تواصلت الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، أمس (الاثنين)، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، فيما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات بإخلاء منازل حول مجمع الشفاء الطبي، المكتظ بالمواطنين والنازحين. وأفادت وكالة" وفا" أن 23 مواطنًا فلسطينيًا قتلوا، وأصيب آخرون في غارات متفرقة على أنحاء القطاع. وشملت الهجمات قصف مبنى المجلس الطبي الفلسطيني في منطقة الكتيبة غرب مدينة غزة؛ ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة. وفجّرت القوات الإسرائيلية مجنزرات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات لتدمير منازل المواطنين في منطقة النصر غرب غزة، ونفذت عمليات نسف في محيط أبراج المخابرات شمال غرب المدينة. وأسقطت طائرات مسيّرة من نوع "كواد كوبتر" أكثر من 50 قنبلة متفجرة على مناطق متفرقة، تركزت في منطقتي السامر والخدمة العامة. وفي خطوة ميدانية مثيرة للقلق، أنذر الجيش الإسرائيلي أربع مبان سكنية متعددة الطوابق في شارع أبو حصيرة بالإخلاء الفوري تمهيدًا لقصفها، ما تسبب بحالة من الهلع بين مئات الفلسطينيين الذين خرجوا مسرعين دون أي مستلزمات أساسية. وتتم عمليات الإنذار عادةً عبر الاتصال المباشر مع السكان أو عبر منشورات رسمية، بحسب شهود عيان. يأتي هذا التصعيد ضمن عملية "عربات جدعون 2" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في 11 أغسطس الماضي، التي تضمنت نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصفًا مدفعيًا، وإطلاق نار عشوائيًا، وتوغلًا بريًا، إضافة إلى عمليات تهجير قسري لسكان مناطق عدة في مدينة غزة. وعلى الرغم من المخاطر الجسيمة، رفض نحو 900 ألف فلسطيني النزوح من المدينة إلى مناطق جنوب القطاع، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي، مع استمرار المخاطر اليومية على المدنيين جراء القصف المستمر.