بدأت الإجازة منذ أسابيع وأحلام السفر والتنقل بين ربوع المملكة أصبحت واقعا. والطريقة الوحيدة لمحدودي الدخل في التنقل هي السفر بالسيارة أو من خلال الطريق البري كما يقال، وقد لا يقتصر ذلك على محدودي الدخل إذ ندخل معهم محبي السفر برا، ومضطري السفر برا لعدم توفر رحلات جوية، إلا أن ما أود الحديث عنه هنا هو تلك الاستراحات والمحطات المتناثرة على أغلب طرق المملكة البرية، أو بالأحرى تلك الأوبئة الفتاكة على جوانب طرق مملكتنا الحبيبة، فهل أبدأ بالمحطات التي يتناثر زيتها في كل مكان ليعبث بملابس مرتاديها في بعض الأحيان، أم حاوياتها المكشوفة على الأرصفة، أم أنتقل إلى الاستراحات المتردية الخدمات، أم المساجد ودورات المياه المرفقة ومستوى النظافة بها! فهي فعلا مرتع لكل وباء قد نتخيله، وشم روائحها قد يؤذي الأطفال الرضع على أقل تقدير، فأين هي العين الحارسة من تلك المحطات والاستراحات والمساجد! وأين هو ذاك القلب الخائف من الله والمتمم لعمله على أكمل وجه! فعلى الأقل ليكن هنالك شروط مبرمة قبل فتح المحطات والاستراحات بأن تتماشى مع رقي الشريعة الإسلامية من نظافة وتتم متابعتها كل حين للتأكد من ذلك، وقد أجزم أنه لولا الصلاة والحاجة للوقود لما وقف مسافر هناك، فما بالك ونحن بلاد الحرمين والعالم بأسره يرتاد مقدساتنا، ويقارن بين «محطاتنا» وغيرها مما قد يراه في الدول المتقدمة. وقد أضحكني وأبكاني في آن معا قول صديقة لي بأنها عندما تسافر لدول مجاورة برا ثم تعود، لا تعرف بأنها وصلت إلى المملكة إلا بتلك المحطات التي أصبحت علامة فارقة في بلدنا الحبيب، فمتى سيتم النظر لحال المسافرين وتوفير احتياجاتهم، ومحاولة إصلاح ما هو موجود، وليعلم الجميع أن من يعبر تلك الطرق بشر وليسوا شيئا آخر كي يرضوا بذلك.