لا عجب أن تقودك الصدفة إلى إنهاء إجراء لك في إحدى المصالح الحكومية، ولا غرابة أن تجد الموظف المختص في اجتماع، حتما ستقف بين خيارين، إما الانصراف أو البقاء في انتظاره ريثما ينهي اجتماعه، ولكن تصدم لو اكتشفت أن هذا الاجتماع لم يكن سوى «لمة» على صحن فول وتميس. ولو قادتك الصدفة لزيارة أحد الأجهزة الحكومية، فلا بد من تشغيل حاسة الشم منذ الصباح الباكر، لتقتفي أثر رائحة الفول، وقد تكون محظوظا لو فتحت نفسك وكان حماتك داعية لك وكان الاجتماع على صحن كبدة، وقد لا يهتم البعض بنوعية الفطور لأنه ربما أفطر سلفا، أو متعجلا يقول في قرارة نفسه «خلي الفطور في حاله المهم أنجز معاملتي». فضولي دفعني وأنا في انتظار الموظف المبجل الذي خرج علينا بفنجان الشاي، إلى رؤية ما خلف الباب ومشاهدة اجتماع الفول الذي دعي له بعض الموظفين، بل وتماديت في سؤال الموظف بلهجتي البدوية «كان عزمتونا» فرد بكل سذاجة وش عندك. اضطررت للتوجه لمكتب المدير بعد أن تعمد الموظف تعطيل إجراءات معاملتي وطلب مني الانتظار، متناسيا المدة التي انتظرتها ريثما ينهي سعادته اجتماعه مع الفول والتميس، ولكن الآخر أيضا كان في اجتماع والسكرتير ينجز المهمة نيابة عنه، ويحيل المراجعين ويشرح على بعض المعاملات !. حرصت قبل المغادرة على التوجه لأحد مساعديه ووجدت الباب مشرعا على مصراعيه، واستقبلني وغيري بكل حفاوة، بل إنه ينجز المعاملات في ثوان معدودة، ولم يحتج لسكرتير أو اجتماع للفول أو التميس. بدأ يحدثني عن خدمات إدارته، وتوزيع الفروع في أرجاء المحافظة، وبداخلي تساؤلات كثيرة، بدأتها باجتماع المدير رغم أن مساعديه في مكاتبهم، لكنه استماح العذر بقوله: «المدير مشغول في معاملاته، لكن سرعان ما يفتح مكتبه لاستقبال المراجعين»، واسترسل في الدفاع، واستحضار الماضي وزحام المراجعين، وكيف تغير الوضع في الإنجاز في ظل الخدمات الإلكترونية وغيرها. لا يختلف حال هذه الإدارة عن غيرها، إذ أن إدارة خدمية كبرى في جدة تمنع دخول المراجعين وخصصت لهم صالة لإنجاز المعاملات، ولو تطلب الأمر الصعود للمكاتب العلوية، يجب الاتصال لأخذ الموافقة بالسماح أو الرفض، ولو كان المراجع محظوظا لوجد له واسطة تساعده على الدخول أو معرفة مواعيد استقبال الجمهور . للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 737701 زين، تبدأ بالرمز 407 مسافة ثم الرسالة [email protected]