أثار رسم كاريكاتيري على إحدى صفحات صحيفة الجزيرة أول أمس الثلاثاء، حفيظة الكثير من القراء، وذلك عندما صور الرسام رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صورة يعاملون فيها رجلاً وزوجته بصورة "سيئة" واصفين في حديثهم ل "سبق" أن مثل هذه الرسومات تسيء لجهاز حكومي تأسس مع الدولة، كما تسيء أيضاً لرجال الهيئة أنفسهم وتصورهم وكانهم يتعاملون مع الناس بمثل هذه "الوحشية والعنف" واعتبر بعضهم أن نهج هذه الصحيفة بدأ يأخذ نهج صحيفة "الوطن" التي لها مواقف عدة مع هذا الجهاز الحكومي رغم بطلان هذه المواقف وتكذيبها. وقال القارئ محمد الخضر: " إن لأي جهاز حكومي أخطاء، ومن ضمن هذه الأجهزة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن لا يصح أن نعالج الخطأ بالخطأ، ومثل هذه الأساليب التي تسيء لأي جهاز حكومي تعد إساءة شخصية، فلا بد من وقف هذه المهزلة التي يمارسها بعض الصحفيين الذي يعتقدون أن الشهرة تأتي بسب وشتم جهاز حكومي حساس مثل جهاز هيئة الأمر المعروف.
وحمَّل القارئ محمد الذيابي المسؤولية لرئيس التحرير الذي سمح بمثل هذه الإهانات وخصوصاً لجهاز حكومي له بصماته وله مواقفه في الدولة، فهذا من الخطأ، ناهيك عن أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له جهود مبذولة يشاهدها كل الناس، فمن المفترض أن نشجع هذا الجهاز حتى لو كان لديه أخطاء، لأن هذه الأخطاء تعد أخطاء فردية، ولا يصح أن نعممها على كل العاملين في الجهاز.
وطالب القارئان صالح موسى ومحمد السبيعي رؤساء التحرير بأن يكون النقد نقداً بناءً ليس فيه أي تجريح أو إهانة، كما تلاحظ في الفترة الأخير، ولكن للأسف لم نشاهد أي حساب لمثل هؤلاء المستهزئين.
وقال القاضي بمحكمة القطيف الشيخ مطرف البشر ل "سبق": أساءني كثيراً ما نشر في صحيفة الجزيرة من رسم كاريكاتيري عن رجال الهيئة، فهذا لا يخدم الصالح العام نهائياً، مشيراً إلى أن هذه ليست طريقة للنقد والإصلاح العام، لأن مثل هذا الأسلوب قد يؤثر في بعض المتحمسين وبعض الذين لا يتحكمون في تصرفاتهم وعواطفهم فينتج عنه بعض ردود الأفعال غير المناسبة، فالواجب على هذه الصحفية وصحفنا جميعاً أن تحمي أجهزة الدولة، لأن هذه الأجهزة لم تأت من كوكب آخر، وإنما هي أجهزة حكومية مدعومة من ولاة الأمر وشعيرة من شعائر الإسلام التي يجب علينا كمسلمين أن نحافظ عليها.
وأضاف: " بالنسبة لهيئة الأمر بالمعروف فلديها إدارة قانونية تستطيع أن تحاسب كل من يتعدى عليها أو يتجاوز حدوده معها، وبالنسبة للمخالفات الإعلامية فقد صدرت بها أوامر ملكية وجهات الاختصاص هي وزارة الإعلام التي هي المسؤولة عنها، ولكن يحق لجهاز الهيئة رفع دعوى قضائية ضد الصحفية ولو وصلت للمحكمة لا شك أن المحكمة سوف تنظر فيها بنظرة ردع لمثل هذه التجاوزات التي لا يرضى عنها أحد أبداً، لا ولاة الأمر ولا عامة المواطنين، فيجب على وزارة الإعلام أن تحاسب الصحيفة والرسام الذي قام برسم هذه الصورة.
وحول سؤال "سبق" هل من الممكن أن يتخذ الإعلاميون بصفة عامة الصحافة والإعلام منبراً لتصفية الحسابات الشخصية بينهم وبين جهاز الهيئة؟ قال البشر: لا شك أن هذا التوجه هو توجه بعض الإعلاميين وبعض الصحف لتصفية بعض الأمور الشخصية بينهم وبين جهاز الهيئة، ولكن أقول هنا من لديه من الإعلاميين أمور وحسابات خاصة مع الهيئة فعليه ألا يتخذ من الإعلام والصحف منبراً له، وعليه أن يكون أميناً مع قلمه ومهنته.
وطالب عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الأسرة والشباب والشؤون الاجتماعية بالمجلس الدكتور طلال بكري من خلال "سبق" بألا نتخذ وسائل الإعلام للكيد، وقال: "إن هيئة الأمر هيئة حكومية يجب أن تحترم، فهي صمام أمان للجوانب الأخلاقية والاجتماعية، ولا بد أن تحدث مخالفات فردية منها، وهي في الأخير شخصية وتقع في كل الإدارات الحكومية، ولا بد أن يحترم عملها، خاصة في ظل النظام الذي تتبع له، ويجب ألا نسخر منها، ولا نستهزئ بها أو بأي هيئة حكومية أخرى، وإذا كان الغرض هو التجاوزات والتجريح والسخرية فأنا ضد ذلك، ولكن في الأخير ما نشر من رسم سيئ عن الهيئة أو غيرها لا يعبِّر عن صحيفة الجزيرة، وإنما هي أمور شخصية وربما تعبِّر عن هفوة إعلامية، ولكن في الأخير تعبِّر عن صاحبها.
