أكد خبراء ومراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون أن خطوات المملكة العربية السعودية ورسالة خادم الحرمين الشريفين تجاه الوقوف إلى جانب مصر في محنتها، مثلت هجوما سعوديا مضادا في لحظة تاريخية فارقة، وشكلت إعلانا صريحا للحفاظ على سلامة وأمن مصر: الدكتور عبدالمجيد سويلم أستاذ العلوم السياسية الكاتب والمحلل السياسي قال: إن الهجوم السعودي المضاد فاق كل التوقعات من حيث الشكل ومن حيث المضمون، قد لا يكون هذا الهجوم مباغتا ولكنه في كل الأحوال هجوم متعدد الأهداف والمستويات والأدوات، وربما هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها اللهجة السعودية إلى حدود الحسم الفاصل، وإلى حدود التحذير الأقرب إلى الإنذار وإلى حدود التهديد والوعيد. فما الذي يفسر هذا الموقف القوي وما الذي يقف وراء هذا التوجه السعودي؟ الحقيقة أن المواقف السعودية عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي العربي الشامل كانت دائما مواقف مسؤولة وفي بعض المحطات والمراحل التاريخية رائدة وشجاعة .. لقد كان لدور المملكة العربية السعودية ثقل خاص يعود لحكمة الملك المؤسس، واتضح هذا الدور مع عهد الملك فيصل الذي أظهر ميلا عروبيا مميزا على كل الصعد والمستويات.. باختصار ارتبط الموقف السعودي على الصعيد القومي العام بوجود المشروع العربي نفسه، ويكاد يرتبط هذا الدور بالعافية الوطنية والقومية لمصر .. إن الدور السعودي لم يعد في ظل واقع المؤامرة القائمة اليوم ضد الشعوب العربية وكيانها الوطني وانتمائها القومي مجرد دور الخوف على مستقبل هذه الكيانية وهذا الانتماء، وإنما انتقل الدور السعودي بعد الثورة المصرية المتجددة إلى الهجوم المعاكس. يحيى رباح سفير فلسطين السابق في اليمن الكاتب والمحلل السياسيي قال: إن رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية إلى القيادة المصرية والشعب المصري، جاءت في اللحظات التاريخية الفارقة، وجاءت لتكون القول الفصل في النقاش الدائر حاليا، والحراك المستمر إقليميا ودوليا .. لا يستطيع أحد أن يتجاهل المعاني المحددة التي أكدت عليها الرسالة حين سمت الأشياء بأسمائها، بأن ما واجهته الحكومة المصرية هو الإرهاب، وهو يستهدف وحدة مصر، وأن المملكة تقف إلى جانب مصر في هذه المعركة، وأنه يتوجب على الدول العربية أن تقف إلى جانبا مصر والشعب المصري .. لقد كان هذا القرار متوقعا ومؤكدا من المملكة العربية السعودية، فهي الظهر الصلب الذي تعتمد عليه كل القضايا المتعلقة بمعطيات الآمن القومي العربي، نتذكر هنا مواقف المملكة في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، ونتذكر أيضا دورها الكبير على مستوى المنطقة والعالم في مواجهة الإرهاب.. إن الموقف السعودي الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شكل ضوءا مبهرا للخروج من نفق المواقف المرتبكة إقليميا ودوليا، وشكل إعلانا صريحا أن سلامة مصر، ووحدتها، والحفاظ على دولتها هي ثوابت راسخة للأمن القومي العربي لا يمكن السماح بتجاوزها، فكل التحية والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الذي قال الكلمة الفصل في اللحظة التاريخية الفارقة، وعبد الطريق في الاتجاه الصحيح.