مؤسف جدا أن تتورط شركة كبرى لها علاقة طويلة وثيقة مع المستهلك في خدعة سخيفة كأن تسجل تأريخ الإنتاج على عبواتها قبل حلوله، ولربما كانت تعتمد على عدم اهتمام المستهلك السعودي بالتدقيق في أي معلومات مكتوبة على أية سلعة غذائية، وفي أحسن الأحوال فإنه ينظر إلى تأريخ انتهاء صلاحيتها لكنه من النادر أن يهتم بتأريخ إنتاجها، ولأن الشركة المذكورة تعرف جيدا مستوى الثقافة الشرائية للمستهلك السعودي فقد جاءته من النافذة بدل أن تأتيه من الباب، لكن النتيجة واحدة في النهاية، استغفال البشر، لكنها هذه المرة وقعت في مطب كبير حين ضبطها متلبسة أحد المواطنين ونشر ذلك في تويتر لتجد وزارة التجارة أنه لا مناص من التفاعل السريع فأعلنت تأكيد الواقعة وأنها بصدد اتخاذ اللازم.. والحقيقة أننا إذا كنا نوجه سهام النقد إلى وزارة التجارة بشكل دائم فلأن علاقة المجتمع معها غير جيدة، بل متوترة لأنه كان يمثل آخر همومها واهتماماتها، ولا بد أنكم تتذكرون ماذا قالت له خلال أزمة الرز ورغيف العيش على وجه التحديد، ناهيكم عن أزمات كثيرة كانت فيها الوزارة أشبه بالواقف ضد المواطن لا معه، وكانت تتلمس الأعذار لصانعي الأزمات المفتعلة أكثر من وقوفها على الحياد بكشف ألاعيبهم ومحاسبتهم عليها. وباختصار، كان الناس يرددون أنها وزارة التجار وليست وزارة تجارة تخدم كل المواطنين.. الآن يبدو أن الوزارة ستمنح الناس فرصة للتفاؤل بعد عدة خطوات نفذتها، هي من أساس مهام الوزارة لكنها لم تنفذ من قبل. فقد اقتحمت أكثر من بؤرة لفساد التجار وشهرت بهم، كما أنها تحاول التواصل التفاعلي مع المجتمع بشكل دائم عبر جهازها الإعلامي وباسم وزيرها شخصيا، الذي أثنى كثير من الناس على كفاءته وسلامته من ملوثات الذمم وحرصه على تغيير الصورة النمطية لهذه الوزارة.. لقد أدى إعلان اسم الشركة المتلاعبة بتأريخ الإنتاج وشركة أخرى مماثلة لها في الشهرة والانتشار إلى ارتياح كبير لدى الناس لأننا لم نعتد التصريح بأسماء الشركات «الثقيلة» عندما تخالف. هذه الخطوة ربما تشير إلى أن الوزارة قد قررت الانحياز إلى المواطن حتى لو كان خصمه من فئة الوزن الثقيل، وسوف نمنحها حسن ظننا هذا الذي نتمنى أن يستمر إلا إذا أجبرتنا الوزارة على تغييره.. وبقي سؤال مهم جدا: هل سنسمع عن عقوبة تطبق بحقهما؟؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]