في خطوة طبية نوعية تعزز فرص علاج المصابين بألزهايمر في المملكة، أعلنت هيئة الغذاء والدواء في المملكة تسجيل دواء "ليكمبي" -Leqembi-، ليكون بذلك أول علاج يُصرّح به محليا لاستهداف المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر، بعد استيفاء متطلبات السلامة والفعالية ومطابقته للمعايير التنظيمية. ويُعد المستحضر، من العلاجات البيولوجية الحديثة التي لا تقتصر على تقليل أعراض المرض فحسب، بل تعمل على إبطاء تطوره عن طريق إزالة ترسبات بروتين "الأميلويد" في الدماغ، وهو العامل الرئيس المسبب لتلف الخلايا العصبية في حالات ألزهايمر المبكر. وتشير تقديرات حديثة إلى أن عدد المصابين بمرض ألزهايمر في المملكة يتجاوز 130 ألف حالة، معظمها تُشخّص في مراحل متقدمة، مما يُصعّب فرص التدخل العلاجي، وتُعد الموافقة على استخدام "ليكمبي" محلياً خطوة باتجاه تمكين المرضى من الحصول على علاج نوعي في وقت مبكر من الإصابة. وحول آلية عمل المستحضر والفئات التي يمكنها الاستفادة منه، أوضحت الدكتورة رؤى عبدالجليل خلاف -استشارية أمراض الأعصاب والذاكرة لدى كبار السن- أن "ليكمبي" يمثل جيلًا جديدًا من الأدوية التي تستهدف الجذور البيولوجية للمرض، وليس أعراضه فقط. وقالت: العلاج يعمل على تقليل تراكمات بروتين "الأميلويد" في الدماغ، والتي تُعد السبب الرئيس في فقدان الذاكرة وتدهور الإدراك لدى مرضى ألزهايمر، وقد أثبت فعاليته في إبطاء تطور المرض بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين تم تشخيصهم في مرحلة مبكرة. وبيّنت أن العلاج يُعطى عن طريق التسريب الوريدي مرة كل أسبوعين، ويُشترط أن يخضع المريض لتشخيص دقيق يثبت وجود تراكمات "الأميلويد" قبل بدء العلاج، مؤكدةً على أن استخدام الدواء يجب أن يتم تحت إشراف طبي متخصص ومراقبة مستمرة للحالة لضمان الأمان والاستفادة القصوى من الدواء. وبشأن توفر العلاج، أفادت هيئة الغذاء والدواء أن "ليكمبي" سيكون متاحاً في المراكز المتقدمة والمستشفيات المرجعية، على أن يتم صرفه بوصفة من طبيب أعصاب معتمد، ضمن بروتوكولات طبية دقيقة تشمل تقييم الأهلية وإجراء الفحوص المتخصصة مثل تصوير الدماغ أو تحليل السائل النخاعي.