أمير حائل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    استعراض تقرير الميزة التنافسية أمام أمير الشمالية    توصيات شورية لإنشاء المرادم الهندسية لحماية البيئة    خسائر بقيمة 1.6 مليار يورو في إسبانيا بسبب انقطاع الكهرباء    165 عقدا صناعيا واستثماريا بصناعيتي الأحساء    250% تفاوتا في أسعار الإيجارات بجازان    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    أول تعليق من رونالدو بعد ضياع الحلم الآسيوي    برشلونة وإنتر ميلان يتعادلان 3/3 في مباراة مثيرة    سعود بن بندر يطلع على المبادرات الإصلاحية والتأهيلية لنزلاء السجون    أضواء بنت فهد: «جمعية خيرات» رائدة في العمل الخيري    جمعية الزهايمر تستقبل خبيرة أممية لبحث جودة الحياة لكبار السن    فيصل بن مشعل: اللغة العربية مصدر للفخر والاعتزاز    المتحدث الأمني للداخلية: الإعلام الرقمي يعزز الوعي المجتمعي    العلا تستقبل 286 ألف سائح خلال عام    جامعة الملك سعود تسجل براءة اختراع طبية عالمية    مؤتمر عالمي لأمراض الدم ينطلق في القطيف    اعتماد برنامج طب الأمراض المعدية للكبار بتجمع القصيم الصحي    قطاع ومستشفى محايل يُفعّل مبادرة "إمش 30"    الأمير سعود بن نهار يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    محافظ سراة عبيدة يرعى حفل تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    خسارة يانصر    أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة الشرقية تطلق أنشطة وبرامج لدعم مبادرة "السعودية الخضراء"    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد بجامعة الإمام عبد الرحمن    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    حوار في ممرات الجامعة    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلاصة الكلام .. لا يصح الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحال التجارية أوقات الصلاة
مدير عام هيئات منطقة مكة ل
نشر في عكاظ يوم 17 - 04 - 2010


(النص الكامل لدراسة حكم صلاة الجماعة)
قبل نحو أربعة أشهر من الآن، فجر مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ الدكتور أحمد قاسم الغامدي رأياً فقهياً حينما كشف عن دراسة تؤكد أن الاختلاط ليس من منهيات التشريع، الرأي الفقهي الذي عضده بالأدلة والقرائن الفقهية حول الاختلاط في الأماكن العامة وخلص إلى جوازه، تعرض لحملة عداء من كثير من المتشددين طالت أبناءه وأسرته وأصدقاءه. اليوم يتحدث الغامدي عن عدم جواز الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، ويؤكد أن المسألة كانت ولا زالت محل خلاف بين العلماء حول حكمها، ولفت إلى أن إقامة الناس في صلاة الجماعة مسألة اجتهادية اختلف العملاء في حكمها. وكشف مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة الذي يصنف من المشايخ المعتدلين ويبلغ من العمر 47 عاما، عن حملة شرسة واجهته من بعض منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على خلفية دراسته عن الاختلاط («عكاظ» 22/12/1430ه،) مؤكدا أن «الضرر الذي لحق بأبنائي وأقاربي وأصدقائي كبير وكأن ما نشرته ناقض من نواقض الإيمان يستوجب الولاء والبراء فيه». ولفت مدير عام هيئات منطقة مكة المكرمة إلى أن الهيئة لا تزال بحاجه ماسة لانتقاء المعتدلين الأكفاء في مواقع القيادة والتوجيه، «وإحلالهم محل ذوي التهور والاندفاع ممن لم ينضبط بالنظم والتعليمات، أو لا يريد أن ينضبط بها لهوى أو لجهل بفقه الولايات الشرعية المتفرعة عن ولاية ولي الأمر»، داعيا إلى ضرورة تصحيح ذلك الخلل. ونبه الغامدي الذي يعمل في الهيئة منذ نحو عشرين عاما، في حديث موسع مع «عكاظ» إلى ضرورة مباشرة إصلاح خلل الهيئة، لأن لزوم بيان الحق واجب على أهله، مؤكدا أنه لا يجوز التخاذل عن إصلاح الخلل، والابتلاء في ذلك سنة كونية. وخلص مدير عام الهيئات في منطقة مكة المكرمة إلى أن الهيئة بحاجة إلى انتقاء المعتدلين الوسطيين، وتحديد الصلاحيات والمسؤوليات لمنسوبيها، مشددا على أهمية اختيار الأمثل وتقليص الخلل.
