على الرغم من أن علاقتهن بالسيارة لم تتعد يوما المقعد الخلفي، أو يمين المقود على أبعد تقدير، إلا أن ثلاث سعوديات مخترعات أشغلهن حال السيارة ومشاكلها مع الرجل، فبادرن باختراعهن إلى معرض ابتكار 2010. تقف ندى العبد اللطيف وإسراء حموي و علياء الهييدي أمام عادم للسيارات، أو كما يسمينه (شكمان). منظرهن أمام قطعة غيار لسيارة يبدو غريبا للوهلة الأولى قبل أن يبدأن في شرح تبرير وجودهن وفكرتهن لمئات الحاضرين الذين توافدوا على جناحهن. أقلقت مشكلة الدخان المتصاعد من عوادم السيارات ندى وإسراء وشريكتهما علياء، كلما رحن أو غدون على طريق الثانوية الأولى في المدينةالمنورة. تقول ندى: كم مرة سمعت «كحكحة» الجالسين قربي إذا ما مرت بالجوار سيارة تنفث دخانا أسود، ودائما ما ينتابني خوف حين أسمع عن الأضرار البيئية والصحية التي تخلفها تلك العوادم وجهود المنظمات العالمية للحد منها، نريد أن نساعد الناس. وتضيف العبد اللطيف «قبل ثلاثة أشهر قررنا كفريق عمل من ثلاث فتيات المساهمة في تخليص الإنسان من تلك المعضلة البيئية، وثوب الرجل الأبيض من سواد الكربون الذي يعود به بعد قيادته سيارة قديمة، فابتكرنا فلتر عادم السيارة القابل للتغيير وسهل الاستخدام ورخيص الثمن». وهذا الاختراع هو الأول لفريق العمل الأنثوي الشاب، كما تقول العبد اللطيف. ورغم أنوثتهن إلا أنهن أصررن على الدخول إلى عالم الميكانيكا والسيارات، وهو العالم الذي يمسك به الذكور في مجتمعهن، ويبادرن ب«ما لم يأت به الأوائل». وتحاول منظمات دولية حث دول العالم على تقليل نسبة تلوث الهواء 5 في المائة سنويا، إلا أن إسراء حموي تحلم على أبعد تقدير بأن يساهم اختراعهن بتقليل 1 في المائة، وتقول «دعنا نحلم بالقليل، أو دعهم يقولون إن الأنثى ستصلح مشاكل البيئة والصحة، فنحن موجودات ونستطيع أن نساهم في الإصلاح البيئي». ندى وإسراء وعلياء متفائلات حد اليقين. تتوقع ندى أن يرن هاتفها الأسبوع المقبل وخلفه رجل أعمال يعرض عليها دعم المشروع بعد أن زارهن واستمع لحكاية المشروع. وتنتظر إسراء أن تهبط إليهن إحدى شركات السيارات فتأخذ اختراعهن وتتبناه، وكل ذلك لأن زوارهن من المسؤولين ورجال الأعمال توقفوا كثيرا عندهن، وطلبوا منهن انتظار الخبر السعيد في الأيام المقبلة كما تقول إسراء.