ساهمت الكاميرات الحرارية والمناظير الليلية التي تعد ضمن مشاريع وزارة الداخلية على الشريط الحدودي في ضبط أعداد كبيرة من المتسللين والمهربين الذين يسعون للدخول إلى الأراضي السعودية بعد غروب الشمس. ويقف خلف تلك الكاميرات والمناظير ضباط وأفراد يعملون في خندق واحد يتعاضدون من أجل وضع طوق أمني لحماية الحدود بكل شجاعة وروح عالية، ظهر ذلك في الكميات الكبيرة التي يسقطها الرجال في كل مساء من الأسلحة والمخدرات والأغنام والمتسللين أنفسهم. كانت جولة «عكاظ» الليلية مع قطاع حرس الحدود التابع للخوبة في منطقة جازان، كفيلة بالغوص في غمار هذه الجهود التي يبذلها الجنود المجهولون يرتبطون بشبكة قيادة وسيطرة تختزل العديد من التجارب التي تؤهلهم للتوجيه والسيطرة على الشريط الحدودي. درع واقٍ العقيد معيض الجبعان مسؤول قطاع الخوبة ويشكل مع مساعدة ومنسوبي القطاع درعا حصينا على الشريط الحدودي رغم المساحات الشاسعة والمناطق الوعرة التي يقصدها المهربون والمتسللون في تلك القرى. الجبعان يؤكد أن المجسم المصغر في مركز العمليات في الخوبة والذي يوضح عليه كافة التضاريس والجبال والأودية ونقاط التمركز، ساهم بشكل كبير في سهولة الحركة والسير لأفراد حرس الحدود، فالبلاغ عندما يصل للعمليات يتم تحديد المنطقة وتوجيه أقرب فرقة أو مركز لإنهاء المهمة، التي لا تستغرق الوقت الكثير من خلال قطع خط الرجعة على المهربين والمتسللين قبل فرارهم أو عودتهم للحدود. ضحايا المهربين في تلك الجبال الوعرة يقف رجال حرس الحدود في مواجهة الخطر والموت، من خلال مراقبة كل من يحاول الدخول عبر الخطوط المشبوهة سواء من المتسللين أو المهربين. ومن خلال الجولات الليلية ل«عكاظ» على عدد من النقاط الحدودية، لمسنا الدور الذي يقوم به رجال الحرس رغم وعورة الطرق والجبال، ومع ذلك يتعرضون للقتل، ولعل الشهيد محمد الزيلعي من منسوبي القطاع الذي ضحى بحياته، من أجل القبض على مهربين أحد النماذج المميزة، ويتعرض الكثير منهم للسقوط من الجبال والمنحدرات والحوادث المرورية عند مطاردة المهربين، فضلا عن تعرضهم للدغ الثعابين والعقارب، وهذا ما شاهدناه في مرافقة رجال الحرس ليلا على الشريط الحدودي. انتقلنا من الجبال الوعرة في الجولة إلى السواحل البحرية، حيث تم التوجه إلى مركز مرسى الحافة الذي تبحر من خلاله عدد من «الفلوكات» إلى الصيد أو لنقل البضائع والركاب إلى جزر فرسان. العقيد عيسى عمر المشرف على وحدة الحافة، أكد أن كافة «الفلوكات» التي تغادر تتوافر بها وسائل السلامة من الطفايات وأطواق النجاة، كما يتم الاتصال بالقيادة بشكل متواصل ومتابعة وصولها. وأشار العقيد عمر إلى أن هناك إجراءات تتخذ لمواجهة تهريب الممنوعات عبر الوسائل البحرية، وهذه الإجراءات تطبق على الجميع بما فيها الأقسام النسائية، حيث تتولى نساء التفتيش للمغادرات، سواء بواسطة «الفلوكات»، أو العبارات، وكذلك أثناء العودة إلى المرسى يتم التفتيش لكل الواصلين. واعتبر المقدم علي الكنعاني من منسوبي القطاع، تأخير الصيادين عن الوقت المسموح يعد مخالفة، وفي هذه الحالة يتم أولا البحث عنهم، تحسبا لأي خطر قد يكون قد واجههم، وفي تأخر الصياد دون أسباب خارج إرادته يتم فرض العقوبة عليه. وفي جانب الصيانة تقف سواعد وطنية شابة ومتدربة بصيانة السفن والزوارق البحرية. المراقبة البحرية وحول المراقبة البحرية قال النقيب سعد الحقباني (من منسوبي حرس الحدود في جازان)، نقوم بجولات ميدانية واسعة، ومتابعة كافة التحركات الغريبة التي يرصدها «الرادار» في عرض البحر، وتتم مواجهة المحاولين للتسلل بحرا، حيث تتوافر عدد من الوسائل المختلفة بعيدة ومتوسطة المسافة لهذا الخصوص. حصيلة الجولة كانت جولة «عكاظ» ولمدة أسبوع متواصلة، كفيلة بكشف ما يقوم به رجال حرس الحدود والجهات الأمنية الأخرى من جهود للحفاظ على أمن الوطن، وأحقية العاملين في الميدان للعديد من البدلات يأتي في مقدمتها، بدل العدوى للعاملين في سيارات النقل والبصمة والتوقيف في المراكز لاحتكاكهم المباشر بالمرضى.