رغم تزايد الضغوط الدولية وتدفق بيانات الترحيب بخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بشأن وقف القتال في غزة، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية وأسفرت عن مقتل 27 فلسطينياً على الأقل، وذلك في غارات وإطلاق نار بمناطق عدة، أبرزها معبر نتساريم ومنطقة المواصي. ويأتي هذا التصعيد بينما أعلنت حركة حماس أنها ستدرس المقترح الأمريكي داخلياً ومع الفصائل الفلسطينية قبل تقديم رد رسمي، في وقت ينظر فيه المجتمع الدولي إلى الخطة باعتبارها فرصة نادرة لوقف الحرب المستمرة منذ قرابة عام. القتال مستمر وقالت المستشفيات المحلية إن 17 شخصاً قُتلوا وأصيب 33 آخرون عند معبر نتساريم أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية. كما أسفرت غارات جوية إسرائيلية على خيام في منطقة المواصي عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم عائلة كاملة. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً أنه استهدف أكثر من 160 موقعاً تابعاً لحماس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مؤكداً سقوط مقاتلين فلسطينيين. أما وزارة الصحة في غزة، فأعلنت أن عدد القتلى تجاوز 66 ألفاً منذ بدء الحرب، وأن النساء والأطفال يشكلون نحو نصف الضحايا، بينما يعاني القطاع من نزوح واسع ومجاعة متفاقمة. ردود الفعل: الأمريكية والإسرائيلية وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب من البيت الأبيض إن أمام حماس «ثلاثة أو أربعة أيام» للرد، ملوحاً بدعم كامل لإسرائيل إذا رفضت الحركة المقترح. وأضاف أن الخطة لا تترك مجالاً واسعاً للتفاوض، وأن واشنطن ستسمح لتل أبيب باتخاذ «إجراءات حاسمة» ضد حماس في حال الرفض. في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية جدعون ساعر، قبول إسرائيل بالخطة واعتبارها أساساً لإنهاء الحرب. وأوضح ساعر أن على حماس أن تحدد موقفها، متهماً إياها بمحاولة الالتفاف على الاتفاقات السابقة. العربية والإسلامية ورحبت السعودية، قطر، مصر، الإمارات، الأردن، تركيا، باكستان، وإندونيسيا بالمقترح. وجاء الموقف السعودي عبر جلسة مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث شدد البيان على أهمية منع ضم الضفة الغربية وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وربط ذلك بجهود الرياض لدعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. وأكدتا مصر وقطر، اللتان نقلتا المقترح إلى حماس، على استعدادهما لمواصلة الوساطة. فيما شددت الأردنوالإمارات على ضرورة إعادة الإعمار ومنع النزوح، بينما رأت تركيا أن قواتها البحرية مستعدة لدعم أي مهام إنسانية في شرق المتوسط، بخاصة مع تزايد التحركات الشعبية لكسر الحصار على غزة. الأوروبية واعتبرت فرنسا أن حماس ليس أمامها خيار سوى إطلاق سراح الرهائن والالتزام بالخطة، فيما دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى التفاعل بإيجابية. ألمانيا وصفت الخطة بأنها «أفضل فرصة لإنهاء الحرب»، بينما أكد المستشار فريدريش ميرز ضرورة إنهاء معاناة الرهائن الألمان. ووصفت إسبانيا، التي انتقدت مراراً السلوك الإسرائيلي عملياته بأنها إبادة جماعية، ورحبت بالمقترح الأمريكي لكنها جددت تمسكها بحل الدولتين كخيار وحيد. رئيس الوزراء بيدرو سانشيز شدد على ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة. الروسية والصينيةوالأممية وأعلن الكرملين ترحيبه بالجهود الأمريكية، وأكد المتحدث دميتري بيسكوف أن موسكو على استعداد للمساعدة إذا طُلب منها. في حين جددت الصين دعمها لحل الدولتين ودعت لوقف فوري لإطلاق النار وتخفيف الكارثة الإنسانية. أما الأممالمتحدة، فعلى الرغم من عدم مشاركتها المباشرة في صياغة الخطة، فقد أكدت استعدادها لزيادة إيصال المساعدات عبر وكالاتها والهلال الأحمر الدولي. الآسيوية والأوقيانوسية ووصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخطة بأنها «مسار قابل للتطبيق للسلام»، وأعرب عن أمله في توحيد الجهود الدولية خلفها. من جانبه، دعا رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز جميع الأطراف إلى تحويل الخطة إلى واقع، مؤكداً رفض بلاده للضم والتهجير، ومشيراً إلى اعتراف بلاده الأخير بدولة فلسطين إلى جانب بريطانيا وكندا. الفلسطيني الرسمي والشعبي ورحبت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بالخطة، وتعهدت بإصلاحات تمهد لعودة السلطة إلى غزة وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية غير مسلحة. في المقابل، عبر العديد من سكان غزة عن شكوكهم، معتبرين أن المقترح «استسلام» يكرس السيطرة الإسرائيلية، بينما يرى آخرون أنه ينفذ جميع مطالب تل أبيب دون تقديم تنازلات. استمرار الأزمة الإنسانية والهجمات الأخيرة في غزة، التي أوقعت عشرات القتلى المدنيين، تعكس الفجوة بين الواقع الميداني والدعوات الدولية للتهدئة. ورغم تزايد الضغوط على حماس وإسرائيل، فإن استمرار القصف والانتهاكات يعزز المخاوف من أن تبقى أي هدنة مؤقتة رهينة للتجاذبات السياسية والميدانية. أبرز شروط خطة ترمب للهدنة • وقف فوري لإطلاق النار. • نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية. • إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة من القبول. • إدارة دولية للقطاع تحت إشراف «مجلس سلام» بقيادة ترمب وتوني بلير. • نشر قوة أمنية دولية وتدريب شرطة فلسطينية محلية. • منع الضم الإسرائيلي للضفة الغربية. • إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأممالمتحدة والهلال الأحمر. • البدء بإعادة إعمار غزة تحت إشراف دولي.