أعادت حادثة سقوط لعبة في الطائف، والتي وقعت الأسبوع الماضي داخل «متنزه الجبل الأخضر» بمنطقة الهدا، فتح ملف الإهمال في مدن الملاهي، بعد أن أسفرت عن إصابة 23 شخصًا، بينهم ثلاث حالات حرجة. الحادثة التي وقعت أثناء تشغيل اللعبة أعادت إلى الواجهة تساؤلات ملحّة حول مدى الالتزام باشتراطات السلامة والصيانة الدورية، في مرافق ترفيهية يقصدها آلاف الأطفال والعائلات يوميًا، مما أثار دعوات متزايدة إلى تشديد الرقابة وتطبيق المحاسبة دون تأخير. شهادات تكشف الإهمال يروي عبدالعزيز الشهراني، أحد أولياء الأمور من جدة، حادثة كادت تتحول إلى كارثة في إحدى ملاهي أبها، حيث توقفت لعبة دوارة فجأة، وبقي أطفاله معلقين في الهواء لأكثر من سبع دقائق وسط صراخ وهلع، دون تدخل فني مختص. وأوضح أن أحد العمال أعاد تشغيل اللعبة بطريقة بدائية، «دون وجود فني صيانة على الإطلاق»، على حد قوله. وفي تجربة مشابهة، تحدث محمود خالد، أحد الزوار، عبر تطبيق «تيك توك»، عن موقف واجهه في إحدى ملاهي جدة، حيث فوجئ خلال حديثه مع مشغّل اللعبة أن الأخيرة لم تخضع لأي صيانة منذ فترة طويلة. وقال: «أثناء تشغيل اللعبة بدأت أفكر في سلامتها أكثر من خوفي منها». أما سارة القحطاني، من سكان جازان، فقد عبّرت عن قلقها بقولها: «كل ما نريده هو اصطحاب أطفالنا إلى مكان آمن، لكن الألعاب تصدر أصواتًا غير طبيعية، ومع ذلك لا تتوقف ولا أحد يتدخل». الرقابة غائبة والمهنيون مهمشون يرى عبدالله فهد، مسؤول السلامة والصحة المهنية، أن ما حدث في الطائف كان يمكن تفاديه لو تم الالتزام بلائحة الدفاع المدني الخاصة بالملاهي. «هناك ألعاب يرتادها الأطفال يوميًا دون أي إشراف حقيقي، ولا توجد ميزانيات واضحة للصيانة لدى بعض المستثمرين»، ويضيف: «لدينا متخصصون تلقوا تدريبًا عاليًا في السلامة، لكن لا يُفعّل دورهم داخل مواقع الألعاب». وطالب فهد بفرض وجود «مسؤول سلامة دائم» في كل موقع ترفيهي، يكون مسؤولًا عن الفحوصات الشهرية، والتقارير، وقرارات الإيقاف العاجل عند ظهور أي خلل. كما دعا إلى حملات تفتيش مفاجئة وعدم الاكتفاء بالإجراءات الورقية. المسؤولية القانونية مشتركة في تعليقهم على الحادث، أوضح محامون ل«الوطن» أن قضية سقوط لعبة الطائف تقع ضمن المسؤولية المدنية والجنائية، وتشمل عدة أطراف: الجهة المشغّلة، فريق الصيانة، مسؤولي السلامة، وأحيانًا الجهات الرقابية نفسها إذا ثبت تقصيرها. وأشاروا إلى أن المتضررين يملكون الحق في المطالبة بالتعويض، وأنه في حال ثبوت الإهمال، تُغلق المنشأة ويحاكم المتسببون وفقًا للائحة الدفاع المدني الخاصة بالملاهي. وأضافوا أن مثل هذه القضايا يمكن أن تتحول إلى نموذج قانوني يُفرض فيه على الشركات والمستثمرين رفع معايير السلامة لتفادي العقوبات. أثر نفسي طويل تؤكد الأخصائية النفسية مها الأحمدي، أن هذه الحوادث قد تخلّف آثارًا نفسية طويلة المدى على الأطفال والبالغين، خاصة إذا ارتبطت بالصدمة أو العجز أو مشهد الإصابات. «الطفل قد يدخل في نوبات هلع أو يُصاب برُهاب من الملاهي مستقبلًا»، وتضيف: «شهدنا حالات تعاني من كوابيس مزمنة بسبب تجارب مشابهة». وشددت الأحمدي على أهمية التدخل النفسي العاجل عقب أي حادث في الملاهي، داعية إلى عدم الاستخفاف بمشاعر الأطفال، أو تجاهل احتياجاتهم النفسية بعد الصدمة. • سقوط لعبة في الطائف يُصيب 23 شخصًا بينهم 3 إصابات خطرة. • شهود عيان يروون مواقف مشابهة في أبهاوجدة. • ضعف الصيانة وغياب الفنيين عوامل متكررة في الحوادث. • مسؤولون يطالبون بتفعيل دور مختصي السلامة في كل مرفق. • المحامون: المسؤولية تقع على المستثمر، والصيانة، والرقابة. • متخصصون يؤكدون أثرًا نفسيًا طويل المدى على الضحايا. • لائحة الدفاع المدني تُلزم بالفحوصات الشهرية وسجل صيانة معتمد. • الدعوة لتشديد الغرامات ومنع تشغيل أي مرفق ترفيهي غير آمن.