لماذا الشباب يحلقون بعيدا عن مهنة الحلاقة، سؤال يفرد أجنحته خاصة ان هناك المئات من محال الحلاقة في جدة يديرها وافدون وتحقق مداخيل وأرباحا كبيرة. «عكاظ» طرحت هذا السؤال على عدد من الشباب في عروس البحر الأحمر فأجمعوا أن النظرات السلبية من أفراد المجتمع تعد أبرز المعوقات التي تمنعهم من العمل في صوالين الحلاقة. وفي هذا السياق أوضح كل من هشام الشريف ويوسف القحطاني أن السبب الرئيس في عزوف الشباب عن ممارسة هذه المهنة هو الخوف من نظرات المجتمع، ومن أن يسخر الناس منهم. وأنهم قد يعتقدون خطأ بأن هذه المهنة تجلب الخجل لهم، ولن يتقبلها المجتمع بسهولة. ويقول مشيد الزيادي «في اعتقادي الشخصي أرى أن دخل تلك المهنة لن يفي بمتطلبات الكثير من الشباب، ولن يغريهم بممارسة تلك المهنة. فلا أعتقد أن مهنة الحلاقة تدر دخلا كبيرا. بالإضافة إلى أن النظرات السلبية التي قد يواجهها أصحابها والتعليقات الساخرة التي من الممكن أن يصادفوها من أصدقائهم، بل وربما حتى من أقربائهم.. وسخرية بعض أفراد المجتمع بهم لا تشجعهم على الخوض في هذا المجال». ويقول عبدالرحيم الأحمدي «أعتقد أن بعض الشباب يظن أن هذه المهنة لا ترتقي إلى مستواه، ولا تلبي طموحه، بالإضافة إلى عدم وجود مدارس أو معاهد كافية لتعليم هذه المهنة، ولكن لو وجد هؤلاء الشباب دعما وتشجيعا من المجتمع ومن الجهات المسؤولة ربما غيروا نظرتهم السائدة، وغيروا اعتقاداتهم الخاطئة في هذا الصدد». ويقول محمد باسويد «أعتقد أننا بحاجة إلى إغراء الشباب لخوض هذه المهنة، لأنها قد توفر فرص عمل للكثير من الشباب. ولكن لا بد قبل ذلك من دعمهم ماديا ومعنويا لاقتحام هذا المجال، وتقبل المجتمع لهم، ويقينهم أنها مهنة شريفة كغيرها من المهن، وليست مهنة مهينة كما يتصورها البعض»، ويستطرد حديثه قائلا «بصراحة لم يسبق لي أن رأيت حلاقا سعوديا سوى مرة واحدة في أحد الصالونات، وخلال ترددي على ذلك الصالون لم أشاهده بعد فترة بسيطة ولا أدري إن كان قد تخلى عن وظيفته تلك وبصراحة كنت أشعر أنه كان ينزعج أحيانا من نظرات الناس، وأسئلتهم الفضولية». ويعبر حسن نصيف عن حبه لهذه المهنة قائلا «أثناء ذهابي إلى فرنسا لتحضير الماجستير في القانون الدولي كنت أفكر في الذهاب إلى إحدى المدارس هناك لتعلم الحلاقة، ليس لأمتهنها ولكن كهواية أحببتها كثيرا، حتى أنني كنت أتعلم أحيانا من حلاق ماهر اعتدت أن أتردد عليه، وأتمنى مستقبلا أن أطور مهاراتي وأترجم حبي لهذه المهنة على أرض الواقع، حيث أفكر في الاستثمار في هذه الاتجاه، وافتتاح صالون حلاقة في المستقبل، ولا بد على الأقل أن أكون ملما بشيء من أساسيات هذه المهنة حتى استثمر فيها». ومن الجانب الآخر التقينا ببعض الحلاقين وقد أبدى عدد منهم رضاهم عن الدخل الذي تدره مهنتهم. إذ يقول مراد محمد: يحقق هذا الصالون دخلا شهريا جيدا يراوح بين 20-35 ألفا من الحلاقة فقط، باستثناء الخدمات الأخرى التي يقدمها الصالون كالحمام المغربي، وغيرها من الخدمات التي أصبحت تجد قبولا جيدا من الشباب. ويقول طارق الحراقي: يختلف الدخل طبعا من صالون إلى آخر حسب موقعه وزبائنه. ولكن تظل هذه المهنة عموما مربحة وتدر دخلا لا بأس به يصل إلى خمسة آلاف في كل شهر، ويرتفع هذا الرقم في المواسم. ويجمع كل من خالد عمران ومحمد مصطفى أن هذه المهنة مربحة، ولكنها تعتمد على الموهبة، ودقة التركيز، وأنهما وجدا من خلال خبرتهما الطويلة في هذا المجال استعدادا جيدا وحسا مميزا لدى بعض الشباب للعمل في صوالين الحلاقة ولكن النظرات السلبية من قبل بعض أفراد المجتمع تبعدهم عن فضاء صوالين الحلاقة.