كشفت تغطيات أجهزة الإعلام المختلفة، خاصة القنوات الفضائية، للأحداث التي دارت وتدور في مصر عن خلل واضح في الدور الذي ينبغي أن ينهض به الإعلام في مثل هذه الحوادث والهوية التي ينبغي أن يلتزم بها والتي من شأنها أن تحدد الدور وترسم خطة العمل لمتابعاته وتغطياته لتلك الأحداث أو ما يمكن أن يماثلها من أحداث أخرى. وقد اتضح من خلال الرصد لمتابعات كثير من الأجهزة والمؤسسات الإعلامية أن أغلبها فرط في مفهوم الحياد الذي ينبغي أن يتسم به والنزاهة التي من المفترض أن تكون السمة الملازمة التي يحرص عليها كل الحرص ووقعت تلك المؤسسات والأجهزة في خطأ الانحياز لطرف دون آخر وهو انحياز قادها إلى الخروج عن الموضوعية والاعتدال مما انتهى بها إلى الوقوع في التهوين أو التهويل من شأن ما يحدث وكذلك عدم تحري الدقة والمصداقية فيما تنقله لمشاهديها فكل ما يهمها هو أن تنحاز إلى طرف من الأطراف وتتبنى الدفاع عنه أو مهاجمة الطرف الآخر وذلك على حساب الحقيقة ووعي المتابعين لتلك القنوات. وقد أثبتت الأحداث الأخيرة خطورة وأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في التأثير على الشعوب وتحديد مستقبلها وهو ما يؤكد على أهمية أن تعي مؤسسات الإعلام هذا الدور وتعمل من منطلق تحملها لمسؤوليتها فلا تصبح مجرد وسائل تستهدف تهييج الجماهير حينا أو تشويه صورة الجماهير حينا آخر وتضليل المشاهدين في كلا الموقفين المنحازين اللذين تتخذهما. دور الإعلام أصبح أكثر خطورة من أن يتجاهل القائمون عليه الرسالة التي ينبغي عليهم أن ينهضوا بها والتي تعتمد الحرص على مستقبل الأمة وسلامة الشعوب كقاعدة أساسية تسبق أي محاولة للحصول على سبق إعلامي أو الظفر بأكبر شريحة من المتابعين. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة