يحتاج كل إنسان من وقت لآخر أن يضحك ويرفه عن نفسه حتى لا يشعر بالإحباط والاكتئاب، فمن يعيش في السعودية ويراقب طبيعة المحتوى الذي يصله كل يوم على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي فسيجده مليئا بالفديوهات الساخرة أو الصور الفكاهية التي غالبا ما تكون مركبة. ففي يومنا هذا أصبحت الفكاهة أو كما يعرفه كثير من السعوديين ب«الطقطقة» علامة فارقة ومميزة في مزاجهم اليومي... فما أن تقع حادثة يجد السعودي الواتس آب يضج بكمية صاخبة من الرسائل والفديوهات التي تتصدر قائمة الترند. تشكل تلك التطبيقات متنفسا لهم ويعتبرونها مجلسهم الافتراضي الواسع، ففيها كل أنواع الأخبار ويستعرضون من خلالها علاقة المرأة بالرجل والمواقف الطريفة التي تحدث بينهما. يحتل المرح مساحة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتضمنها رسائل من الطقطقة، فالكوميديا تعكس خفة الظل لدى المجتمع السعودي. فكل ما يتم مناقشته في مجالسنا يناقش أيضا في جروبات الواتس آب. في وجه الحياة العابس الذي تعيشه بعض أنحاء العالم العربي من حروب ودماء تسيل. أشير هنا إلى قول الممثلة الأمريكية جون ريفيرز: «عندما تجعل أحدا يضحك... كأنك تمنحه إجازة قصيرة». جميعنا نتعاطى بطريقة مختلفة مع النكتة؛ فكل منا له نافذة يطل منها فهي مساحة من الحرية التي يستطيع الإنسان أن يرقص عبرها مع الحياة، وينسجم مع نغماتها. قد تكون السوشال ميديا فسحة واسعة لينجو الإنسان من سطوة الكآبة والإحباط الذي يلف جذور أعصابه، لكي يفرز الدماغ هرمون الضحك الذي يحرك نبضات قلبك ويغمض عينيك عن كل ما هو مؤلم وقاس. يحتاج بنو البشر لأن يصنعوا لأنفسهم معبرا للضحك حتى يستمتعوا بكل أشجارالحديقة الملونة بألوان قوس قزح التي ترسم الابتسامة في حياتهم. أو كما كان يتعاطى بعض رؤساء الدول مع النكتة على مر التاريخ. فعلى سبيل المثال الجنرال شارل ديغول كان ينزعج جدا إذا لم يعره رسامو الكاريكاتير أي اهتمام بانتقاداتهم التي يعدها مرآة تعكس مضمون شخصيته القيادية المؤثرة لدى عامة الناس فقال في قلبه «تدنت شعبيتي في فرنسا؛ فأنا لا أرى نفسي في الرسوم الكاريكاتورية، ولا أسمع اسمي في النكتة». قد تحمل هذه النكت تخفيفا وضمادا، فمواقع التواصل الاجتماعي تحاول أن تحلق بك إلى عالم آخر يجعلك تدخل إلى روحك الضحك والفكاهة التي تنتشلك من عمق ألمك!