تضطرك أمور الحياة إلى أن تذهب إلى هناك تبحث عن موقف لسيارتك يستمر لدقائق قد تطول حتى تصل إلى ساعة أو تقصر إلى أقل من الثانية، فالمسألة حظ ليس أكثر، قد تجد موقفا بجوار المبنى وقد يرمي بك الحظ بعيدا إلى الجهة الأخرى المقابلة البعيدة التي تضطر معها إلى قطع الشارع المزدوج والمزدحم بكل أنواع السيارات والبشر تتعقد أمورك أكثر، لو كنت مرافقا لكبار السن أو مجموعة نساء تحاول أن تستجدي وقوف السيارات القادمة من الاتجاهين بيدك وكل حواسك متوسلا راجيا أن يسمحوا لكم بالعبور دون حوادث مقعدة أو خسائر في الأرواح بعد محاولات عدة يقف لك أحدهم على مضض لتصل المبنى فتجد على مدخله بائعين يفترشون الأرض يعرضون أمامك أكواما من خشب العود الصناعي المغشوش المدهون بزيت أو زبدة ليلمع مع الشمس مع قوارير دهن عود تصيبك بكل أنواع الحساسية والصداع وما لا ينفع معه المسكنات. بجواره (حجة) تعرض على الرصيف المغطى بوسخ الحمام وأكوام التراب وعلب المشروبات والماء فصفصا ولوزا ودوما وحبحبوه وجورو وحلويات ولبانا وبسكويتا وألعابا صينية مضروبة مسرطنة خاصة للأطفال. تدلف بأوراقك، تصادفك أربع درجات مكسورة. تغيرت معالمها واختفى لونها تصعدها بحذر تقودك إلى ممر ضيق أسموه صالة انتظار لا تتسع إلا لعدد قليل من الأشخاص رصت بها كراسي آيلة للسقوط تشقق جلدها وفاحت رائحتها وخرج ما بداخلها من حشو وأسلاك جلسن عليها نساء تسربلن بالسواد مترقبات ينظرن بخوف إلى ولي أمرهن الذي أمرهن بالانتظار حتى يأخذ رقما من الشباك المحشور الضيق المخنوق برائحة العرق والغبار والانتظار، رجل بلغ من الكبر عتيا يتأبط ملفا علاقيا أخضر يجر رجليه جرا ينظر إلى المصعد باستجداء لعله يأتي ولن يأتي فقد ترك الخدمة منذ سنوات ليأخذه إلى الأدوار العليا حيث حوله الموظف إلى هناك دون مراعاة لحالته وعجزه. يغمغم وبيأس يتكئ على أول درجة مكسورة في مشواره الطويل إلى الأعلى ممسكا بالدربزين الخشبي الذي يهتز تحت أصابعه المعرقة بعدد السنين والأيام يتفادى السقوط يسنده من يمشي خلفه ويتحمس الآخرون لمساعدته حاجزا خلفه طابورا طويلا من المراجعين حتى يستطيع صعود الدرج بكل صعوبة يحس معه الباقون أن روحه ستسبقه إلى الأعلى.. في الدور الأول بساط وغبار عالق في كل مكان يثير فيك كل أنواع الحساسية فتسمع العطسات ويتحول المكان إلى همهمات الحمد لله رحمكم الله، فجأة وأنت تمسح أنفك بكم ثوبك بعد أن شاركت الآخرين عطاسهم تسمع صوتا يدوي بين الجموع شاهد لوجه الله لدي معاملة ولابد من إكمال الشهود، وتبدأ المساومات والرجاءات. تدخل إلى الموظف المتربع على كرسيه في غرفة اسودت ستائرها وفسد هواؤها، بجواره ثلاجة ماء صغيرة ومكيف شباك يدوي يخرج هواء حارا رطبا يزيد من خنقة المكان وتلف الأعصاب. يضيع يومك كله بين صعود أو نزول تفتح الأبواب المغلقة تبحث عن من يشهد لك وعن من يزكيك وعن من يختم لك ويصدق على ما تحمل من أوراق. لا المكان بموقعه وتجهيزاته التي غابت يعكس التطور الذي ننشده جميعا في وزارة العدل ووزيرها المثقف .. فمقر كتابة عدل جدة هذا هو حاله لا يتناسب وما ننشده من تطوير لمشروع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لكل مرافق هذه الوزارة .. إن عدد كتاب العدل قد وصل إلى 900 موظف، وتحويل هذه الطاقة إلى المحاكم ربما يساعد على حل الكثير من المشكلات. ويقوم مقام هؤلاء مكاتب المحاماة المتزايدة كل يوم على خريطة الوطن والتي تستطيع أن تقوم بمهمة عمل الوكالات خاصة بعد دخول المرأة هذا المجال وهذا يسهل على الناس الكثير ويقضي على البيروقراطية والإجراءات خاصة أولئك المحامين والمحاميات الذين يملكون المؤهلات الشرعية، وأعتقد أن معالي وزير العدل في زيارته الأخيرة لبريطانيا قد لمس هذا الشيء وعرف بنفسه أن مثل هذه الوكالات إنما تتم داخل مكاتب المحاماة في تخفيف واضح عن المواطن خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة العاجزين عن بلوغ هذا المبنى بأي حال من الأحوال.. الوكالات أصبحت من الضروريات على الأقل في استقدام السائق والخادمة هذه الخطوة تدخل ضمن هندسة إجراءات العمل في وزارة العدل لتسهيل واختصار الإجراءات وتوفير أفضل الخدمات لمن اضطرته ظروفه للجوء إلى مقار كتابة العدل. [email protected] فاكس: 6975040 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة