يبدو أن الأوان قد آن، ليرتاح الزعيم الأمريكي الأفريقي مارتن لوثر كينج في «قبره»، بعد مرور أكثر من نصف قرن على مطالبته بإنهاء التمييز العنصري ضد السود في الولاياتالمتحدةالأمريكية، عقب اتخاذ وزارة الخزانة الأمريكية إجراءات، لإصدار ورقة نقدية جديدة، تظهر عليها صورة الناشطة «السوداء» هارييت تابمان، الضحية السابقة للاستعباد. وبذا تصبح تابمان أول امرأة، وأول شخصية سوداء البشرة تطبع صورها على أوراق مالية في الولاياتالمتحدة، وثاني حدث في طريق نبذ العنصرية، بعد اختيار باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. وأعلن وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو أن الورقة النقدية الجديدة من فئة عشرين دولارا، ستحمل صورة هارييت تابمان (1822-1913)، منهيا بذلك حالة ترقب سادت المجتمع الأمريكي (أبيضه وأسوده) منذ ما يقرب من عام. وغردت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، عبر تويتر قائلة: «امرأة وقائدة ومحاربة في سبيل الحرية! لا يمكنني تصور أي خيار للأوراق النقدية، فئة 20 دولارا أفضل من هارييت تابمان». وفي يونيو 2015، أعلنت الخزانة عزمها استبدال صورة أول وزير خزانة في الولاياتالمتحدة، الكسندر هاملتون (1789-1795) الموجودة على الأوراق النقدية من فئة 10 دولارات، بأخرى لامرأة لم يكن قد اتخذ القرار في شأن هويتها، غير أن هذا المشروع أثار سخط محبي هاملتون، عراب الدستور الأمريكي، وطالبوا بالتخلي عن الصورة المطبوعة على الأوراق النقدية من فئة 20 دولارا، التي تحمل صورة الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون، الذي يحظى بشعبية أقل. وفي خضم هذه الأحداث، لم ينس مناصرو «كينج»، أصغر حائز على جائزة نوبل للسلام، من أجل نضاله السياسي الإنساني ضد العنصرية، إذ أقاموا احتفالات بانتصار العملة الأمريكية لزعيم قدم حياته -التي لم تستمر سوى 39 عاما، حين اغتيل في 4 أبريل 1968 - للدفاع عن قضيتهم الإنسانية.