آخرون أن الحركة التجارية بعد الساعة 12 مساء محدودة، حيث يخلد معظم السكان إلى النوم أو السهر في منازلهم، كما أنه يحمي المحال التجارية من هجمات اللصوص.
واعتبر صالح عمر أن القرار ورغم إيجابياته إلا أنه يضر بمصالح البعض خاصة ممن لديهم أعمال بعد منتصف الليل كرجال الأمن والصحفيين والأطباء وغيرهم والذين يحتاجون إلى شراء مأكولات أو مشروبات أو مستلزمات أخرى، فهذا القرار يعني حرمانهم من ذلك، فمعظم مراكز التسويق وكذلك المطاعم والبوفيهات تكون قد أغلقت أبوابها. وطالب بإعادة النظر في هذا القرار والخروج بآلية جديدة تضمن تحقيق مصالح المتضررين من القرار.
أما محمد الحربي فلفت إلى أن الإجازة الصيفية على الأبواب كما تشهد مكة المكرمة هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين، وهذا يتطلب عدم إغلاق مراكز التموينات والمطاعم لحاجة الكثير إليها خاصة بعد منتصف الليل؛ حيث تسهر كثير من الأسر والشباب، كما أن أصحاب المحال التجارية أيضا سيتكبدون خسائر مالية.
وأضاف كل من فؤاد المديني وعطية الله الجبيري أن الحاجة إلى المحال التجارية بعد منتصف الليل محدودة جدا، كما أن هناك ضرورة أمنية تتعلق بحمايتها الخطر، لافتا إلى أن بعض الصيدليات والمراكز التجارية وفرت حراس أمن لكي يعملوا بها بعد منتصف الليل.
من جانب آخر أوضح الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن المحال التجارية والمطاعم الموجودة في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف لا يشملها قرار الإغلاق، إضافة إلى أن المحال التجارية التي تزيد مساحتها عن 400 متر والتي تقع على الطرق السريعة المؤدية إلى المسجد الحرام وكذلك الصيدليات.
وأضاف أنه سمح أيضا لمحال الوجبات السريعة والمطاعم بالعمل إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، مشيرا إلى أن الدوريات الأمنية من خلال فرقها الميدانية تقوم بجولات ميدانية على المحال التجارية والمطاعم لتوجيه أصحابها بإغلاقها بعد ال12 ليلا، وعدم السماح لها بالعمل بعد ذلك الوقت.
وكانت لجنة مختصة بمجلس الشورى قد أقرت قبل نحو عامين نظاما يحدد ساعات فتح وإغلاق المحال التجارية وجميع منافذ البيع ليكون في فصلي الشتاء والخريف ابتداء من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء، وفي فصلي الصيف والربيع ابتداء من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة 11 مساء، في حين يستثني النظام مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في تحديد ساعات العمل فيهما وجعل ذلك وفقا لما يقرره المجلس البلدي في كل منهما، إضافة إلى أن تحديد ساعات عمل المحال التجارية في رمضان والأعياد هو من مسؤولية المجلس البلدي في كل مدينة طبقا لظروفها.
كما استثنى النظام الصيدليات المناوبة ومحطات الوقود والتموينات الملحقة بها، وكذلك المطاعم ومراكز التموين الواقعة على الطرق خارج نطاق المدن، والمحال التجارية التي تتطلب الحاجة إلى عملها طوال 24 ساعة، في حين منحت المراكز الترفيهية ومدن الملاهي والمطاعم والمقاهي ساعة إضافية صيفا وشتاء ليكون إغلاقها في الساعة 11 مساء، وفي الساعة 12 مساء في فصلي الصيف والربيع، وطبقا للمادة السادسة فإنه يجوز للمحال التجارية في عطلة نهاية الأسبوع وفي فترة إجازة الصيف المدرسية وفي العطلات الرسمية الاستمرار بالعمل إلى الساعة 12 مساء