منح وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، أمين العاصمة المقدسة صلاحيات جديدة تخص تطوير الأحياء العشوائية داخل النطاق العمراني، وبما يضمن سير الخطط التنموية وتذليل كافة العقبات التي تعترض طريقها. تمكن الصلاحيات الجديدة أمين العاصمة من اتخاذ القرار المناسب لحل أي معضلة تعترض طريق التطوير دون الحاجة للعودة للوزارة، وتحديد أراض داخل تلك المناطق العشوائية للمرافق الحكومية واعتمادها فورا، وخصوصا فيما يخص توفير أراضي المدارس الحكومية. وأبلغ «عكاظ» أمين العاصمة المقدسة أن مشروع السماح بتعدد الأدوار في أحياء مكةالمكرمة الذي رفعت به الأمانة للوزارة قبل ستة أشهر في مراحله الأخيرة، بعد أن أجريت التعديلات التي طلبتها الوزارة على الدراسة المتعلقة به، وسيعلن عن آلية تنظيمه خلال أسابيع مقبلة. وكشف البار عن إنشاء شركة تحت مسمى «ضيافة البلد الأمين» تعنى بتقديم خدمات سياحية نموذجية من خلال إنشاء ما يسمى مطار المدينة وهو المحطة الأخيرة للمسافرين من مكة، حيث تخصص محطة تستقبل إنهاء إجراءات السفر ونقل العفش بواسطة القطار أو الحافلات، وتسهيل مهمة المسافرين من مكة إلى مطار الملك عبدالعزيز، وكذلك إنشاء محطات نموذجية في طريق مكةالمدينة تكون مجهزة بكل المتطلبات وذات طابع معماري فريد وحديث، إلى جانب التسويق الإلكتروني لمكة من خلال إنهاء كافة متطلبات القادم لمكة إلكترونيا. ووصف ما تشهده مكة حاليا بالمرحلة الذهبية، كونها تحظى بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين، وهذا ما يجعل الأمانة تحرص على توفير أراضي خدمات عامة في مكة، لا سيما في مجال دعم التعليم، حيث تعمل الأمانة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم على توفير أراض في كافة الأحياء للتخلص مع المباني المستأجرة للمدارس، حرصا على توفير مناخ تربوي يخدم العلمية التربوية والتعليمية، وقد منحنا صلاحية من الوزارة لتحديد أراض للمرافق الحكومية. وأضاف أن شركة البلد الأمين باتت تمارس مهماتها التطويرية وفق منهجية تركز على خطط تنموية مدروسة، حيث شرعت في تنفيذ مشاريع الإسكان الميسر التي ستردم فجوة الإسكان في مكة. وقال «شرعنا في تنفيذ أول المشاريع وهو الإسكان الميسر، كما أن الأمانة سلمت هيئة الإسكان أراضي بمساحة 4.3 مليون متر مربع لتنشئ عليها الوحدات السكنية التي جاء الأمر الملكي بتنفيذها، كما خصصت الأمانة موقعا تزيد مساحته على مليون م2 للهيئة في الجموم، والتزمنا كذلك بتسليم ثلاثة مواقع أخرى للهيئة، فضلا عن المواقع الأخرى في المحافظات والقرى والتابعة، لذا فالأوامر الملكية التي وضعت 250 مليار ريال في خزينة هيئة الإسكان ستكون في ردم فجوة الإسكان، لذا خصصنا مواقع تقارب 8 ملايين م2 لهذا الغرض في مكة». وبين أمين العاصمة المقدسة «أن مشاريع تطوير العشوائيات ليست مرحلية كما يعتقد البعض، بل هي مشاريع تحتاج إلى فترة زمنية طويلة ولا بد أن يتحمل المواطن تلك الفترة لتكون مكة مدينة نموذجية في المستقبل، حيث إن مشروع القطارات سيحل أزمة النقل في مكة جذريا وهو المشروع الحلم الذي سينفذ خلال سبعة أعوام على أربع مراحل، وسيحقق هذا المشروع أرباحا من سنته الأولى، وسيكون الدخل فقط من التذاكر نحو مليار و700 مليون ريال، منها مليار و330 مليون للتشغيل والصيانة و400 مليون أرباحا في أول عام تشغيل، وهذا يؤكد أن هذا المشروع ناجح بكل المقاييس. وأوضح أن الدراسة الفنية خلصت إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مدينة مكةالمكرمة، وهي مكونة من أربعة خطوط مترو، يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 180 كيلومترا و88 محطة وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكةالمكرمة. وأظهرت الدراسة أنه وفقا للتعداد الأخير للسكان، بلغ عدد سكان مكةالمكرمة نحو 1.8 مليون نسمة، كما تجذب العاصمة المقدسة نحو مليوني حاج وأكثر من 5 ملايين معتمر (من الخارج) سنويا، فيما توقعت الدراسة أن ينمو عدد سكان مكةالمكرمة خلال 20 عاما، ليصل إلى أكثر من 2.5 مليون نسمة في العام 1451ه. وأشار البار إلى أن ميزانية الأمانة تضاعفت بما يضمن تحقيق كافة المشاريع، مشيرا إلى أن الزيادة في الباب الرابع من الميزانية قفزت إلى أربعة أضعاف، حيث كانت في عام 1425 ه 100 مليون ريال، وبلغت الآن 583 مليون ريال، والزيادة العامة في الميزانية بلغت 4 مليارات ريال.