الدرعية، المدينة الضاربة في عمق التاريخ السعودي منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود -طيب الله ثراه-، لم تعد مجرد معلم تاريخي فحسب، بل تحولت اليوم بقيادة شركة الدرعية إلى نموذج عالمي يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعزز جودة الحياة من خلال مشاريع متكاملة ومستدامة، تنسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. فقد شهدت المدينة تطويرًا شاملًا منذ إطلاق مشروع الدرعية، حيث صُممت لتكون مدينة صديقة للمشاة، تقلل الاعتماد على السيارات عبر توفير مسارات واسعة للمشي وركوب الدراجات، إلى جانب أكثر من 60,000 موقف للسيارات لخدمة السكان والزوار، مما يعزز نمط الحياة الحضري المستدام ويشجع على أسلوب معيشة صحي ومتكامل. تقدم الدرعية لزوارها وسكانها أسلوب حياة معاصر يجمع بين الراحة والرفاهية على مساحة 14 كيلومترًا مربعًا، حيث تتعدد الخيارات السكنية والثقافية والتجارية، وتستوحي تفاصيلها من هوية الدرعية التاريخية مع تقديم أسلوب حديث يبرز جمال العمارة النجدية الأصيلة. حيث ستضم الدرعية أكثر من 18000 وحدة سكنية فاخرة مصممة على الطراز النجدي الأصيل، يحمل عددا منها علامات تجارية عالمية مرموقة مثل أرماني، وريتز كارلتون، مما سيمنح السكان تجربة معيشية فريدة تجمع بين الفخامة العالمية والهوية الثقافية المحلية. ويمكن تسمية الدرعية ب»مدينة ال 15 دقيقة»، حيث تتوفر جميع الاحتياجات الأساسية على مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام أو عبر مسارات الدراجات، ابتداءً من المقاهي المميزة والمتاجر العالمية، مرورًا بالمرافق الصحية والتعليمية، وصولًا إلى الحدائق والمساحات الخضراء التي تشجع على ممارسة أنماط حياة صحية. وفي إطار التزامها بالاستدامة البيئية، تولي شركة الدرعية أهمية خاصة لإحياء وتعزيز المساحات الخضراء، عبر تأهيل وادي حنيفة التاريخي، وتنمية بساتين النخيل والمزارع التراثية، وإنشاء مسارات للمشي وركوب الدراجات والخيل، مما يعزّز التوازن بين التمدّن والطبيعة، ويجعل الدرعية واحدةً من أكثر المدن التزامًا بالحفاظ على البيئة، حيث تضم الدرعية حاليًا أكثر من 6.5 ملايين نبتة وشجرة، كما سيتضمّن المشروع ثمانية حدائق عامة، مما يُعزّز هدفها لتكون مدينة صديقة للبيئة. ولا تقتصر جودة الحياة في الدرعية على البنية التحتية الذكية والتخطيط الحضري المتميز فحسب، بل تمتد لتشمل فرصة خوض تجربة ثقافية وترفيهية متكاملة، حيث يحتضن المشروع حي الطريف التاريخي المسجل ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، والذي يحتفظ بين أزقته بمعالم المجد السعودي منذ تأسيس الدولة قبل قرابة ثلاثة قرون. وتقدّم الدرعية مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية والموسيقية والعروض المسرحية، إضافة إلى عملها على تطوير دار الأوبرا الملكية، وعدد من المتاحف والمعارض والأصول الثقافية، مما يعكس الروح النجدية الأصيلة برؤية معاصرة. تحرص شركة الدرعية على دعم البنية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة من خلال تطوير مشاريع سكنية وتعليمية وصحية وتجارية متكاملة، قادرة على استيعاب أكثر من 100,000 نسمة، وتوفير أكثر من 180,000 فرصة عمل مع اكتمال المشروع، مع استهدافها لجذب أكثر من 50 مليون زيارة سنويًا بحلول عام 2030. وتعزّز هذه المشاريع من مكانة الدرعية كمركزٍ عالميٍ للثقافة والتاريخ والسياحة والاستثمار، ووجهةً تجمع بين عبق الماضي وإشراقة المستقبل، حيث تتحوّل الحياة اليومية إلى تجربة فريدة تجمع بين الراحة والرفاهية في أجواءٍ تراثيةٍ أصيلة، في مدينةٍ تُحفر تفاصيلها في الذاكرة وتُجسّد تجاربها أسمى معاني جودة الحياة.