كيف نحدد خياراتنا وتخصصاتنا وسط هذا البحر المتلاطم من الرغبات.. صرخة أطلقها طلاب شباب وهم يتأهبون إلى مرحلة تعليمية جديدة في الجامعة وهي المرحلة التي تعد بحق تحولا جديدا في المنهج الدراسي أو النظام الأكاديمي.. الوقوف حيرة أمام الرغبة يشكل عقبة أمام أي طالب لم يستطع أن يحدد خياراته بصورة سليمة. إذ تحدث عدد من الشباب ل «عكاظ» عن همومهم وتجاربهم التي عاشوها في ما يتعلق بتخصصات وأنشطة الجامعات. هاجس كبير في البدء يقول نايف المالكي طالب كلية التربية: التخصصات الجامعية مثلت لي هاجسا كبيرا إذ كنت أبحث عن التخصص الذي يوفر لي فرصة وظيفية مناسبة ومضمونة بعد التخرج كي أستطيع من خلاله أن أخدم مجتمعي لكني اصطدمت أن غالبية الأقسام ممتلئة وكاملة العدد ولم يتوفر لي خيار غير تخصص التربية الخاصة والذي تأقلمت معه واستفدت منه وأنا الآن أكمل دراستي فيه. ويقترح المالكي توعية الطلاب في المرحلة الثانوية قبل تخرجهم لتتوفر لهم خلفية معلوماتية عن أهم التخصصات وأفضلها في سوق العمل، ويطالب في الوقت نفسه بأن تبحث الجامعات في التخصصات غير المطلوبة والتي لاتؤهل للتوظيف في سوق العمل مثل الجغرافيا والتاريخ حتى لايصطدم الطالب بأن مؤهله الأكاديمي لايتوافق مع متطلبات السوق. الشراكة بين الأطراف الحالة ذاتها تنطبق على عبدالعزيز الشريف الذي يدرس الحاسب الآلي في جامعة جازان إذ يقول إن تخصصات الطلاب يجب أن يكون فيها شراكة بين وزارتي التربية والتعليم وكذلك التعليم العالي ليكون الطالب معززا بالكثير من الخيارات ولكي لايؤثر عليه الآخرون ويفرضوا عليه تخصصا لايرغب فيه وبالتالي لن يستطيع من خلاله الحصول على وظيفته. واقترح الشريف أن تكون السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية قريبة من نظام الدراسة الجامعية حتى يشعر الطالب بالتقارب والانسجام قبل دخول الجامعة. وأشار إلى أن توفير الأنشطة اللاصفية أمر مهم للتعرف على مواهب ومهارات الطلاب كما يؤكد على ضرورة أن يكون الطلاب على دراية بما ينتظرهم من مسؤولية وانتظام في الدراسة، لافتا إلى أن مرحلة اختيار التخصص الأمثل تكون في مرحلة مبكرة قبل الانتهاء من الدراسة الثانوية مثلا بسنتين بالإضافة إلى الحرص على سؤال المحيطين عن المهارات البارزة لاستثمارها بالطريقة الأفضل. من جهته يسلط الطالب سعيد القحطاني من طلاب الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الضوء على أهمية التخصص الجامعي في مستقبل الطالب الأكاديمي والعملي فيما بعد، مضيفا إن مؤسسة الأسرة ومؤسسة التعليم العام تتحملان عبئا مشتركا ومسؤولية مع الطالب عن طريق اكتشاف أفكار الأبناء والطلاب ومعرفة توجهاتهم الدراسية إذ ربما يكون الطالب مثلا لايرغب في إكمال دراسته الجامعية ويريد الاتجاه إلى العمل المهني على سبيل المثال، وشدد على أهمية أن يتعلم الطالب جيدا الفرق بين طريقة نظام الدراسة في المرحلة الثانوية والجامعية حتى لايؤثر ذلك على المعدل الجامعي للطالب. التخصص والإبداع محمد عسيري من كلية الإعلام والاتصال في جامعة المؤسس روى تجربته وكيف أنه تعرض إلى هذه المشكلة في بداية انضمامه للجامعة ولم يكن يعرف النظام الدراسي فضلا عن اختيار التخصص الذي أشعر بإمكانية إبداعه فيه، غير أنه عاد للقول: السنة التحضيرية المطلوب منها تهيئة الطالب للدخول في معترك التخصص وأن لايدرس الطلاب تخصصا ليس مطلوبا في سوق العمل لأن من شأن ذلك أن يزرع الإحباط في نفوس الطلاب حتى وهم على مقاعد الدراسة. ويختتم الطالب خالد العاصمي الذي يدرس القانون مطالبا بأن تكون آلية قبول الطلاب في الجامعة مختلفة بحيث تجرى دورات تثقيفية وتوجه الطلاب إلى التخصصات المرغوب فيها حتى لاتكون النتائج غير جيدة في المستقبل، وقال «نحن بحاجة إلى شباب مدربين بكفاءة عالية في تخصصات يرغبونها بالفعل وبالتالي تكون هناك فرص متعددة لإبداعهم، أنا شخصيا كنت مترددا عند دخولي الجامعة ثم نجحت في اختيار التخصص المناسب بموضوعية».