وفاة 26 فلسطينيًا خلال 24 ساعة    تخريج الدفعة ال41 من ضباط الحرس الوطني    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    أكدا على مكتسبات وفرص الرؤية..الخريف والإبراهيم: الاقتصاد السعودي يرتكز على الاستثمار وتقنيات المستقبل    المملكة ثانياً على "العشرين" بمؤشر تطور تنظيمات قطاع الاتصالات    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    اقتحام مقر المخابرات الليبية والبرلمان يطالب بالتحقيق    أثار غضبًا دوليًا واسعًا.. تصعيد إسرائيلي دموي يهدد هدنة غزة    تحوّل دولي بدفع إقليمي ومبادرة سعودية رائدة.. الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن سوريا    القادسية يقترب من نخبة آسيا.. الاتحاد يعبر الشباب..و التعاون يصعق الرياض    "الاحتراف" تصدر تعميماً بشأن التسجيل الاستثنائي للأندية السعودية    "القادسية" يهيمن على منافسات كرة الماء    آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة.. مجلس الوزراء: إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع    رُبَّ كلمة طيبة تغير مصيرًا    أمريكية تركض بفستان زفاف بحثاً عن عريس    عبدالعزيز النهاري.. سيرة أكاديمية مضيئة وحضور إعلامي ناجح    "مبادرات" لتنمية الوعي الموسيقي وتعزيز الثقافة    جائحة الشهرة.. مشاهير لم يبلغوا الحلم    دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ    "الغذاء": تأكدوا من شهادة ترخيص المستلزمات الطبية    زيارة ترمب والمصالح المتبادلة    روبيو يتوقع أن تعرض روسيا "خلال أيام" شروطها لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا    أمير الرياض يهنئ «خيرات» لحصولها على جائزة إحسان    سعود بن نايف: تطوير الخدمات وجاهزية المنافذ تعكس الصورة الحضارية للمملكة    الشورى: دراسة إنشاء «مترو» في المدن الكبرى والتجمعات الحضرية    الحجاج اليمنيون يشيدون بخدمات منفذ الوديعة    أمير القصيم: مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يرسخ التعايش والتلاحم الوطني    طلاب المملكة في نيوكاسل يشاركون ب«SUSE 2025»    «عمومية جائزة ابن سلطان» تستعرض منجزات الدورة 19    «الرياض».. تناقش تقرير «حالة الإعلام السعودي وفرص الاستثمار» وتستعرض واقع القطاع وتحدياته    «الهلال الأحمر» يضاعف الجهود لخدمة ضيوف الرحمن    أمن الحجاج.. لا تهاون    مجلس الوزراء برئاسة الملك يجدد عزم المملكة توسيع استثماراتها مع أميركا    الملحق الطبي بسفارة اليابان في المملكة يزور مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي و«صحة المرأة»    مخزونات النفط والاتفاق الأمريكي الإيراني يؤثران على الأسعار    سيتي يصعد للمركز الثالث بعد فوزه على بورنموث في آخر مباراة لدي بروين على أرضه    زيارة رئيس مجلس إدارة جمعية سفراء التراث لمحافظة المزاحمية    تمديد تكليف الدكتور النجمي مديرًا عامًا لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة جازان    أفراح العميد تتواصل بالشباب    78% نموا بالتبادل التجاري بين السعودية وتايوان    العملات الرقمية تعود للأضواء من جديد    محافظ الطائف يرعى حفل تخريج 10,808 طلاب وطالبات من جامعة الطائف    وعي صحي رقمي بلغات مُتعددة.. دلالات الحج بصحة    أمير تبوك يستقبل طلاب وطالبات مدارس الملك عبدالعزيز الفائزين في تحدي فيرست التقني للروبوتات    أمير تبوك يستقبل القنصل العام الفرنسي    وزير الحرس الوطني يرأس الاجتماع الثالث لمجلس أمراء الأفواج    الحج بأيدٍ أمينة    غضب بريطاني وعاصفة إسرائيلية بعد تصريحات قتل الأطفال كهواية    الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا    مستشفى دله النخيل يمنح طفلة رضيعة أملاً بحياة أفضل    سمو أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل برنامج ( تطوع الشرقية )    تحديد بديل فهد المفرج في الهلال    خادم الحرمين يشيد بنتائج مباحثات ولي العهد وترمب    دي بروين يقترب من الغياب عن كأس العالم للأندية    "الشكره" يترأس اجتماع المجلس المحلي بمحافظة بيش    نجاح عملية زرع مثانة بشرية في أمريكا لأول مرة في العالم    سيراليون تسجل زيادة في إصابات جدري القردة بنسبة 71% خلال أسبوع    أسهمت في خدمة ضيوف الرحمن.. الداخلية: مليون حاج عدد مستفيدي مبادرة طريق مكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الأحفاد مسؤولون عما فعل الأجداد؟
