توافدت عشرات العائلات من المواطنين والمقيمين في العاصمة الرياضوالأحساء، إلى كورنيش وادي نمار، والمتنزهات والحدائق والساحات والاستراحات، مستغلين إجازة اليوم الوطني التي وافقت يومي أمس وأول أمس، وبات كورنيش وادي نمار جنوبالرياض، يمثل متنفسا غاية في الجمال والروعة والتنظيم لاسيما وهو يطل على بحيرة اصطناعية تتيح للزائر المتعة والبهجة، والاستمتاع بوقت طويل على ضفاف الوادي. يقول محمد العتيبي، الذي اصطحب زوجته وأطفاله إلى الكورنيش: «رأيت مع أسرتي أنه يجب علينا أن نستمتع بيومي الإجازة، في الاسترخاء والتنزه، لذلك قصدنا متنزه وادي نمار الذي يعتبر نموذجا رائعا لما يجب أن تكون عليه المتنزهات في المملكة»، وأضاف «في مدينة واسعة مثل العاصمة الرياض، كان لابد من إنشاء الكثير من المتنزهات والحدائق النموذجية التي يجد فيها المواطن والمقيم مكانا جيدا للمتعة والاسترخاء من عناء العمل وروتين الحياة اليومية»، لافتا إلى أن ما يميز كورنيش وادي نمار، وقوعه على بحيرة جميلة، فيما توزع المواطنون والمقيمون في شمال الرياض، مابين الاستراحات التي تنتشر في الثمامة، والاستمتاع بالفضاء الرحب على مساحات واسعة من الرمال الذهبية. إلى ذلك أجمع عدد من شباب وفتيات الرياض، على أن كل فرد من أفراد الوطن يتحمل مسؤولية غرس الوطنية في النفوس مع ضرورة الرأي الآخر مهما كان الاختلاف، مؤكدين في أحاديثهم ل«عكاظ» على أنه يجب على الجميع الاشتراك في التوعية بأضرار بث الفتنة والفرقة بين أفراد الشعب الواحد، مطالبين وسائل الإعلام بالاضطلاع بدورها في توعية النشء بالحوار. ودعا الشباب إلى تعميق روح المحبة مؤكدين أن بناء الأوطان لا يتم بإثارة الفوضى والبغضاء وتأجيج الأحقاد والضغائن بين أبناء المجتمع الواحد، مشيرين إلى أنه لابد أن يصل كل فرد في الوطن إلى قناعة بأن انتماءه إلى وطنه أهم وأسمى من انتمائه إلى عشيرته أو قبيلته. وأشار علي الحربي، طالب في جامعة أم القرى، إلى أن الشباب (فتيانا وفتيات) يفتخرون بانتمائهم لوطنهم، مؤكدين أن الاختلافات في الرأي لن تتمكن في بث أية روح للفرقة أو الفتنة، وذلك لأنهم أبناء وطن واحد ولا يهتمون كثيرا بالاختلافات في المذهب أو الفكر، وأضاف الحربي:مهما حدث بيننا من اختلاف في الأفكار، فإن هذا لا يعني الحقد أو زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. وتقول نجاة علي مبتعثة في بريطانيا- إن تعزيز الانتماء الوطني يقع على عاتق المدرسة لخلق مجتمع واع قادر على مواجهة كل من يريد المساس بالأمن والأمان في الوطن، مبينة بأنها اللبنة الأولى لبناء فكر وطني يعزز حس الانتماء للطالب في هذه المرحلة التعليمية المبكرة. وأوضح علي الشهري- جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، أن الوالدين في المنزل عليهما غرس أهمية الحوار وتقبل الآخر في نفوس الأبناء، وأنه لابد من تثقيفهم من ناحية سماع الآراء الأخرى دون تعصب أو تهجم، لافتا إلى أنه بذلك يمكننا خلق أجواء وطنية يسودها الود والاحترام، كذلك المناهج الدراسية التي يجب أن تعمل على غرس روح الأخوة والبعد عن مسببات الفتن ومايعكر أجواء الوطنية لدى الطلاب منذ نعومة أظفارهم. وتشير فاطمة حكمي – جامعة الملك سعود- إلى أن الوطن ملك للجميع، وليس حكرا على قبيلة أو طائفة معينة دون أخرى، وأنه ولترسيخ مفهوم الوطنية في أرواح أبنائه، يجب أن تتكاتف وسائل الإعلام والتعليم للوقوف ضد كل من يحاول أن يشعل الفتنة بين أفراد المجتمع الواحد في الوطن الواحد. وفي الأحساء شاركت جمعية المعاقين في المنطقة، في فعاليات اليوم الوطني بالتضامن مع أمانة الأحساء، وذلك في متنزه الملك عبدالله البيئي بالهفوف. وفي ذات الإطار احتفلت الكلية التقنية بالأحساء باليوم الوطني، فيما تولت القيام بهذه الاحتفالية عدد من لجان العمل، كما احتفلت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء باليوم الوطني، حيث نظمت مهرجانا ثقافيا منوعا تفاعل معه الجمهور الذي حضره من الرجال والنساء والأطفال. فيما نظمت لجنة التنمية الاجتماعية بالخالدية في الأحساء مهرجاناً للأطفال في قاعة أنشطة اللجنة قدم من خلاله مسرح الطفل والمرسم الحر العديد من البرامج والفعاليات. يذكر أن شوارع الأحساء ماجت بالسيارات التي تحمل علم المملكة وبالشباب والأطفال الذين اصطفوا على الأرصفة وتفاعلوا مع المناسبة، كما اكتظت المجمعات التجارية بالعائلات لحضور فعاليات المناسبة في الوقت الذي نظمت فيه مدينة الجفر مهرجاناً تضمن العرضة الشعبية والشعر والمسابقات الثقافية واستعراض الدمى المتحركة.