العملات التذكارية هي مجرد نماذج لعملات ورقية أو معدنية، وترتبط بحدث أو مناسبة معينة، ولم تكن مطروحة حين إصدارها للتداول كعملات نقدية، بل لكي تكون بمثابة تذكار دائم لما صدرت من أجله، وتوثق للحظة تاريخية معينة. ويعتبر جمع واقتناء العملات التذكارية هواية شائعة عند الكثيرين، وتلجأ بعض دور سك العملات في الكثير من دول العالم إلى إصدار عملات معدنية تخلد أحداثا تاريخية مهمة ومناسبات وطنية وقومية في حياة الأمم والشعوب، وتحيي ذكرى العديد من الزعماء والقادة، بحيث يستطيع هاوي جمع العملات التذكارية وغيرها أيضا، أن يتعلم من خلالها شيئا عن شخصيات مشهورة أو أحداث معينة في تاريخ دولة ما من الدول. وفي المملكة العربية السعودية صدر الكثير من العملات التذكارية في مناسبات وطنية مختلفة، مثل مؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز، ولرائد التضامن الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وتأسيس مؤسسة النقد السعودي، وافتتاح جسر البحرين، وريال المئوية التذكاري بمناسبة مرور 100 عام على توحيد البلاد، كما أصدر مصرف قطر المركزي عملة تذكارية تحمل شعار مجلس التعاون الخليجي، و6 عملات أخرى لقادة دول المجلس. ويقوم بعض العاشقين لتلك الهواية والمحترفين لها بتنظيم مقتنياتهم منها، بحيث يضعون عملاتهم في ألبوم خاص باعتبارها أعمالا فنية، وجزءا من التراث، ويتم إدراج فهرس خاص لتلك العملات يتضمن تصنيفات ومعلومات تفصيلية مختلفة عنها، ويشاركون بها في معارض فنية وتراثية تتزامن أحيانا مع الاحتفالات بمناسبات وطنية معينة. وقد تتحول العملة الوطنية الحديثة لدولة ما أو لعدة دول في وقت واحد إلى ما يمكن اعتبارها عملة تذكارية، نظرا لإلغائها للدخول في عملة موحدة لمنطقة جغرافية ما، كما حدث بالنسبة للعملات الأوروبية بعد أن حل «اليورو» محلها، أو إذا ألغيت العملة الوطنية لصالح تداول عملة أقوى، كما حدث في بعض دول أمريكا الجنوبية، مثل الإكوادور وبنما والسلفادور، والتي تخلت عن عملاتها الوطنية واستخدمت بدلا منها الدولار الأمريكي، حيث ارتفعت أسعار العملات الحديثة الملغاة في تلك الدول، وعلى سبيل المثال، يتجاوز سعر عملة بنما المسماة «بلباوا» أكثر من 25 دولارا، في حين أن قيمتها الفعلية قبل الإلغاء لم تكن تتجاوز دولارا واحدا فقط. [email protected]