لا ريب في أن نتحاور ونختلف أثناء الحوار طالما الهدف لا يلوثه ميول أو تقفز عليه مصالح «ما» هي اليوم السائدة في وسطنا الرياضي. فتحنا أنا والزميل سعد المهدي في برنامج المنصة أكثر من قوس لحدث معني بالمنتخب وبالأندية، فكانت النتيجة تبني كثيرين لذاك الطرح دونما الإشارة إلى الظروف التي فتح فيها الحوار. فنحن نعاني من الاجتزاز ونعاني من قوم ينظرون للنصف الفارغ من الكوب ونعاني من إدخال أي رأي يطرح فرق الميول. ولا أعني بذلك «شرعنة ما يقال» على أنه الثابت في الحوار بقدر ما أقول إلى أن ثمة بابا فتح يفترض أن نصل من خلاله إلى ما عناه الزميل سعد المهدي على أن هناك أندية تصفي حساباتها عبر المنتخب ويشارك الأندية هذه التصفية إعلام منتم وجمهور متعصب. ولأن المسألة تحتاج إلى فتح آفاق أخرى للحوار، فوجب علينا أن نبقي الأقواس على ما هي عليه حتى يأتي الوقت المناسب للحديث عن أندية ضد المنتخب ومنتخب لا يعترف بكثير من الأندية. فأعتقد أن الحوار في تلك الليلة وقع فيه خطأ استراتيجي برأي دفع تجاه الاتحاد الجديد وآخر تجاه المنتخب، وبين هذه وتلك سجل علينا موقف منحاز لجهة ضد أخرى رغم أن المسمى واحد. امتلأت فرحا وأنا أرى مدرجات ملعب الأحساء تهز الأرض تحت أقدام اللاعبين، فمن حضروا أعادوا لنا العلاقة بين المدرجات والملعب وذكرونا بما مضى. أتمنى بعد نجاح التجربة في الأحساء أن تستمر تجارب المنتخب مع المناطق أبها وجازان والباحة وتبوك والمدينة المنورة والطائف، مع الأخذ في الاعتبار أن ثمة علاقة مبتورة بين المنتخب وجماهيره في الرياضوجدة. أقصد بهذه العلاقة المبتورة أشياء كثيرة ليس منها «الحب» أو «العشق» بقدر ما هي علاقة عدم رضى ليس إلا. حتى ريكاردو الذي اشتهر بالعبوس، ظهر على غير العادة بوجه باش وابتسامة عريضة قلت معها «الحي يحييك». ما زالوا يهرفون بما لا يعرفون وسيظلون على هذا الحال حتى يكبروا، وأقصد يكبرون في العقول وليس الأجسام أو السن. يتعاطى إعلام الاتحاد مع مباراة فريقه القادمة مع الأهلي على أنها الفاصلة في تاريخ الجارين، دونما أن يوضحوا لنا نوعية هذا الفصل، أما الإعلام الأهلاوي فبعضه وليس كله ركب الموجة ليجاري إعلام الجار، وفي النهاية لم نجد من يفسر لنا مضامين الحوار بقدر ما وجدنا من قال لنا «أنتم متعصبون». أوكلت المباراة تحكيميا إلى حكام من العزيزة قطر، وكلنا أمل في أن يكتمل مثلث النجاح في عروس البحر. أوشمت المباراتان بديربي آسيا كمسمى لم يسبق الأهلي والاتحاد على الأقل في المنطقة له أي فريقين. في الملعب أتوقع أن تكون المباراتان في غاية الروعة روحا وأداء، أما خارجه فما زالت الأحداث تتوالى. هل يمرر اتحاد التنس ما حدث لجماهير الأهلي في نادي الاتحاد دون أن يكون له أي قرار، حتى ولو على طريقة جبر الخواطر. أسأل ولا بأس أن ننتظر، فلربما يأتي القرار بحجم الأحداث.