يتوقع عدد من المختصين ان تصبح المملكة مصدرا للطاقة الشمسية لكثير من دول العالم إذا تم استخدام الطاقة الشمسية بطريقة تجارية وعلى نطاق واسع، مؤكدين ان المملكة مؤهلة أن تصبح ثاني مصدر في العالم لهذه الطاقة، ومحذرين في نفس الوقت من انكماش استخدامها مستقبلا. السيد جوناثان مدير الاتصالات في قسم الطاقات الشمسية بمدينة بادن السويسرية قال إن الإقبال على الطاقة الشمسية في المملكة قد انكمش قليلا عما كان متوقعا له في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن التركيز من قبل القطاعات المنتجه للطاقة اقتصر انتاجه في الآونه الاخيرة على إنتاج الطاقة الحرارية وذلك عن طريق العنفات التي تعمل بالبخار الناتج عن احتراق الغاز أو التي تعمل بحرق النفط . وعلق جوناثان حول السبب في استكمال تعزيز مصادر الطاقة الشمسية قائلا: لم أستطع أن أعرف ما هو السبب وراء هذا الانكماش هل هو نتيجة توجه لدى الشركات المنتجة ام ضغوطات محتملة من شركات انتاج النفط أو الشركات المصدرة له في الداخل أو الخارج ، ولكن مهما يكن السبب فإن المملكة يجب أن تحذو حذو الدول المجاورة في المنطقة ، على أن تزيد من تعزيز مصادر إنتاج الطاقة الشمسية والاسفادة من آخر التقنيات المتاحة والحلول التكاملية لرفع أداء حقول انتاج الطاقة الشمسية مثل ابراج الطاقة الشمسية أو ما يعرف بالهيليوستات وتقنية محطات توليد الطاقة الشمسية المركزة بالإضافة إلى آخر ما تم التوصل إليه من تطوير ألواح شمسية قابلة للتنظيف الغسيل آليا لتتواكب مع الطبيعة الصحراوية في المملكة ومصاعب تراكم الغبار والرمال على الألواح. ومن الجدير بالذكر أن الجزيرة العربية ومنطقة الخليج تمتاز بانتشار وتوفر أشعة الشمس على مدار العام غير أن استخدام ألواح الطاقة الشمسية يعد متواضعا في شبه الجزيرة العربية وذلك نظرا إلى صعوبة صيانة هذه الألواح من الغبار والرطوبة والرمال ولكن مع وجود التقنيات الحديثة فلم يعد هذا الأمر عائقا في تطوير وتوسيع انتشار محطات وحقول توليد الطاقة الشمسية في المنطقة. اما الدكتور أسامة الفلالي أستاذ الطاقة في جامعة الملك عبدالعزيز قال إذا تم استخدام الطاقة الشمسية في السعودية بطريقة تجارية وعلى نطاق واسع فسوف تكون السعودية مصدرا لهذه الطاقة لكثير من دول العالم وأشار الفلالي بقوله إلى تجربة محطات التحلية المقامة في الخفجي والتي تعمل بالطاقة الشمسية مؤكدا أنها ستشهد نجاحا قد يعمم على جميع محطات التحلية بالمملكة والخليج العربي وساحل البحر الأحمر . من جانبه افادت الدراسات الاقتصادية والتقارير الخاصة بالطاقة المتجددة أن السعودية والإمارات تتصدران مجال السباق في إنشاء محطات إنتاج الطاقة الشمسية في منطقة الخليج حيث هناك استثمار بما يقارب 6 مليارات ريال في مشاريع الطاقة البديلة والمشروع الذي تعتزم أمانة مكةالمكرمة إنشاءه ليكون أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط بتكلفة إجمالية تصل إلى 2.9 مليار ريال إلا أكبر دليل على التسابق والتنافس الظاهر في منطقة الخليج على توسيع استخدام هذه الطاقة البديلة. كما افادة التقارير بأن المملكة تحتل ثاني أفضل مصدر للطاقة الشمسية في العالم وبحسب توقعات السوق الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن تكون المملكة السوق الأولى لتوليد الطاقة الشمسية على مستوى «الغيجاواط» في المنطقة بحلول عام 2015 م كما اشارت هذه التقارير أن الإقبال على استخدام الطاقة الشمسية ومصادرها لا زال ضعيفا في المملكة نوعا ما ومقارنة بما تختزنه من مصادر ومؤهلات وذلك بحسب تقارير شركات انتاج الطاقة ومولدات الطاقة التي تعمل في السعودية منذ قرابة الخمسين عاماً.