إغلاق المتاجر
• أبدأ الحديث عن حكم إغلاق المتاجر وقت الصلاة، ألمحت في محاضرة لك في أدبي الطائف عن وجود بحث قيم ربما يعيد صياغة الكثير من الأخطاء والجدل حول هذا الأمر؟
هناك فرق بين إقامة صلاة الجماعة في الناس وبين إقامة الناس في صلاة الجماعة، فإقامة الجماعة في الناس فرض من الفروض على ولي الأمر ولتحقيق ذلك تبنى المساجد ويرفع الأذان، ويحث الناس عليها أما إقامة الناس في صلاة الجماعة فمسألة اجتهادية اختلف العلماء في حكمها.
عند أهل العلم المتقرر عدم جواز الإنكار في المسائل الاجتهادية وفي هذا كفاية فإن إقامة الناس في صلاة الجماعة من تلك المسائل الاجتهادية التي اختلف العلماء فيها، منهم من قال بوجوب الجماعة ومنهم من قال بغير ذلك والأكثرون قالوا بأنها سنة، وهو قول جمهور من أهل العلم منهم أبو حنيفة والشافعي ومالك ورواية عن الإمام أحمد (رحمهم الله)، وننبه هنا إلى أن ما يراه ولي الأمر في المسائل الاجتهادية يرفع الخلاف فيها لما له من حق الطاعة لكنه لا يزيل الخلاف، وليس هذا محل بيان أدلة هذه التفصيلات وإنما المراد هنا إثبات أن تلك المسألة مسألة اجتهادية.
المتقرر أيضا، عند أهل العلم عدم جواز الإنكار فيها، ومسألة إغلاق المتاجر حين إقامة الصلاة متفرعة عن ذلك الاختلاف فينسحب ذلك الاختلاف على الاختلاف في أصلها، فمن قال بوجوب الجماعة من العلماء فرع على ذلك وجوب إغلاق المحال لأدائها جماعة لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب على هذا وهم مع ذلك يرخصون فيما كان تركه من المحال لمصلحة عامة كالصيدليات المناوبة، ومحطات الوقود المناوبة، وما خيف معه ضرر على مصلحة خاصة كالمخابز، وما تخشى سرقته، أو يخشى معه فوات ما لا يدرك من حوائج الناس.
ومن قال بأن صلاة الجماعة سنة من العلماء فرأى على ذلك عدم وجوب إغلاقها مع القول ببقاء الحث عليها لفضيلتها دون إيجاب.
لتسمح لي أن أوضح أنه لي في هذه المسألة بحث مستفيض كتبته منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا يقارب مائتي صفحة رجحت فيه رأي جمهور العلماء بالأدلة الواضحة، وليس هذا الحوار محلا لاستيعاب أدلة ما قررته في ذلك البحث بأدلته ومناقشة أدلة الآراء الأخرى رواية ودراية وآمل مستقبلا أن يتيسر لي طباعته إن شاء الله.
