من يعملون في فضاءات الإعلام والتواصل الاجتماعي ضد بلادنا "السعودية"، إنما ينطلقون من مبدأ: من يضع الإطار يحصل على النتيجة. هذا المبدأ يُمثلُ قاعدةً معرفيةً وسلوكيةً يُدرك أهميتها المتخصصون في مجال علم النفس وعلم الاتصال والإعلام، وخلاصتها أن لتأطير المعلومات أو الصور تأثيرًا نافذًا على ذهن المتلقي وطريقة فهمه للأحداث ضمن الإطار المرسوم، الذي يخدم مصالح وأهداف من وضع حدوده، ونتيجة التأطير غالبًا عكس الحقيقة. فالثابت أن تأثير التأطير (Framing Effect)، يُحدد للمتلقين كيفية فهم السياقات وما ينتج عنها من مواقف أو قرارات توافق أجندة صانع المحتوى. لا شك أن لأعداء الوطن جهودهم الظاهرة والمتواصلة في بث المعلومات المضللة وتزيف الواقع من حولها، فهم لا يكلون ولا يتوقفون عن مساعيهم المشبوهة أملًا في إعاقة "الحلم السعودي"، المُتطلع نحو النمو والتطور وتحقيق التقدم في كل المحافل العالمية، والاستمرار قدماً نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. نحن نرى، نقرأ، نسمع، ونفهم أن إصرارهم على مهاجمة المملكة العربية السعودية لا يقف عند محاولاتهم خلق حدودٍ للدلالة التي تُمكنهم من التحكم في مساحات التأويل؛ بل يحاولون جهدهم لخلق واقعٍ افتراضيٍ زائفٍ وسرديةٍ بديلةٍ من خلال الإغراق المعلوماتي الموجه ضدها وتهميش الإنجازات الوطنية السعودية وأعمالها الإنسانية! ولنضع الأمور في نصابها، علينا أن نكون في ميدان محاولاتهم، حيث يبثون دعاياتهم الرمادية أو السوداء، بالقطع لا نحتاج لسوقيتهم في الخطاب، ولا لأساليبهم في الكذب والتحريف، بل نحتاج للغتنا الرفيعة، وكلماتنا الثمينة التي تُمثل حضارة الأخلاق الراقية، وهيبة المسلم الكيّس الفطن، الذي لا يؤتى أهلهُ من قِبله. ثم علينا أن نُعمِلَ منهج الاستقراء؛ لنستنطق وثائق التاريخ، التي تشهد بالمواقف القيادية المشرفة لبلادنا مع بلدانهم، وكيف ساندت "سعودية الخير" بلدًا عمته الفوضى وأوشك على السقوط؟ فكانت نعم السند والمعين، وكم من المليارات المُقدمة دون مِنةٍ ولا أذى لبلدٍ ضرب الجوع أطرافه؟ وكم من ملايين الشباب اللائذين بميادين العمل على أراضيها المباركة؟ جاؤوا إلى بلدٍ شمل خيره القاصي والداني، وكم من المشروعات الخدمية والصحية من مستشفيات ومراكز، ومؤسسات تعليمية، وطرقات عُبدت في هذا البلد أو ذاك، لا لشيء إلا أنها مملكة العطاء والبذل. نعم، يُمكنهم أن يؤطروا ما شاؤوا من الأخبار والصور، ويُغرقوا ميادين التواصل الاجتماعي بزيفهم قدر استطاعتهم، وللرد عليهم يكفي أن نفتح نافذةً على التاريخ مطلة على عطاءات ومنجزات بقيادة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، طالت خيراتها داخل المملكة وخارجها سابقاً وحاضراً ولاحقاً، وهم يغرقون بحسرتهم. *إعلامي سعودي