شكل البنك الإسلامي للتنمية لجنة لتقصي الحقائق حول تسرب كميات كبيرة من لحوم مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي إلى وافد من إحدى الجنسيات الأفريقية كان يهدف إلى بيعها لعدد من المطاعم في منطقة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وتمكنت الجهات الأمنية في منطقة مكةالمكرمة من ضبط نحو 100 صندوق ورقي «كرتون» تتبع مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي مع الوافد داخل إحدى السيارات الكبيرة رغم محاولات إخفائها، في طريقه لترويجها على عدد من المطاعم المختلفة في المنطقتين. وأكد ل«عكاظ» المشرف العام على مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي موسى العكاسي أن اجتماعا عاجلا عقد نهاية الأسبوع المنصرم للتباحث حول تسرب الصناديق الورقية «الكراتين» الخاصة بالمشروع، مشيرا إلى صدور توصيات بتشكيل لجنة عاجلة لتقصي الحقائق لمتابعة القضية عن قرب. وبين العكاسي أنه تم على الفور إيفاد مندوب من المشروع إلى مكةالمكرمة بهدف التنسيق مع الجهات الأمنية في منطقة مكةالمكرمة لرصد التحقيقات المبدئية والرفع بتقرير عاجل عن نتائج التحقيقات، مشيرا إلى أنه حتى هذه اللحظة لم نتمكن من معرفة حقيقة الأمر، ونتائج التحقيقات سوف تقود إلى الطريقة التي استطاع من خلالها الوافد الأفريقي الحصول على هذه الكمية الكبيرة من الصناديق الورقية التي تحوي لحوم المشروع. وتوقع عددا من الاحتمالات التي سوف تؤكدها نتائج التحقيقات: «إما سرقة اللحوم من مواقع الجمعيات الخيرية أو تورط أحد العاملين في تلك الجمعيات بتسريب الكميات المضبوطة، أو حصول الوافد على الكميات المضبوطة من المجازر خلال فترة الحج». يذكر أن هذه هي الحالة الثانية لضبط كميات كبيرة من الصناديق الورقية «الكراتين» والتي تتبع لمشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي يتم بيعها، حيث سبق أن رصدت الجهات المختصة قبل نحو عام ونصف العام قيام أحد مراكز بيع التجزئة في المدينةالمنورة ببيع اللحوم داخل المركز بمبلغ 15 ريالا للكيلو الواحد، الأمر الذي دفع حينها رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي لتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في الواقعة تحت إشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة، حيث طالت التحقيقات عددا كبيرا من الجمعيات الخيرية في المدينةالمنورة والتي تتولى عملية توزيع تلك اللحوم، وقادت التحقيقات إلى تورط عدد من الوافدين العرب في بيع تلك الصناديق الورقية بعد الحصول عليها من الجمعيات الخيرية. يذكر أن لحوم مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي يتم توزيعها على عدد كبير من الفقراء والمحتاجين خلال الفترة من أول أيام عيد الأضحى المبارك وحتى اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة، وذلك بعد وضعها في صناديق ورقية محكمة الإغلاق، حيث يحتوي كل صندوق ورقي على نحو 13 كيلو جرام، وبعد ذلك يتم توزيع عدد من لحوم المشروع على الجمعيات الخيرية داخل المملكة وذلك بالتنسيق المباشر مع إمارات المناطق التي تزكي تلك الجمعيات، ثم تبدأ المرحلة الأخيرة من التوزيع بعد انتهاء موسم الحج وهو توزيع لحوم المشروع إلى نحو 25 دولة إسلامية وفق ضوابط وإجراءات دقيقة.