نشر في عكاظ يوم 28 - 11 - 2014

في الفكر الفلسفي المعاصر يسود اهتمام مكثف بالأخلاق وحرية الإرادة. ومن أهم الموضوعات التي تشغل بال الفلاسفة اليوم موضوع (المسؤولية). الإنسان عاقل وراشد وحر ولذا فهو (مسؤول) عما يفعل. وقد درج العرف على ألا نحمل المسؤولية لمن لم يبلغوا سن الرشد أو للحيوانات العجماء أو المجانين. فلو قلنا إن زيدا ضرب عمرا فالأول يكون مسؤولا عن فعله إن كان عاقلا راشدا حرا. فما معنى هذه السمات الثلاث (العقل، والرشد، والحرية)؟ وما معنى كون المرء مسؤولا؟
العقل هو الملكة التي يختص بها الإنسان دون سواه وبها يميز بين الأشياء ويعرف الأسماء ويستبين الصواب والخطأ. وأما الرشد فهو قدرة المرء على استخدام العقل بشكل صحيح. فالطفل عاقل؛ بمعنى أن له عقلا.. لكنه ليس راشدا لأن عقله لم ينضج بعد بالخبرة والحكمة والقدرة على التمييز الدقيق بين ملتبس الأمور. والحرية هي الركن الثالث الذي من خلاله يمكن اعتبار المرء مسؤولا. فلو أن زيدا أجبر تحت تهديد السلاح على ضرب عمرو فليس زيد حرا إذن وبالتالي ليس مسؤولا. فالحرية هي النية والفعل اللازم عنها والذي يختاره الإنسان برضاه وبعد تدبر وتعقل. والتدبر مهم دائما.. فالإنسان قد يقع ضحية لمشاعر الغضب العارم فيفعل الفعل دون تدبر، فهو حر ولكنها حرية منقوصة لافتقارها للتدبر وحصول النية. مع ذلك فإن القوانين تجعل الغاضب مسؤولا حتى ولو لم يكن حرا تماما وقت الغضب، كما أنها تجعل السكران مسؤولا حتى ولو لم يك عاقلا وقت السكر، لأسباب ليس هنا المقام لشرحها.
إذا اكتملت الشروط الثلاثة يصير المرء مسؤولا عن أي فعل يفعله. ومعنى كونه مسؤولا يعني أنه مؤهل للجزاء الذي يناله جراء الفعل.. فيستحق اللوم أو العقاب على الفعل الشائن والمدح والثواب على الفعل الحسن.
القاعدة الأخلاقية تقول، إذن، : المرء مادام عاقلا راشدا حرا فهو مسؤول عما يفعله. وهذه المسؤولية متعلقة بالأفراد. السؤال الآن: هل هناك (مسؤولية جماعية)؟. كثيرون يرفضون هذا النوع من المسؤولية لأنه ليس من الحكمة أن نلوم (المجتمع الألماني) لما فعله هتلر. فالملام هو هتلر وأعوانه، أما الناس في ذلك الوقت أو حتى يومنا هذا فليسوا مسؤولين عما فعله زعماؤهم. وقل مثل ذلك عن البيض في أمريكا وهل هم مسؤولون اليوم عما فعله أجدادهم بالسود؟ بالطبع سيقول الكثيرون كلا.. فمن الظلم أن يلام الجيل الجديد بما فعله الجيل القديم.
لكن هناك من يقول وإن ضمنا بأن الجيل الحالي (البيض في أمريكا) وإن كان غير مسؤول عما فعله الجيل السابق إلا أن اليوم (يتنعم) بما اكتسبه من أجداده (الجيل السابق) وأن الجيل الحالي من السود في وضع مزر بسبب ما حدث في الماضي. لذا ظهر في أمريكا مع جون كيندي ثم مع جونسون قانون يدعى بالتمييز الإيجابي. هذا القانون يعطي شيئا من الأولوية للأقليات والفقراء وخصوصا السود فيما يتعلق بالتعليم والصحة ونحوها. وفي هذا إقرار ضمني بأن الجيل الحالي يتحمل مسؤولية ما فعله الجيل السابق وإن بنحو غير مباشر. لننتقل إلى حالة ثالثة مشابهة؛.
أثار الفيلسوف الأمريكي جيمس راتشلز مسألة مهمة تتعلق بمسؤولية البشر عن كل مجاعة تحدث في العالم. يقول إن كل شخص في العالم ممن توفر له شيء من الرغد والحياة الكريمة مسؤول عن كل شخص يموت جوعا في أفريقيا أو آسيا أو غيرها. ويقول مثلا: إذا كنت ستدفع عشرة دولارات من أجل مشاهدة فيلم وأنت تعرف أن هذه الدولارات سوف توفر طعاما لطفل جائع فأنت بتركك التبرع بهذه الدولارات أشبه بمن ترك ذلك الطفل يموت فتكون مسؤولا عن موته. وهذه الحالة دليل على وجود مسؤولية جماعية. والحقيقة أن رأي هذا الفيلسوف السقراطي يستحق الاهتمام والانتشار. ورغم أن المسؤولية التي نتحملها هنا تظل فقط أخلاقية لا قانونية، إلا أن الأمل واسع في أن يتطور الوعي البشري أكثر ليعرف أن حياة طفل من الأطفال أهم من كل الكماليات التي أغرقنا أنفسنا فيها فنسينا البؤساء والمساكين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.