اتفقت قبائل عضيدات في بني عمرو جنوبي المملكة، على دعم الفتيات والشبان في المنطقة المقبلين على الزواج وتسهيل مجرياته، من خلال وثيقة خاصة تحدد مهر العروس وعدد الأشخاص المدعوين لحضور مراسم الزفاف. وتهدف الوثيقة حسب ما ذكره شيخ قبائل بن عمرو عبد الله بن جاري إلى التخفيف من الأعباء التي تصاحب حفلات الزواج من مهر ومصاريف تثقل كاهل الشباب، ما يؤدي إلى عزوفهم عن مشروع الزواج، خشية الدخول في مأزق الديون والتكاليف الباهظة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الوثيقة ستساهم في خفض ظاهرة العنوسة في المنطقة والتي أخذت ترتفع بشكل ملحوظ بين الفتيات بسبب ارتفاع المهور والتكاليف المصاحبة للزواج. وأشاد ابن جاري بتكاتف أبناء القبيلة والتوقيع على الاتفاقية التي ستفتح الباب أمام الشباب والفتيات للزواج بشكل يضمن لهم حياة كريمة، وأسرة متوزانة تستطيع مواجهة الحياة بشكل جيد ومستقر منذ البداية. من جانبه، فيما أوضح نائب قرى العاسرة محمد بن عبد الرحمن سليمان أن الاتفاقية تهدف إلى التيسير على الشباب الراغبين في الزواج، وقد وافقت قبائل عضيدات على بنود هذه الاتفاقية مما أسهم في مساعدة الشباب الذين يرغبون في إكمال نصف دينهم. مبينا أن الوقت الحالي يحتاج فيه الشاب إلى من يقف بجانبه، خاصة في الأمور المكلفة مثل الزواج، لذلك وجدت القبلية أهمية وضع اتفاقية لصالح الشباب والفتيات. وكشف ابن سليمان أن وثيقة الزواج الخاصة بقبائل عضيدات تم اعتمادها وتنفيذها فيما تضمنت بنودها قيمة المهر للبكر والذي حدد ب 20 ألف ريال للبكر و15 ألف ريال للثيب شاملة ذهب الزوجة ومبلغ ثلاثة آلاف ريال لشنطة الخطبة. فيما حدد عدد الأشخاص المعنيين بحضور الخطبة أو عقد القران وأن لا يتجاوز العدد 15 شخصا بما فيها أقارب الزوج، وأن يولم المضيف أكثر من ذبيحتين فقط. وأضاف ابن سليمان أن العدد المسموح لهم بالحضور في يوم الزفاف أقتصر على عشرين شخصا يتشاركون في ثلاث ذبائح فقط. فيما استبعدت الوثيقة الوجبات الأضافية، في الخطبة أو في الزواج حتى لايكون هناك كلفة على أهل العروس وحماية للنعمة من التبذير والإسراف. كما نصت الوثيقة على منع استعمال الموسيقى في حفلات الزواج، إضافة إلى عدم الاشتراط على الخاطب أو المتزوج تقديم مبلغ لأم الزوجة أو أي من أقاربها، كما يمنع منعا باتا دخول الكاميرات والجوالات المزودة بتقنية التصوير إلى قاعة النساء. واشترط الوثيقة على العريس وولي العروس أداء اليمين عند يوم الزفاف تأكيدا للالتزامهم ببنود الوثيقة وعدم الإخلال بها، فيما يتم تغريم المخالف غرامة مالية ألفي ريال يتم إيداعها في صندوق القبيلة التكافلي. وأشار ابن سليمان، أن الوثيقة تلزم والد العروس دفع مساهمة مالية للعريس في حال أقام حفل الزفاف في استراحة سواء في المدينة أو القرية، فيما يتكفل العريس بتحمل التكاليف الأخرى، مؤكدا أن الوثيقة ساهمت وبشكل كبير في مساعدة شباب قبائل عضيدات على الزواج، بعد أن تم إلغاء كافة التكاليف الباهظة التي كانت تصاحب إجراءات الخطوبة والزواج.
