أكد نائب أمين عام الجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن الجامعة تدعم وتحترم إرادة واختيار الشعب التونسي وتطالبه، في الوقت نفسه، بالهدوء والتحلي بالحكمة والتهدئة والاحتكام إلى الدستور، فضلا عن الحفاظ على المكتسبات التي حققها. وأفاد بن حلي في حديث ل«عكاظ» أن الجامعة العربية تتابع عن كثب التطورات على الساحة التونسية من خلال الاتصالات المكثفة التي أجراها الأمين العام عمرو موسى بهدف استقرار الأوضاع الداخلية، مؤكدا أن تونس دولة مؤسسة في الجامعة ويهمنا استقرارها وسلامتها. وكانت جامعة الدول العربية قد دعت أمس كل القوى السياسية التونسية وغيرها الحفاظ على السلم والخروج بتونس من الأزمة بعد تنحية الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة وسط احتجاجات. وفي أول بيان من نوعه في العالم العربي بشأن التطورات الداخلية لدولة عربية، بحسب نائب الأمين العام ، دعت الجامعة العربية جميع القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسؤولين للتكاتف والتوحد للحفاظ على مكتسبات الشعب وتحقيق السلم الأهلي، داعية إلى الهدوء وحث التونسيين على التوصل إلى توافق وطني حول سبل إخراج البلاد من هذه الأزمة، وبما يضمن احترام إرادة الشعب التونسي. من الجدير بالذكر أن زين العابدين بن علي أقصي نهائيا من السلطة في البلاد. وكان المجلس الدستوري أعلن أمس عن «شغور السلطة»، وعين رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع رئيسا للبلاد بالوكالة كما ينص الدستور. واستند هذا التغيير المفاجئ إلى الفصل 57 من الدستور، وذلك بناء على طلب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الغنوشي الذي أعلن توليه الرئاسة بالوكالة بعد مغادرة زين العابدين بن علي نزولا عند ضغط الشارع. وجاءت التطورات في خضم التحضير لمسيرات في عدة مدن تونسية للمطالبة بتنحي محمد الغنوشي من رئاسة الدولة التي لم يتولها سوى أقل من 24 ساعة. ويجري الإعداد لهذه المسيرات رغم فرض حالة الطوارئ التي تحظر أي تجمع على الطريق العام وتسمح لقوات الأمن باستعمال الرصاص ضد الذين ينتهكون هذا القرار. وقد تم تعيين الغنوشي بناء على الفصل 56 من الدستور والذي يترك الباب مفتوحا لعودة زين العابدين بن علي لكن طعن فيه القانونيون وقسم من المعارضة والشارع.