لم تغب قضايا الشرق الأوسط عن سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي حسمت أمس بفوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية، بحكم أهميتها، وتأثر الداخل الأمريكي بأحداثها وتطوراتها، وحليفتها إسرائيل التي تمنى عدد من مسؤوليها فوز رومني. وإن حسبت لأوباما بعض النجاحات خلال ولايته الأولى في محاربة الإرهاب، بالتعاون مع الدول الحليفة وفي مقدمتها المملكة، إلا أن ملفات كثيرة يرى المراقبون أن أمريكا لم تتعامل معها كما يجب، وينتظرون تغيرا في التعاطي معها، خاصة بعد فوز أوباما بالولاية الثانية. يأتي في مقدمة هذه الملفات الوضع المتأزم في سوريا، الذي تعاملت معه أمريكا بعيدا عن الحزم المعتاد في تعاملها مع كثير من الأوضاع المشتبهة، فلم تؤكد جديتها في إسقاط النظام، ولم تدع دعم المعارضة، وينتظر أن يكون الموقف الأمريكي أقوى مما كان، لإنهاء معاناة الشعب السوري الذي يعاني من ويلات نظام لا يرحم. كما أن العقوبات المفروضة على إيران للتخلي عن إنتاج الأسلحة النووية المدمرة، لم تعط النتائج المأمولة، ولم تثن النظام الإيراني عن التخلي عن برامجه التي تهدد مصالح دول الخليج، ولعل المطلب الملح مزيد من الضغط الأمريكي على إيران للتخلي عن مطامعها، وتهديداتها لبعض الدول. أوباما أمام اختبار صعب، ومطالب بأن يكون لأمريكا دور قيادي في معالجة قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا، وإيران، وفلسطين، ومواجهة بعض الدول التي غلبت مصالحها، دون النظر لمعاناة بعض الشعوب التي تتعرض للإبادة.