لا تحتاج أن تكون طبيبا لكي تعرف أن نسيان مقص في بطن مريض خطأ طبي فادح، ولا تحتاج أن تكون حاملا لشهادة تؤكد أنك مختص في الهندسة لكي تدرك أن ثمة خللا سريا وراء تحويل حديقة عامة إلى سوق تجارية أو طريقا عاما إلى فندق سياحي، والذي لا شك فيه أنك لا تحتاج أن تكون خريج كلية للشريعة والدراسات الإسلامية لكي تميز الفتاوى التي تنطلق من الوعي بسماحة الإسلام ووسطيته وتلك التي تتسم بالتشدد والتطرف والتزمت وتنتهي إلى تشويه صورة الإسلام النقية. هذه الأمور التي تتنزل منزلة المسلمات تتصل بالوعي الذي ينبغي أن يتسم به من يتصدر للكتابة فيما يهم المواطنين ويصب في الصالح العام ويعمل جاهدا على أن تكون كتابته هي ما يقدمه لوطن يسعى إلى أن يكون وطنا نقيا من كل ما يمكن أن يمس نقاءه من أخطاء وهفوات، سواء كانت صادرة عن جهل بالقوانين والأعراف والأنظمة أو تجاهلا لها، ولأن الكاتب يحرص على أن يكون لسان المواطن وعين المسؤول فعليه أن يلتزم بالمصداقية فيما يكتب والأمانة فيما يتناوله من الموضوعات ومقتضى الأمانة والمصداقية أن يكون عالما بما يكتب عنه عارفا لما يتناوله، غير أن علمه هو العلم الذي لا يكون الاختصاص شرطا له، ومعرفته ليست المعرفة التي تجعل حمله لشهادة الطب شرطا لكي يكتب عن أخطاء الأطباء، وحصوله على شهادة الهندسة شرطا لكي يكتب عن سوء تخطيط شوارع مدينته، وشهادة الدراسات الإسلامية لكي يكون قادرا على الحكم على من يدعو لهدم الحرم وإعادة بنائه بالحمق والنزق وتعجل الرأي واستسهال الفتوى. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة