لم تكن صورةً عابرة في تطبيق "واتساب".. بل كانت لحظة وجدانية حميمة، استطاعت أن تُحرّك في السعوديين شعورًا أصيلًا بالانتماء والفخر، حين ظهرت صورة حساب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وقد وُضعت فيها "النخلة والسيفان" كرمز رسمي بسيط، لكنها محمّلة بكل معاني الدولة والقيادة والهوية. وفي دقائق قليلة، تحولت هذه الصورة الرمزية إلى ظاهرة رقمية، إذ سارع مئات بل آلاف المواطنين – خصوصًا من فئة الشباب – إلى اعتمادها في حساباتهم الشخصية، دون دعوة أو حملة، بل بدافع صادق وتلقائي، يعكس العلاقة الاستثنائية التي تربط السعوديين بقائد رؤيتهم ومستقبلهم. نبض الشعب وهذا التفاعل لم يكن جديدًا، بل هو استمرار طبيعي لحالات سابقة، أثبت فيها السعوديون أن علاقتهم بولي العهد تتجاوز الإعجاب، إلى الاقتداء، والتعبير العاطفي الحي. ففي إحدى المرات، التُقطت صورة لسموه وقد ظهر فيها عطرًا معيّنًا، وفي ساعات، ضجّت منصات التواصل، وتحوّل العطر إلى حديث السعوديين، حتى نفد من الأسواق، وبعدها بفترة، ظهر سموه مرتديًا جاكيت شتويًّا أنيقًا خلال جولة خارجية، فتحوّل الزي إلى وسمٍ متداول بعنوان #جاكيتوليالعهد، واجتاح محركات البحث. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد شاهدنا أيضًا كيف أن حذاءً شتويًا ارتداه سموه في كوريا الجنوبية، خلال زيارة رسمية، تحوّل إلى أيقونة في الوعي الشعبي، حتى أصبح بعض الشباب يقتنون ذات النمط لا لأنهم يبحثون عن "أناقة" فقط، بل لأنهم يتلمّسون فيها لمسة من قائد يرونه قدوة في الذوق والفكر والحضور. ولي العهد وطموح الشباب وهذه المظاهر ليست تقليدًا ظاهريًا كما يظن البعض، بل تعبير رمزي عميق عن حالة التماهي بين الشعب – خاصة الشباب – وقائدهم، فالأمير محمد بن سلمان لا يُلهمهم بقراراته فحسب، بل بأسلوبه، بلغته، وبساطته، وانضباطه، وحتى في تفاصيله الصغيرة، فهو القائد الذي يشعل الحلم، ويمنحه شكلًا، ويربطه بأرضه وتاريخه، يقرأ الشباب السعودي فيه ملامحهم: الطموح، التصميم، والثقة التي لا تعرف المستحيل؛ لذلك، ليس غريبًا أن يكون ظهوره بصورة رمزية على "واتساب" كافيًا لأن يُصبح رمزًا شعبيًا خلال ساعات. الرمزية تختصر وطنًا بأكمله واختيار سموه للنخلة والسيفين كشعار رمزي في حسابه، لا يحمل طابعًا رسميًا فقط، بل يحمل معنى وجدانيًا عميقًا: النخلة ترمز للخير والعطاء، والسيفان للحزم والقوة، إنهما معًا صورة مصغرة للمملكة التي يقودها نحو المستقبل: راسخة كالنخلة، شامخة كالسيف، ومتجددة في طموحاتها، وحين يضع ولي العهد هذا الشعار في مكان شخصي ك "واتساب"، فهو يقول –بشكل غير مباشر – أن الدولة ليست فكرة مجردة، بل حاضرة في كل مكان، حتى في محادثاتنا اليومية. القائد الملهم وما نشهده اليوم من اقتداء شعبي واسع بولي العهد، ليس من باب التقليد السطحي، بل من عمق العلاقة بين قيادة ملهمة وشعب واعٍ، إنها قصة تلاحم قلّ نظيرها، تصنعها تفاصيل صغيرة، وتغذيها الثقة المتبادلة، وتُترجمها تصرفات عفوية، من شعب يرى في قائده ملامحه، وأحلامه، ومستقبله، ففي كل مرة يظهر فيها سمو ولي العهد، يُضيء شعلة جديدة في درب السعوديين، وفي كل مرة يُلمح فيها الشعب إليه، يُثبت أنه حاضر في القلب، كما هو حاضر في مسيرة الوطن.