- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : مشهدٌ واحد يكشف الحكاية؛ تصفيق ينبع من القلوب قبل الأيادي، أطفالٌ يرتدون الحكاية قبل الزي، وكبار سن يصفّقون للتراث كما يصفّقون للحياة. هنا في «مهرجان جازان 2026» لا يُشاهَد التراث فحسب… بل يُعاش. على امتداد ساحات المهرجان، تلتقي العروض الشعبية بالحكايات الشفوية، وتجاور الحِرَف التقليدية مشاركات الأطفال، في تجربة تجعل الزائر جزءًا من المشهد لا متفرجًا عليه. ويشير عدد من الزوار إلى أن المهرجان يقدّم "تعليمًا حيًا"؛ إذ يتعرّف الأطفال على العادات والرموز التراثية من خلال المشاركة، ما يعزز شعورهم بالانتماء والاعتزاز بالهوية. كما أسهمت الأركان التراثية في إبراز الحِرَف اليدوية بوصفها قيمة ثقافية واقتصادية في آنٍ واحد، بينما قدّمت الفنون الشعبية لغة مشتركة تجمع الأجيال وتعيد إحياء الأهازيج والرقصات التي شكّلت ذاكرة المكان. ويرى زوار المهرجان أن الرسالة الأهم للمهرجان تتمثّل في أن الذاكرة لا تبقى إلا حين يشارك فيها الجميع. فحين يشعر الجيل الجديد بأن هذا التراث يخصه، يصبح جزءًا من حمايته، ويتحوّل إلى رافعة للانتماء والسياحة والتنمية المحلية. وبين تفاعل الجماهير وفرح الأطفال وروايات الكبار، تبدو جازان وكأنها تقول؛ نحتفي بالماضي -نعم- لكننا نصنع به طريقنا نحو المستقبل. ‹ › ×