.. وأنت في محل عملك، أو تسير في الشارع، أو حتى في النوادي الاجتماعية المخصصة للترفيه العائلي، انظر في وجوه البشر، نادرا ما تجد أحدا يبتسم، الغالبية تبدو تعيسة ومكتئبة، رغم أنها تملك تقريبا كل مقومات الحياة الكريمة، حتى في مجتمع رجال الأعمال من أصحاب السيارات الفارهة والفيللات الفاخرة والأرصدة الضخمة بالبنوك، تلمح في وجوهم العبوس والاكتئاب، حتى قبل حكاية انهيار سوق الأسهم، ربما يكون ذلك الواقع هو الذي دفع رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري رجل الأعمال المعروف عبدالمحسن الحكير إلى نسيان «هموم البيزنس» والتفكير في إنشاء جمعية جديدة للابتسامة. وحول حكاية الجمعية السعودية للابتسامة، وحماس رجل أعمال كبير لإنشائها في هذا التوقيت، يقول الحكير: إن فكرة الجمعية وجدت بالفعل حماسا كبيرا من رجال الأعمال الذين يبحثون عن ابتسامة بريئة تتجاوز الهموم اليومية للعمل، كما يدعم فكرتها بعض الرموز الثقافية والرياضية بالمملكة باعتبار الابتسامة مطلبا أساسيا لاستمرار الحياة: «هدفنا نشر ثقافة الابتسامة وإشاعة روح الصفاء، باعتبار الابتسامة من جوهر ديننا الحنيف، ولها مفعول السحر في تذويب الخلافات وتهدئة النفوس». وعن برنامج عمل الجمعية الجديدة قال الحكير: «نحن نتحرك حاليا لجمع المؤسسين، وبعد التأسيس والإشهار القانوني سننظم ندوات وملتقيات ودورات حول أهمية الابتسامة، وسندعو نجوم الابتسامة البريئة وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين ليشاركوا في ندواتنا حتى تتلاقى ثقافات البسمة بين الشعوب، فالابتسامة لا تكلف الإنسان شيئا، لكنها تعني التفاؤل، والأمل في الحياة، والرضا، والطمأنينة والصداقة والمحبة». وتنسجم مع فكرة الجمعية عدة دراسات طبية أكدت أهمية الضحك لصحة الإنسان في تحفيز الجسم على إنتاج مادة مسكنة للألم، وتوصلت دراسة أمريكية إلى أن الضحك يعزز جهاز المناعة ويقلل التوتر، وأنه بمجرد توقع الإنسان حدثا سعيدا ترتفع لديه مستويات الأندروفين والهرمونات التي تحدث الشعور بالمتعة والاسترخاء، فيما أكد الأطباء النفسيون أن الضحك وسيلة فعالة للتخلص من الضغط العصبي، ومواجهة كل أنواع الألم والملل والاكتئاب. وتؤكد أرقام حول حالات الاكتئاب النفسي بالمملكة، وجاهة المقترح، فقد سجلت مستشفيات وزارة الصحة خلال العام الماضي أكثر من 329 ألف زيارة لمرضى نفسيين، بالإضافة إلى 34 ألف مريض جديد، وسجلت منطقة الرياض أكثر الحالات التي زارت عيادات الصحة النفسية، تليها جازان، ثم مكةالمكرمة فالمدينة المنورة، وجاءت القريات أقل منطقة في المملكة في عدد المراجعين، وحسب استشاري الأمراض النفسية الدكتور خالد الحربي، فإن الأمراض النفسية أكثر انتشارا عند السعوديات بنسبة تصل إلى 60 % من مجموع المرضى .