القول الفصل
• ما خلاصة بحث إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، أشرت إلى إمكانية إبقاء الصيدليات ومحطات الوقود مفتوحة، هناك أمور أخرى يحتاجها المجتمع أيضا مثل المستوصفات، المدارس مثلا؟
الخلاصة، أن عدم إغلاق المحال وقت الصلاة كلها مناوبة وغير مناوبة لا يصح الإنكار فيه على من أخذ بقول جمهور العلماء من أنها سنة مؤكدة، إلا إذا رأى ولي الأمر إلزام الناس برأي من قال بوجوبها، فيلتزم حين ذلك طاعة لولي الأمر لما له من حق الطاعة ولما تقرر من أن ما رأى ولي الأمر الأخذ به من أقوال العلماء في المسائل الاجتهادية يرفع الخلاف ويطاع ولي الأمر فيه .
مثير للجدل
• أثار بعض منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكثير من الجدل حول دراستك التي نشرت في «عكاظ» عن الاختلاط، أسألك الآن عن دوافع الدراسة أريد معرفة ما نوع الضرر الذي تعرضتم له؟ هل تلقيتم رسائل تهديد؟ رسائل اقتحمت هاتفكم فجأة تحوي وعيدا وتهديدا؟
كل ذلك قد كان، لقد تعرضت بالفعل لهجمة مسيئة ومحاولة غاشمة لاستعداء الكثير من الناس ضدي بالباطل وتحريضهم للإساءة لي بكل وسيلة مباشرة وغير مباشرة، الحقيقة أنني لم أكن أتوقع بعض ذلك ولم يخطر ببالي.
لقد لحقت الإساءة ببعض أبنائي وقرابتي وأصدقائي وكأن ما نشرته ناقض من نواقض الإيمان يستوجب الولاء والبراء منه، لقد دونت من ذلك ما استدركته إمكانياتي حفظا لما قد يكون له أهمية منه.
• هل وجدتم أي تفسير لما حدث؟
الحالة تدل بوضوح على أن التشدد والغلو قد ولدا الكثير من الخلل في مجتمعنا، وأثرا فيه أثرا بالغ الخطورة حين غلف هؤلاء المتشددون عقول بعض أفراد المجتمع عن التفكير والتأمل والفهم الصحيح، واستخدموهم أداة ضاغطة لتحقيق أجندتهم، باعتبار ذلك المناخ المناسب والآلة التي يمكن أن يوظفها المتشددون وبعض ذوي التوجهات والانتماءت الفكرية والحزبية المنحرفة في مجتمعنا لصالح أجندتهم.
لقد أثار سؤالكم في نفسي حقيقة هاجس العجز عن القدرة على استيعاب ذلك الكم المسيء وأثار شعوري بالأسف الكبير على محاولة تلك الفئة استغلال أبناء مجتمعنا الطيب، واختطاف فكره وإرادته لتوظيف ذلك لصالحه والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
حالة عداء
• عمليا، هل لنا أن نتعرف على بعض المواقف الصعبة التي حدثت لكم بعد نشر الدراسة؟
المواقف كثيرة ومسيئة جدا بعضها لم يخطر ببالي وأنا في الوقت الراهن لا أميل للحديث عن شيء من ذلك بالتفصيل، وبفضل الله لم أكترث بشيء من ذلك توكلا على الله ثم ثقة فيما ننعم به من أمان أرسى دعائمه ورسخه مؤسس البلاد الملك المصلح الإمام عبد العزيز رحمه الله ثم سار أبناؤه من بعده على ذلك النهج الحكيم وحاز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من ذلك قصب السبق بفضل الله ثم بفضل حكمته وبصيرته فنحمد الله على هذه النعمة ونسأله المزيد.
• تحدثت عما تعرض له أبناؤكم من ضغوطات، هل أفهم من هذا أن أبناءك تعرضوا لضغوطات على مقاعد الدراسة مثلا؟
قد حصل شيء من ذلك والله بصير بالعباد نسأله أن يجازي كلا بما يستحق.
