لا أعتقد أن طلاب المدارس لدينا يرقصون في حفلاتهم المدرسية الراب والهيب هوب والبريك دانس، كما أنني استبعد أن ترقص طالبات المدارس في حفلاتهن المدرسية الفالس والفلامنكو والتشا تشا والسامبا والرومبا، ولذلك تساءلت عن الرقص الذي عنته وزارة التربية والتعليم في توجيهها الذي تضمن منع الرقص في الحفلات والأنشطة المدرسية. وإذا كانت بعض مدارسنا تحرص على تقديم الفنون الشعبية للمناطق التي توجد بها، يصبح من حقي أن أعتقد أن وزارة التربية إنما منعت تلك الرقصات التي يمكن لنا أن نجدها في المدارس، بحيث لا يصبح من حق مدارس المنطقة الوسطى أن تقدم رقصات الدوسري والسامري، ولا من حق مدارس الجنوب أن تقدم الخطوة والرزفة، ولا من حق مدارس الغربية أن تقدم الخبيتي والمزمار، ولا من حق مدارس الشمال أن يقف طلابها صفا في رقصة الدحة. لم يكن من المتوقع أن تقطع الوزارة بمنع الرقص في المدارس، أو بلغة فقهية أن تحرمه على طلابها وطالباتها في الوقت الذي يعيش فيه هؤلاء الطلاب والطالبات في مجتمع لا يجد حرجا في الرقص في أفراحه الخاصة ومناسباته الوطنية، فمن شأن ذلك المنع أو التحريم أن يؤدي إلى شرخ في العلاقة بين المجتمع والطلاب، بل داخل الأسرة الواحدة، حين يجد هؤلاء الطلاب والطالبات أن ما هو ممنوع ومحرم داخل المدارس تتم ممارسته كعادة شعبية داخل البيوت، بل وفي الساحات العامة ،انطلاقا من أنه إرث ثقافي شعبي يمارسه الآباء والأمهات ومارسه قبلهم الأجداد والجدات. كان الأولى بالتربية أن توجه مدارسها، سواء كانت مدارس بنين أو مدارس بنات، إلى العناية بالرقصات الشعبية لما في ذلك من توثيق للعلاقة بين الجيل الجديد والإرث الاجتماعي من ناحية، ومن ناحية أخرى لتوفير بدائل تحول دون الوقوع في دائرة ما تبثه الفضائيات من رقصات لكل شعوب الأرض، وعلى الوزارة أن تدرك أن من لا يرقص الرزفة والسامري والدحة والخبيتي من طلابها وطالباتها سوف يرقص الهيب هوب والبريك والسامبا، شاءت الوزارة أو أبت ورضي المجتمع أو لم يرض. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة