كشف رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله عويقل السلمي أن الخلاف بين نادي جدة الأدبي وجمعية الثقافة والفنون فرع جده هو تسديد لفاتورة تقصير مجلس الإدارة السابق، حينما قرر منح الجمعية المبنى الذي تشغله حاليا، دون أي اتفاقية أو مستندات توثق هذه المنحة وهي عملية تنظيمية تضمن الحفاظ على مكتسبات النادي من مبان وكتب وتجهيزات وهي أمانة تتحملها الإدارات اللاحقة، مؤكدا أن المشهد الثقافي المحلي يشهد واقعا تشوبه بعض التجاذبات ويتخلله الكثير من الخمول والصوارف التي جعلت التفاعل مع المناشط والمؤسسات الثقافية ضعيفا، فإلى نص الحوار: يتحدث الوسط الثقافي عن إشكالية النادي مع فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، وهذا ما تم تداوله على منبر اثنينية عبدالمقصود خوجة مؤخرا. ما تعليقكم ؟ هذا الموضوع قديم متجدد إذا لم يجد منتقدو النادي مجالا آخر على مستوى المناشط والبرامج يتحدثون فيه. وحقيقة الأمر أننا منذ قدمنا ونحن والجمعية نعمل بانسجام تام دون أي إشكاليات وبيننا تعاون كبير وأكثر أعضائها أعضاء جمعية عمومية في النادي ولا صحة لما يقال، وما حدث في بداية مباشرتنا للعمل كان محاولة لتنظيم البرامج بيننا وتسديدا لقصور قرار مجلس الإدارة السابق بإعطاء المبنى لجمعية الثقافة والفنون دون أي اتفاقية أو مستندات توثق هذا العطاء؛ لأن مكتسبات النادي من مبان وكتب وتجهيزات هي أمانة تتحملها الإدارات المتعاقبة. وحرصا منا على تأطير هذا العطاء بشكل رسمي يحفظ ل كل طرف حقه، تمت مكاتبات ثم زارني سلطان البازعي والأخ التعزي في مكتبي وتمحور الحديث حول أربع نقاط هي حق للنادي ولمثقفي جدة وللمؤسسة وللتأريخ أولها عدم المساس بالمبني بهدمه أو هدم أجزاء منه أو تشويه شكله أو تغيير معالمه، لما له من مغزى تأريخي وذلك بعد أن لاحظنا بعض المحاولات التي اضطرتني للتدخل شخصيا لإيقافها، وثانيا تنسيق المناشط وتوزيع الفعاليات بحيث لا تقام في يوم واحد لعدم قدرة المكان على استيعاب السيارات والجمهور وتلافيا للتعارض، وثالثها: الحفاظ على مطبوعات النادي الموجودة في مستودع المبنى ورابعها: المشاركة مع النادي في دفع الفواتير المشتركة كالماء والخدمات الأخرى. وتم الاتفاق والتوقيع عليها وانتهى الأمر وأظن هذه مطالب مشروعة وهي مسؤولية يجب أن يقوم بها كل مجلس يدرك مسؤوليته، ولو فرطنا فيها سيلومنا المثقفون، ونتوقع أن كل مخلص لهذه المؤسسة الثقافية سيشكر مجلس الإدارة على هذا الفعل وعدم التفريط في ممتلكات النادي. وأما ما أثير فلا نكترث به؛ لأنه مجرد أقاويل غير مبنية على معرفة للحقيقة وغير مستقصية للأمر، وبيننا بين الجمعية من التعاون والتفاهم ما ينفي كل ما قيل. وألتمس العذر لمن أثارها فربما وردت في سياق عاطفي طلبا للدعم، لكننا على يقين أن العاقل والمثقف الذي يحترم كلمته على أي منبر لا يدلي برأيه في شيء إلا بعد أن يتبين ويطلع ويعرف الحقيقة من مصدرها. إذا كان الأمر كذلك لماذا لا تحضرون في الصالونات والمنابر توضحون موقفكم؟ نحن لسنا متهمين لندافع عن أنفسنا وليس من مسؤوليتنا أن نشغل أنفسنا بإثارات وأقاويل لا تستند إلى حقائق؛ وليس من مسؤولية مجلس الإدارة أن ينصرف عن مسؤولياته ليتنقل من مكان لآخر ويرد على من يتكلم لمجرد الكلام؛ لأننا واثقون من موقفنا وموثقون كل شيء ومجلس الإدارة أمامه عمل أهم من الالتفات لهذه الإثارات ونحن نسير على أرض صلبة نستمدها من مسؤوليتنا الوطنية والثقافية، ولو أشغلنا أنفسنا بتتبع ما يقال في مختلف الأمكنة وبالذات الصالونات الخاصة لما قدمنا عملا. مناشطه ضعيفة ما هي رؤيتكم للمشهد الثقافي المحلي وأنتم تحتفلون بمرور أربعين عاما على تأسيس النادي ؟ وما أبرز التحديات والتحولات التي تواجه المثقف ؟ المشهد الثقافي المحلي يشهد واقعا تشوبه بعض التجاذبات ويتخلله كثير من الخمول والصوارف التي جعلت التفاعل مع المناشط والمؤسسات الثقافية ضعيفا، وكما أظهر عوار كثير ممن كانوا يدعون أنهم من الحراس على العمل الثقافي ومنابره. ورب ضارة نافعة فالساحة كانت في أمس الحاجة إلى هذه المتغيرات والمعطيات الجديدة؛ لأن المجتمع استطاع من خلالها أن يميز المثقف الواعي المطبوع الذي يؤمن بدوره في الحياة ويعمل له والمثقف المصنوع أو النفعي الذي يغيب عن المؤسسة متى غابت مصلحته فيها أو المثقف الورقي الذي جعلت منه الوسائل الإعلامية عملاقا وهو يحبو فكريا ومعرفيا وهدفا ووسيلة وغاية. حضور المرأة من الملاحظ أن المرأة في جدة حققت حضورا متميزا في المشهد الثقافي .. كيف تردون على من يتهمكم بتهميشها؟ للأسف كانت المرأة ومازالت مثار تجاذبات أنهكت العمل الثقافي، لا لقصور في إبداعها ولكن لأن التعاطي معها خلق منها قضية، وساعدت هي ذاتها على تكريس هذه القضية، توهمت أنها مهمشة فتقدمت بتشنج لتزاحم الرجل بعقلية المزيح له عن موقعه مما يعني أنها لم تكن واثقة من أن موقعها أصلا في الحياة لا يقل قدرا وقدرة عن موقعه، فدفاعها عن نفسها باستماتة وتجييشها لمن ترى فيهم مناصرين لها جعل منها قضية، والحق أنها على المستوى الأدبي والثقافي كالرجل لم يقل أحد أنها أقل منه، ومع مرور الوقت أحالت معركتها المفتعلة مع الرجل إلى المناطق الضيقة والشكلية في الحياة الثقافية فأضحى سؤالها وسؤال من يدعون نصرتها: أين تجلس؟ وكيف؟ ولماذا تجلس؟ وماذا تلبس حينما تقدم إبداعها؟... وغيرها من الأسئلة الشكلية المستنفدة للجهد والوقت بلا طائل. في حين أنهن شقائق الرجال لا يوجد آدم بلا حواء ولا حواء بلا آدم وهذا كاف لحضورها الضروري في الحياة بعمومها. أين موقع الشباب في أنشطة أقدم نادٍ في المملكة كما قدمتموه في احتفاليتكم مؤخرا ؟. أتصور أن الاتجاه للشباب يعد تحديا كبيرا أمام كل منابر التوجيه ومنها الأندية الأدبية، ونحن في نادي جدة لدينا برامج كثيرة منها: طاقات، وجليس والإصدار الأول ومنتدى عبقر للإبداع الشبابي الشعري والسائح المثقف ومسابقة شاعر جدة وبرنامج موهبة وكلها تتجه للشباب. وكل من يمر بالنادي اليوم يبصر الساحات ممتلئة بالشباب الملتحقين بدوراته وورش العمل التي يقيمها. ما أبرز معالم خططكم في ظل احتفالكم بمرور أربعين عاما على تأسيس النادي ؟ تطلعاتي وزملائي في مجلس الإدارة لا تحد وطموحاتهم لا تعد ولكن حتمية استحضار الواقعية وفق إمكانات النادي المادية والبشرية والزمانية تجعلنا في المجلس ندقق بلا اندفاع ونخطط بتريث وننتقي من الأفكار والطموحات ما يستجيب للمرحلة ويتسق مع التطلع ويكون في حدود الممكن، وأنا من الذين لا يؤمنون بجعل مراحل العمل في المؤسسات حقبا تأريخية أو أرخبيلا من جزر متفرقة من العمل لكن سأبني على ما وجدت وأعزز هذا البناء ومعي زملاء أعزاء وأخوة وأخوات أوفياء للمؤسسة وحرص عليها وعلى نجاحها، وستكون خططنا التطويرية وفق متطلب المرحلة سواء على مستوى المناشط أو على مستوى الشرائح المستهدفة من المجتمع. فالأربعينية كرست فينا ضرورة حماية المنجز وأن لا ننسف الماضي، أو نتنكر له، أو نعمد إلى تجاهله أو تسفيهه، نعم جعلنا هذه السنة الاحتفالية سنة مراجعة لمسيرة النادي خلال 40 عاما، فما نراه محتاجا إلى بناء إضافي أضفناه، وما يحتاج إلى تطوير طورناه. وفي كل الأحوال فكل برامج ومطبوعات هذا العام تحمل شعار الأربعينية ولدينا اتفاقيات جديدة مع مراكز الأحياء ليتمدد النادي داخل المدينة ليصل إلى كل الأحياء ويعبر عبر جسور الأدب والثقافة إلى كل الشرائح المتطلعة للنادي والراغبة في المشاركة فيه تحت شعار (أربعون عاما ونحن معكم). وماذا بشأن مشروع النادي الذي تم تداوله مؤخرا حول طباعة الرسائل الجامعية ؟. المشروع يحمل اسم (رسائل في أدب المملكة العربية السعودية) وبدأ فعلا وتم اعتماد رسالتين علميتين وهناك خمس رسائل لدى هيئة التحكيم، ولدينا قائمة كبيرة من الرسائل، وهو مشروع كبير ودائم للنادي نسعى من خلاله إلى جعل النادي مرجعا في أدب المملكة لكثرة مطبوعاته ودورياته عبر تأريخه ولدينا تطلعات لعمل حصر لكل البحوث التي كتبت عن أدب المملكة ليكون النادي بيت الخبرة الذي يقصده الباحثون عن هذا الأدب في كل فن.