سيكون العرض الأخير لآخر مسرحياتك الفاشلة التي كنت تقدمها على مسرح الحياة بألف وجه، وكنت دائمًا تقوم بدور البطولة في جميع مسرحياتك والتي هي حياتك. تمارس الظلم والمكر وجميع فنون الغدر والخيانة في حق من هم حولك. أفنيت عمرك يا صديقي في معارك خاسرة، كنت تظن أنك المنتصر فيها، ولكنك لم تدرك أنك إن ربحت دنياك الزائفة فإنك للأسف قد خسرت الحياة الأخرى . على خشبة الموت، تمر من حولك أرواح كنت سببًا في أحزانها وكثرة أوجاعها، لم تحاول أن تعمل لآخرتك، عملت لدنياك فقط، استخدمت كل ذكاء وهبه الله لك في تصدير الكراهية وصناعة الشر في دروب الآخرين. حرمت نفسك من أعمال الخير وأبدعت في نثر سمومك وشرورك في كل مكان، حاربت بقوة، وهدمت كل جسور المحبة والمودة بينك وبين الآخرين. على خشبة الموت ستدرك أنك فرطت في حق الله، ثم في حق نفسك وفي حق أولئك الذين ظلمتهم وجرحت مشاعرهم. وقتها ستندم على إضاعتك لأيامك وسنين عمرك في خلافات وعداوات شغلتك عن حب الخير والتسامح، وبذل المعروف وحسن الخلق. كنت تتباهى بانتصاراتك وعظيم غدرك ونجاحك في الإساءة إلى الآخرين، وكنت تظن أنك الأفضل والأقوى ولكنك بأعمالك هذه لا تعد إلا من شرار الخلق الذين ستشهد عليهم أعمالهم ونواياهم ومكرهم. على خشبة الموت تتمنى أن تعود بك الأيام إلى الوراء لكي تصلح ما فاتك ولكن لا فائدة. فهذا هو العرض الأخير لآخر مسرحياتك الهزلية في هذه الحياة الفانية، وهنا الخاتمة المؤلمة التي خسرت فيها كل شيء، وكان بالإمكان أن تكون إنسانًا طيبًا صالحًا خاليًا من الأحقاد وسوء الأخلاق ولكنك كنت تهوى المشاكل والخداع وظلم الأبرياء ،ونشر الفوضى والكراهية وإيذاء الناس، وتحمل في أعماق قلبك المظلم كل الصفات السيئة التي جعلتها عنوانا لحياتك. فالآن وعلى خشبة الموت، تمر أمامك الحسرات ومساحة كبيرة من الندم، ولكنها النهاية التي اخترتها لنفسك، ويسدل الستار على آخر عرض من مسرحياتك الزائفة.