تتواصل استعدادات المملكة على مختلف الأصعدة لاستقبال موسم حج 1446ه، وسط جهود تكاملية تقودها الجهات الحكومية والخدمية؛ لضمان موسم آمن ومنظّم، يحقق أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن. تأتي هذه الاستعدادات؛ ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تؤكد دائمًا على أهمية الارتقاء بخدمة الحجاج، وتحسين تجربتهم في أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة. وفي هذا السياق، رأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكةالمكرمة نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، في مقر الإمارة أمس (الأحد)، اجتماعًا بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحه، يرافقه عدد من قيادات منظومة الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار، للاطلاع على جاهزية التقنيات الرقمية والشبكات في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة؛ لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج. واستعرض الاجتماع استعداد المنظومة لموسم الحج، التي تسهم بدور رئيس في تمكين الجهات الحكومية والخدمية من تقديم خدمات عالية الكفاءة للحجاج، من خلال تسخير البنية التحتية الرقمية الداعمة للذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء وغيرها؛ بهدف تسهيل رحلة الحاج، وضمان سلامته، وتعزيز كفاءة التشغيل خلال موسم الحج. فيما أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن اكتمال جاهزية صحن المطاف داخل المسجد الحرام؛ بوصفه نقطة الارتكاز الأولى في رحلة الحاج داخل البيت العتيق. وقد رفعت الهيئة الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى نحو 107 آلاف طائف في الساعة، تشمل الصحن والدور الأرضي والأول، وميزاني الأول والثاني والسطح، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمصلين في جميع هذه الأدوار حوالي 203 آلاف مصلٍ. وأوضحت الهيئة أنه تم فتح كامل صحن المطاف للطائفين، مع تخصيص مداخل وأبواب رئيسة وفرعية لتيسير الوصول، إلى جانب مسارات مخصصة للطوارئ والخدمات، بما يحقق انسيابية الحركة، ويضمن سلامة الحشود. وتعكس هذه الاستعدادات الجهود الكبيرة، التي تبذلها المملكة لتأمين أفضل بيئة ممكنة للحجاج، عبر توظيف الإمكانات التقنية والبشرية، في إطار رؤية إستراتيجية تضع خدمة ضيوف الرحمن في مقدمة أولوياتها الوطنية والدينية.