البحث عن الأضواء
• أرجو هنا أن يتسع صدركم لتجيبوا على أسئلة تهم القارئ كثيراً، ومنها ما يردده البعض أنكم ربما غير مقتنعين بما ورد فيها، هل كانت بسبب الشهرة؟
أنا على قناعة تامة بما في تلك الدراسة، فالاختلاط ليس من منهيات التشريع مطلقا وما نشرته خلاصة دراسة حديثية مستفيضة تجاوزت المائتي صفحة استغرقت مني قرابة ستة أشهر جمعا وتخريجا وتحقيقا ودراسة ثم ظلت حبيسة أدراجي لأكثر من عامين، وما أفصحت عنه منها الآن سبق أن أفصحت عن جزء يسير في عام 1429ه.
• ما ردكم على من قال بأن هذه الدراسة، هدفها البحث عن الأضواء؟
اتهام الناس في نواياهم أمر يسير ووزره كبير، وأعتقد أن قائل ذلك لن يكفيه القول بأنني لست ممن يبحث عن ذلك، والله سبحانه هو العالم بما في ضمائر خلقه، والحق يدركه من يريد الله هدايته ومن يصرفه الله عنه فلا هادي له.
بيان التكفير
• أتحدث معك هنا، عن ما بعد نشر الدراسة، أصدر علماء من القبيلة التي تنتمي لها شجبا واستنكارا، وأكدوا أن ما قمتم به يناقض الشرع تماماً، ما تعليقكم على ذلك؟
لست ممن يعول على ما كان مجهول المصدر، وقد علمت أنه نشر تكذيب لذلك البيان في الإنترنت، وتلقيت اتصالات من أشخاص وردت أسماؤهم في البيان المزعوم وكذبوا ما ورد فيه.
ثم لو صح شيء مما في ذلك البيان، لم يكن فيه إلا نقص لقائله لأنه لم يشتمل إلا على التنقص الشخصي، ولم يتناول أدلة المسألة بموضوعية، وهذا ليس من طرائق الحوار للوصول إلى الحق وليس من أساليب أهل العلم وطلابه فضلا عن العلماء.
• أعفي من عمله؟ لم يعف؟ كانت هذه العبارة حاضرة على ألسنة الكثيرين من منسوبي الهيئة وحتى المتابعين للمشهد بعد نشر الدراسة، حدثنا بوضوح عن خلفية الإجازة التي حصلت عليها من عملك؟
طلبي للإجازة كان عن موعد سابق ومحدد مع عدد من المهتمين بالدعوة لإتمام أعمال وقفية سبق الشروع فيها ولم أكن استطع الانفكاك عن ذلك الموعد المحدد وقد رفعت طلبي لتلك الإجازة لمعالي للرئيس العام، وتم إقراره، أما ما تحدث عنه الناس فلا أعتقد أن في الرد فائدة الآن.
حسم الخلل
• لفترة ليست قصيرة تقفون على هرم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، أسألك بصدق عن حزمة التحديات التي تواجهونها، علمت أن بعض منسوبي الهيئة يرفضون تماماً تنفيذ التعليمات تارة، ويتجاهلون الأنظمة تارة أخرى، أين الحقيقة؟
كل ذلك وقع بالفعل من البعض، وهو بلا شك أمر غير مقبول نظاما في الهيئة وفي غيرها من الإدارات، والنظام بلا شك سيحسم الخلل ويعيد الأمور بإذن الله إلى نصابها.
• حتى نضع القارئ في الصورة، أسألك عن بعض هذه التحديات؟
لا أعتقد أن نشر مثل هذه الأمور في الإعلام مفيد، حلها سيكون شأنا داخليا في الهيئة.
