أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى في لبنان محمد علي الحسيني أن عاصفة الحزم جاءت في الوقت المناسب لوقف التمدد الإيراني في اليمن عبر أدواته الحوثية، مبديا تأييده لهذه الضربة التي من شأنها أن تعيد الاستقرار إلى اليمن. وأبدى الحسيني الثقة المطلقة حيال عاصفة الحزم وتوجهاتها لاستعادة الشرعية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي أنقذت المنطقة من المؤمرات الإيرانية، مشيرا إلى أن المملكة هي الدولة المؤهلة لأي عملية حوار بين اليمنيين، منوها إلى دور المملكة التاريخي في حل النزاعات العربية.. محذرا من المشروع الإيراني في المنطقة الذي يستهدف الجسد العربي.. فإلى التفاصيل: ● كيف ترى أهمية وقف الحوثي عن ممارساته الاستفزازية بحق اليمنيين؟ ●● بكل صراحة نقول: إن مواجهة الحوثيين من خلال عاصفة الحزم، هو واجب شرعي لجورهم وبغيهم ومخالفتهم للاتفاقات الوطنية التي أجمع عليها اليمنيون، ولنكثهم للمبادرة الخليجية، وخروجهم على السلطة الشرعية المتمثل بالرئيس اليمني هادي وإحداث خلل وزعزعة لأمن واستقرار اليمن تنفيذا لأوامر ملالي قم. ● إذا أنتم في المجلس الإسلامي الأعلى تؤيدون التحالف ضد الحوثي؟ ●● نعم.. بكل تأكيد.. انطلاقا من خشيتي على الأمن القومي العربي والواجب الشرعي، فإني أؤيد الضربة العربية ضد الحوثيين، وما قامت به المملكة من تشكيل تحالف عربي لضرب التمرد الحوثي هو عين العقل.. وحقيقة هذا الموقف العربي يشعرك بوحدة الصف العربي أمام المخاطر والتحديات من أجل سيادة الأمن القومي العربي الذي يسعى الحوثيون للنيل منه أو على الأقل زعزعته. اليوم أرى العرب ينهضون نهضة رجل واحد مما يدل على أننا ما زلنا أمة بها الخير وتملك القوة. وهذه الخطوة المباركة تهدف إلى تطهير أرض اليمن ممن يريدون تحويله إلى أرض موالية للنظام الإيراني، وهذا ما كان ينتظره منذ زمن، وكلنا ثقة بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يعرف كيف تكون قيادة مثل هذه الأحداث.. وهذا ما يجعلنا نلتف حول هذه القيادة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.. ودعني أقول إن الملك سلمان بن عبدالعزيز أظهر من خلال هذه الخطوة المعدن الأصيل الذي اكتسبه من والده المغفور له الملك عبد العزيز.. ومن شابه أباه ما ظلم. وهو أنقذ المنطقة من مؤمرات طهران. ونحن نتوسم خيرا بحكمة خادم الحرمين الشريفين الذي يثبت أن المملكة هي درع للأمن القومي العربي وخط أحمر لا يمكن أبدا المساومة عليه أبدا، وبكل صراحة أقول؛ نحن كشيعة عرب غيورون على الأمن العربي، وكلنا ثقة في حكمة الملك سلمان في لجم المؤامرة الإيرانية ضد المنطقة. ● برأيكم.. ما الحل في اليمن؟ ●● أرى أن الوضع في اليمن سوف يستقر ويعود إلى طبيعته بعد عودة الشرعية اليمنية وإنهاء الانقلاب على الشرعية وتلبية نداء المملكة للحوار والجلوس على طاولة الحوار بعيدا عن أي منطق آخر وبعد قطع العلاقات مع نظام قم، فالحل يمكن هنا بالرجوع عن الخطأ والعودة وبانتخابات رئاسية جديدة وحكومة جديدة تشارك فيها كل الأطياف. طبعا مع حفظ السلطة للشرعية وهذا يريح دول الخليج والمنطقة عموما، لكن دون إغفال أي مكون من مكونات الشعب اليمني. ● كيف تقرؤون دعوة المملكة للحوار؟ ●● لا شك أن المملكة هي داعية سلام وحوار ودورها مشهود له في لبنان من خلال اتفاق الطائف.. ولها دور إيجابي في العراق وفلسطين.. وكذلك في اليمن أيضا من خلال المبادرة الخليجية، واليوم تجدد الدعوة على أساس إعادة ترتيب البيت اليمني وإنهاء حالة الفوضى ودعم الاستقرار والمحافظة على أمن ووحدة اليمن، فهذه سياسة المملكة الغيورة على الأمة العربية، ومع كل في ظل جدية المملكة في الدعوة إلى الحوار هناك حزم من عدم الخروج عن الخطوط الحمراء والانقلاب مرة أخرى والانصياع للخارج. ● تعلمون أن أذرعة طهران بدأت تتكاثر في الجسد العربي.. فما الوسائل للحد من التمدد الإيراني؟ ●● تمدد النظام الإيراني مرده بالدرجة الأولى إلى وجود مشروع سياسي يستهدف الجسد العربي، مستغلا عدة عوامل منها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دعم واستغلال بعض التنظيمات الإرهابية، كل هذا في ظل ضعف الإرادة العربية نوعا ما وفي مكان ما وعدم قدرة النظام السياسي العربي على مجاراة الحركية الإيرانية.. وما تقوم به المملكة في اليمن هو المدماك الأول لمنع هذا التمدد. وأرى من الضروري مواجهة مخططات نظام طهران؛ لأن المستفيد منه تحديدا إيران والعمل والتنسيق مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فهم الممثل الحقيقي للشعب الإيراني وهم مستقبل إيران الآتي وعبر تفعيل ملف القوميات المضطهدين في إيران، وخصوصا الملف الأحوازي فيحتاج إلى رعاية خاصة.