انتقاء المعتدلين
• قبل نحو عام، شهدت الهيئة مخاضا، وتعاونا مع الجامعات، لإعادة هيكلة جهازها، كيف تقيمون طريقة عمل أفرادها؟
أعتقد أن الهيئة لا تزال في حاجة ماسة لانتقاء المعتدلين الأكفاء في مواقع القيادة والتوجيه، وإحلالهم محل ذوي التهور والاندفاع ممن لم ينضبط بالنظم والتعليمات، أو لا يريد أن ينضبط بها لهوى أو لجهل بفقه الولايات الشرعية المتفرعة عن ولاية ولي الأمر، مع العمل الجاد على تصحيح ذلك الخلل كما أنها بحاجة ماسة أيضا لتحديد أهدافها، بشكل دقيق وتحديث نظامها لتصحيح مسارها وطرائق وأساليب العمل فيها أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعا على تحقيق ذلك.
• حظيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوال عمرها الزمني بدعم غير محدود من قيادة هذه البلاد انطلاقا من أهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أن البعض يتحدث وبصوت عال عن استغلال المتشددين هذا الدعم، وتجاوز في التعليمات حتى وصل الأمر إلى مصادرة حريات الناس التي كفلها الدين الحنيف.. ما هو تعليقكم ؟
بلا شك أن الهيئة ولله الحمد حظيت بالدعم الكامل منذ تأسيسها من لدن الملك عبد العزيز رحمه الله وتتابع أبناؤه البررة على ذلك الدعم معنويا وماديا فالقيادة الرشيدة في المملكة أخذت على عاتقها حمل رسالة الإسلام والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعتقد أن استغلال تلك الثقة وذلك الدعم وقع في جوانب شتى من البعض، هذا ما لمسته من خلال معايشتي لأعمال الهيئة لأكثر من عشرين عاما، ولكني أقول بأنه لا يزال في الهيئة ولله الحمد عقلاء ومصلحون ولازلنا متفائلين بأن تتحقق التطلعات الطموحة لقيادة هذه البلاد في هذا الجهاز .
الإصلاح ضرورة
• هل تعتقد أن طرح دراسات لإصلاح شيء من خلل العادات والتقاليد محل توقف لديكم، لما يواجهه المصلحون ويجعلكم تتوقفون عن طرح ما لديكم من رؤى تساعد على تحقيق الإصلاح ؟
ربما كان ذلك صعبا في أوقات مضت، ولكني أشعر في الوقت الراهن أن الحال أمثل مما مضى ولاشك أنه ستبقى هناك عقبات وصعوبات إلا أن الحال أفضل، ولزوم بيان الحق واجب على أهله ولا يجوز التخاذل عنه والابتلاء في ذلك السبيل سنة كونية لم يسلم منه الأنبياء فضلا عن غيرهم من المصلحين قال تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فلنعلمن الذين صدقوا ولنعلمن الكاذبين» فلا ينبغي أن يتراجع عن الإصلاح من يحمل رسالة العلم والدعوة لأجل ما يواجهه المصلحون من صعوبات وعقبات خصوصا إذا كان فلق الصبح يلوح في الأفق أسأل الله تعالى لنا جميعا التوفيق والثبات على الحق.
• بعض خبراء الإدارة يتحدثون أن ما يثار عن الهيئة من قضايا، وربما تجاوز للنظام يمكن حسمه من خلال ضخ دماء جديدة تحمل فكرا إداريا متطورا ما رأيك؟
أعتقد أننا في حاجة ماسة لمن يجمع بين الأمرين، الحس الشرعي المستنير المعتدل والحس الإداري القائد المبدع، وهذا الجهاز تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله وحكمته وبصيرته ونصحه وطموحه لا يزايد عليه فيها أحد صادق في ولائه.
الصراط المستقيم
• تحدثت كثيراً عن المعتدلين الوسطيين، من هو المعتدل الوسطي في رأيك، ما هي مواصفات فكره ورؤيته؟
الوسطية والاعتدال صفة لمنهجية الإسلام الحق وهو الصراط المستقيم الذي هو وسط بين الغلو والجفاء أو الإفراط والتفريط.
فالغلو والإفراط: مجاوزة الحد وحقيقته حركة فى اتجاه الأحكام الشرعية والأوامر الإلهية، ولكنها حركة تتجاوز فى مداها الحدود التى حدها الشارع، فهو مبالغة في الالتزام، في الدين وليس مروقاً عنه، بل هو نابع من القصد بالالتزام به والتفريط بعكس ذلك.
كما أن الوسطية والاعتدال تمثل العدل والخيرية وتحقق معناها، وبذلك يتحقق في الوسطية والاعتدال أمران وهما: الخيرية والبينية.
وللوسطية سمات وملامح أهمها، الخيرية، العدل: اليسر ورفع الحرج، الحكمة، الاستقامة، والبينية، وكل أحد قد يدعيها وإنما تثبت لمن تمسك بمقاصد الشريعة ونصوصها الصحيحة مجتمعة.
• عانت المملكة من حملات إعلامية دولية، بسبب بعض القرارات الفردية الخاطئة التي يرتكبها بعض أفراد الهيئة، والتي تسيء لسمعة المملكة، ما الحل في وجهة نظركم؟
أرى على وجه الإجمال أننا إذا أردنا معالجة تلك المعاناة فعلينا القضاء على أسبابها وإزالة تلك الأسباب بإيجاز بأنه يجب تحديث نظام الهيئات، ويجب أن نحدد أهداف الجهاز واختصاصه بدقة ووضوح ثم نحدد آلية تنفيذ تلك الأهداف، ثم نحدد الصلاحيات والمسؤوليات فيها لمنسوبيها، كما أن علينا أن نختار الأمثل فالأمثل من المعتدلين الوسطيين لتنفيذ تلك المهمة لنقلص الخلل الواقع في أعمالها، ثم علينا أن نتابع تنفيذ ذلك عن قرب وعبر وسائل رقابية متعددة تضبط كيفية تنفيذ ذلك كله بكل حزم وقوة وأمانة حينذاك سنقضي على جوانب الخلل.
البطاقة الرسمية
• يطالب البعض بزي موحد لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هل تؤيد ذلك.. ما هو الزي المقترح لكم؟
ليتميز رجال الهيئة أثناء أداء عملهم عن غيرهم أعتقد بأنه يجب أن تكون البطاقة الرسمية بما تحويه من معلومات التوثيق معلقة بارزة على صدر القائم بالعمل منهم أثناء عمله فهي الوسيلة الأنسب والأكثر أمانا من اقتراح أي نوع من أنواع الزي المختلفة لأن الزي يمكن بسهولة أن يتخذه من يريد أن ينتحل شخصية رجل الهيئة، أما البطاقة الرسمية بما تحمله من معلومات مع صورة حاملها ستكون أكثر أمانا خصوصا إذا واكب ذلك رقابة جادة ومتابعة دائمة لامتثال حملها، كما أرى أن تمييز السيارات الرسمية للهيئة بعلامات وألوان أكثر مما هي عليه الآن كغيرها من السيارات الرسمية للجهات الأخرى كالشرط والمرور.
هذا الإجراء سيكون ذلك مع البطاقة الرسمية المعلقة بصورة بارزة أهم مظهرين واضحين يحققان اطمئنان الجمهور حين يتعامل معهم رجال الهيئة.
• هل تفضل أن يطلق على رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشرطة الدينية؟
لا أعتقد أن في اختلاف التسمية كبير معنى تقتضيه نصوص الشرع، إنما العبرة بما يوصلنا لتحقيق ما أمرنا الله به من إقامة الشعيرة، فإذا كان الهدف محددا وواضحا بدقة وكانت آلية تحقيقه واضحة ومحددة، وكانت صلاحية العاملين فيها محددة، فتحقيق المقصود من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حينذاك يسير، وتسميتها حينذاك بالحسبة أو الشرطة الدينية أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يغير شيئا في تلك الحقيقة، إلا أن تسميتها بما ذكرها الله في كتابه وبما ذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم أوفق لها كشعيرة من شعائر الدين والإيمان حقيقة وشكلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.